تسجيل الدخول


أبو قطن

قَبِيصَةُ بنُ المُخَارِق بن عَبْد اللّه العامري الهلالي البجلي:
ذكره البَغَوِيّ، وَابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وابْنُ مَنْدَه، وبَقي بن مخلد، ويُكْنَى أبا بشر، ومن ولده: محمّد بن حرب بن قَطَن بن قَبيصة بن المخارق، وأخرجوا له من طريق عبد الوارث، عن أيوب عن أبي قِلابة، عن قبيصة قال: انكسفت الشمس... فذكر الحديث، وفي آخره: "فصلوا كأخفّ صلاة صليتموها من المكتوبة"(*)، وقيل: أبو قَطَن، وروى ابن عباس قال: "جاءَ إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم رَجُل من أَخواله يقال له "قبيصة" فسلم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم فردَّ عليه ورحَّب به، وقال: "يَا قَبِيْصَةُ، جِئْتَ حَيْثُ كَبِرَتْ سِنُّكَ وَرَقَّ عَظْمُكَ، وَاقْتَربَ أَجَلُكَ"؟! قال: يا رسول الله جئتك وما كدت أَن أَجيئك، كبرت سني، ورَقَّ عظمي، واقترب أَجلي، وافتقرت وهِنْتُ على الناس، فجئتُك تعلمني شيئًا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة ولا تكثر علي، فإِني شيخ نَسِيّ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كَيْفَ قُلْتَ يَا قَبِيْصَةُ"؟ فأَعادهُنَّ عليه، فقال: "والذي بعثني بالحق ما كان حولَكَ من حجر ولا شجر ولا مَدَر إِلا بكى لقولك!" قال:"يَا قَبِيْصَةُ، إِذَا أَصْبَحْتَ وَصَلَّيْتَ الْفَجْرَ فَقُلْ: سُبْحَانَ الله الْعَظِيْمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قَوَّةَ إِلاَّ بِالله، أَرْبَعًا، يُعْطِكَ الله بِهِنَّ أَرْبَعًا لِدُنْيَاكَ وَأَرْبَعًا لِآخِرَتِكَ، فَأَمَّا الْأَرْبَعُ لِدُنْيَاكَ: فَأَنْ تُعَافِي مِنَ الْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَالْبَرَصِ، وَالْفَالِجِ، وَأَمَّا الْأَرْبَعُ لِآخِرَتِكَ، فَقُلْ: الْلَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضِ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ"(*)أخرجه أحمد في المسند 5/ 60 بنحوه.، ومن ولده قَطَن بن قَبِيصَة وكان شريفًا وَوَلِيَ سِجِسْتَان وله يقول الشاعر:
كَمْ مِنْ أَمِيرٍ قَدْ أَصَبْتُ حِبَاءَهُ وآخَر حَظِّـــــــي من إِمَارَتِه حَزَنْ
فَهَلْ قَطَن إلا كَمَــــــنْ كان قبـله فَصَبْرًا عَلَى ما جاء يومًا به قَطَنْ
ولِقَطَن يقول زِيَاد الأَعْجَم:
أَمِنْ قَطَن جَالَتْ فقلتُ لَهَا قِريِ أَلَمْ تَعْلَمِي مَاذَا تُجِنُّ الصَّفَائِــــــحُ
تُجِنّ أبا بِشْـــــرٍ جَـــوَادًا بِمَالِــــــهِ إِذَا ضَنَّ بالمال النُّفوسُ الشَّحَائِحُ
ونزل قبيصة البصرة وكان له بها ولد، وقَالَ الْبُخَارِيُّ: له وابْنُ حِبَّانَ: له صحبة، وروى عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث، وروى عنه ولده قطَن، وكنانة بن نعيم، وأبو عثمان النهدي، وغيرهم، وأبو قلابة، وروى قبِيصة بن مُخَارق الهِلالي أَنه قال: تحمَّلتُ حَمَالة، فأتيت النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَسأَله فيها فقال: "أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيْنَا الْصَّدَقَةَ، فَنَأَمُرَ لَكَ بِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا قَبِيْصَةُ، إِنَّ الْصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيْبُهَا ثُمَّ يُمْسِكَ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْصَّدَقَةُ، حَتَّى يُصِيْبُ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ ــ أَوْ قَالَ: سَدَادًا مِنْ عَيْشٍ ــ وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُولُ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، حَتَّى يُصِيْبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، وَمَا سَوَاهُنَّ مِنْ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيْصَةُ فَسُحْتٌ"(*)أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 722، كتاب الزكاة (12) باب من تحل له المسألة حديث رقم (109/ 1044)، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 210، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 21، 23، والطبراني في الكبير 18/ 371.وروى قَبِيصة: كسِفت الشمس على عهد النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج فزعًا يَجُرُّ ثوبه، وأَنا معه يومئذ بالمدينة، فصلى ركعتين فأَطال فيهما القيام، ثم انصرف، فانجلت، فقال: "إِنَّمَا هَذِهِ الْآيَاتُ يُخَوِّفُ الله بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلَاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنْ الْمَكْتُوبَةِ"(*)أخرجه أبو داود في السنن 1/ 380 كتاب الصلاة باب من قال أربع ركعات حديث رقم 1185.، وفي رواية قال قبيصة: إن الشمس انخسفت، فذكر حديث النعمان بن بشير: "إن الله إذا تجلّى لشيء من خَلقِه خضع له، فأيهما انخسف فصلّوا حتى يَنْجلي أو يحدث اللهُ أمرًا"(*)، وروى قَطَن بن قَبيصة، عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "إنّ العِيَافَة والطَّرْقَ والطِّيَرَةَ من الـجِبْت"(*)، ووليَ شُرْطة جعفر بن سليمان بن عليّ الهاشميّ على مدينة الرسول صَلَّى الله عليه وسلم، وولي شُرْطة عبد الصمد بن عليّ على البصرة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال