1 من 3
قيس بن أبي حازم الأحمسي:
لأبيه صحبة. ورَوى ابن منده بسندٍ واهٍ أنَّ لقيس رؤيةً؛ والمشهور أنه من المخضرمين، وسيُعاد في القسم الثالث.
قَالَ ابْنُ مَنْدَه: أنبأنا سهل بن السري النجاري، حدثنا أبو هارون سهل بن شادويه، وعبد الله بن عبيد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد السمرقندي، حدثنا أبو مقاتل حفص ابن أسلم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم؛ قال: دخلتُ المسجدَ مع أبي فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فلما أنْ خرجت قال لي: يا قيس، هذا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكنْتُ ابْنَ سبع أو ثمان سنين؛ قال ابْنُ مَنْدَه: لا يصح. وأخرجه الخطيب في المؤتلف في ترجمة الورداني مِنْ كتابه في "المؤتلف" مِنْ طريق أبي سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز عن أبيه عن حفصة بسنده، وأوله: كنتُ صبيًا فأخذ أبي بيدي، فذهب بي إلى المسجد، فخرج رجل فصعد إلى المنبر؛ فقلت لوالدي: من هذا؟ قال: هذا نبي الله. قال: وأنا إذ ذاك ابْنُ سبع أو تسع.
قال الخطيب: لا يثبت. وهذا الحديث إنْ كان له أصل فقد وقع فيه غَلط يظْهَر من رواية البزار في مسنده، مِنْ طريق قيس؛ قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدتهُ حين قبض، فسمعتُ أبا بكر يقول؛ فكأن الرواية الأولى كان فيها فإذا أبو بكر يخطب، لكن قوله ابن سَبْع أو ثمان لا يصحّ؛ فإنه جاء عن إسماعيل بسند صحيح أنه كبر حتى جاوز المائة بسنتين.
وقد اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها أنه مات سنة بضْع وتسعين؛ فعلى هذا كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين، فيكون له عند الوفاة النبوية خمس عشرة سنة، ولا يصحُّ ما في الأثر الأول أنه كان حين سمع الخطبة ابن سبع أو ثمان.
(< جـ5/ص 392>)
2 من 3
قيس بن أبي حازم البَجَلي: ثم الأحمسي، أبو عبد الله. واسم أبي حازم حصين بن عوف ويقال عوف بن عبد الحارث، ويقال عبد عوف بن الحارث بن عوف.
لأبي حازم صُحْبة، وأسلم قَيْس في عَهْدِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهاجر إلى المدينة، فقُبض النبي صَلَّى الله عليه وسلم قبل أن يلقاه. فروَى عن كبار الصحابة، ويقال: إنه لم يرو عن العشرة جميعًا غيره، ويقال: لم يسمع من بعضهم. وروَى أيضًا عن بلال، ومعاذ بن جبل، وخالد بن الوليد، وابن مسعود، ومِرْدَاس الأسلمي، في آخَرين.
رَوَى عنه من التابعين فَمنْ بعدهم إسماعيل بن أبي خالد، والمغيرة بن شبل، والحكم ابن عتيبة، والأعمش، وبيان بن بشر، وآخرون.
قال ابْنُ حِبَّانَ في "الثقات": قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ما بالكوفة أحد أرْوَى عن الصحابة من قيس.
وقال أَبُو عُبَيْد الآجُرِيّ، عن أبي دَاوُدَ: أجود التابعين إسنادًا قَيْسُ بن أبي حازم.
ووقع في "مسند البزّار"، عن قيس؛ قال: قدمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته قد قُبض، فسمعتُ أبا بكر الصديق رضي الله عنه... فذكر حديثًا عنه.
وهذا يدفَعُ قولَ منْ زعم أن له رؤية.
وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن أبيه: أدرك الجاهلية. وقد أخرج أبو نعيم مِنْ طريق إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم دخلتُ المسجدَ مع أَبي، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فلما خرجْتُ قال لي أبي: هذا رسول الله يا قيس، وكنت ابْن سبع أو ثمان سنين.
قلت: لو ثبت هذا لكان قيس من الصحابة. والمشهورُ عند الجمهور أنه لم ير النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أخرجه الخطيب مِن الوجه الذي أخرجه ابْنُ مَنْدَه؛ وقال: لا يثبت. وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق جعفر الأحمر، عن السري بن يحيى، عن قيس؛ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لأبايعه فجئتُ وقد قُبض، وأبو بكر قائم على المنبر في مقامه، فأطاب الثناء وأكثر البكاء.
وأخرج ابْنُ سَعْدٍ بسند صحيح عن قيس؛ قال: أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثَوْب واحد، وخَلْفه الصحابة.
وقال يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كان من قدماء التابعين. روَى عن أبي بكر فَمَنْ دونه، وأدركه وهو رجل كامل؛ قال: ويقال ليس أحد من التابعين جمع أنْ روى عن العشرة مثله إلا أنا، لا نعلم له سماعًا من عبد الرحمن. ووثّقه جماعة.
وقال يَحْيَى بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، عن إسماعيل بن أبي خالد؛ قال: كبر قيس حتى جاوز المائةَ بسنتين، كبر وخرف. قال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين؛ وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك، ويؤيده قولُ خليفة وأبي عبيد: مات سنة ثمان وتسعين، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني.
(< جـ5/ص 399>)
3 من 3
أبو عبد الله: قيس بن أبي حازم الأحمسي.
(< جـ7/ص 248>)