قيس بن أبي حازم البجلي
قَيسُ بنُ أَبي حَازِم البَجَلي الأَحْمَسِيِّ، واسم أبي حازم حصين بن عوف ويقال عوف بن عبد الحارث، ويقال عوف بن الحارث، ويقال عبد عوف بن الحارث، وقيل: عوف بن عبيد.
يكنى أبا عبد الله. لأبيه صحبة، كان يخضب بالصُّفرَة، وربما لبس الخّز. جاهلي إِسلامي، إِلا أَنه لم ير النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأَسلم في حياته، وأَدّى صدقة ماله.
هاجر إلى المدينة. شهد القادسيّة، قال إسماعيل بن أبي خالد: سمعتُ قيسًا يقول: إنّه شهد القادسيّة، قال: فخطبنا خالد بن الوليد بالحيرة وأنا فيهم. قال محمّد بن سعد: وإنّما أراد أنّه حضر مع خالد بن الوليد أوّل أمر العراق حين صالح خالد أهل الحيرة، وهذا كلّه يُنْسَب إلى القادسيّة.
كان عثمانيًّا، ورَوى ابن منده بسندٍ واهٍ أنَّ لقيس رؤيةً؛ والمشهور أنه من المخضرمين، ووقع في "مسند البزّار"، عن قيس؛ قال: قدمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته قد قُبض، فسمعتُ أبا بكر الصديق رضي الله عنه... فذكر حديثًا عنه، وهذا يدفَعُ قولَ منْ زعم أن له رؤية، وقال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عن أبيه: أدرك الجاهلية، وأخرج أبو نعيم مِنْ طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم دخلتُ المسجدَ مع أَبي، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب، فلما خرجْتُ قال لي أبي: "هذا رسول الله يا قيس، وكنت ابْن سبع أو ثمان سنين"، ولو ثبت هذا لكان قيس من الصحابة، والمشهورُ عند الجمهور أنه لم ير النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أخرجه الخطيب مِن الوجه الذي أخرجه ابْنُ مَنْدَه؛ وقال: لا يثبت، وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق جعفر الأحمر، عن السري بن يحيى، عن قيس؛ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لأبايعه فجئتُ وقد قُبض، وأبو بكر قائم على المنبر في مقامه، فأطاب الثناء وأكثر البكاء، وأخرج ابْنُ سَعْدٍ بسند صحيح عن قيس؛ قال: أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثَوْب واحد، وخَلْفه الصحابة، وقال يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كان من قدماء التابعين، وقال يَحْيَى بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، عن إسماعيل بن أبي خالد؛ قال: "كبر قيس حتى جاوز المائةَ بسنتين، كبر وخرف"، ورُوي عنه أنه قال: دخلْنَا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه، وأسماءُ بنت عميس عند رأسه تروح عنه.
روَى عن كبار الصحابة: عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزّبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الله بن مسعود، وخَبَّاب، وخالد بن الوليد، وبلال، ومعاذ بن جبل، وحُذيفة، وأبي هُريرة، وعُقبة بن عامر، وجَرير بن عبد الله، وعديّ بن عَمِيرة، ومِرْدَاس الأسلمي، وأسماء بنت أبي بكر، ويقال: إنه لم يرو عن العشرة جميعًا غيره، ويقال: لم يسمع من بعضهم، ورَوَى عنه من التابعين فَمنْ بعدهم إسماعيل بن أبي خالد، والمغيرة بن شبل، والحكم بن عتيبة، والأعمش، وبيان بن بشر، وآخرون، وقال ابْنُ حِبَّانَ في "الثقات": قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ما بالكوفة أحد أرْوَى عن الصحابة من قيس، وقال أَبُو عُبَيْد الآجُرِيّ، عن أبي دَاوُدَ: أجود التابعين إسنادًا قَيْسُ بن أبي حازم.
روى وكيع بن الجرّاح عن ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أنـّه أوصى أن يُسَلّ من قبل رجليه، وقال ابن حجر العسقلاني: "اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها أنه مات سنة بضْع وتسعين؛ فعلى هذا كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين، فيكون له عند الوفاة النبوية خمس عشرة سنة"، وقال ابن عبد البر: مات سنة ثمانٍ أو سبع وتسعين، وقال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين؛ وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك، ويؤيده قولُ خليفة وأبي عبيد: مات سنة ثمان وتسعين.