1 من 3
صَيْفِيُّ بْنُ الْأَسْلَتِ
(ب) صَيْفِيّ بن الأَسْلَت، أَبو قيس الأَنصاري، أَحد بني وائل بن زيد، وهو مشهور بكنيته، ونذكره في الكنى، إِن شاءَ الله تعالى، أَتَمَّ من هذا.
كان هو وأَخوه وَحْوَح قد صارا إِلى مكة مع قريش، فسكناها، وأَسلما يوم الفتح؛ قاله ابن إسحاق.
وقال الزبير: إِن أَبا قيس بن الأَسلت الشاعر، أَخا وَحْوَح، لم يسلم، واسمه الحارث بن الأَسلت، قال: ويقال: عبد اللّه.
وفيما ذكره ابن إِسحاق والزبير نَظَرٌ في أَبي قيس.
أَخرجه أَبو عمر.
(< جـ3/ص 42>)
2 من 3
أَبُو قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ
(د ع س) أَبُو قَيس الأنَْصَارِيّ. توفي على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
أَخبرنا أَبو موسى إِجازة، أَخبرنا أَبو غالب، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن عبد الله (ح) قال أَبو موسى: وأَخبرنا الحسن، أَخبرنا أَبو نعيم قالا: أَخبرنا سليمان بن أَحمد، أَخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أَبي مريم، أَخبرنا محمد بن يوسف الفِرْيابي، أخبرنا قيس بن الربيع، عن أَشعث بن سَوّار، عن عَدِيّ بن ثابت، عن رَجُلٍ من الأَنصار قال: توفي أَبو قيس ــ وكان من صالحي الأَنصار ــ فخطب ابنهُ امرأَته، فقالت: أَنا أَعُدُّكَ ولدًا، وأَنت من صالحي قومك. ولكن آتي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فَأَستَأْمِرَه، فأَتت رسولَ الله فقالت: إِن أَبا قيس تُوُفي ــ فقال لها خيرًا ــ وإِن ابنه قيسًا يخطبني، وهو من صالحي قومه، وأَنا كنت أَعدّه ولدًا؟ قال لها: "ارْجَعِي إِلَى بَيْتِكِ"، فنزلت هذه الآية: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ...}(*) ذكره السيوطي في الدر المنثور2/239. [النساء/22].
قال أَبو نعيم: حدثنا أَبو عمرو، عن الحسن بن سفيان، أَخبرنا جبارة أَخبرنا قيس نحوه.
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو موسى.
(< جـ6/ص 249>)
3 من 3
أَبُو قَيْسٍ صَيْفِيٌّ
(ب س) أَبُو قَيْسِ، صَيْفِيّ بن الأَسْلَتِ الأَنصاريّ، أَحد بني وائل بن زيد:
هرب إِلى مكة فكان فيها مع قريش إِلى عام الفتح، وقد ذكرناه في الصاد.
وقال الزبير بن بكار: أَبو قَيْس بن الأَسلت، اسمه الحارث. وقيل: عبد الله. قال: واسم الأَسلت: عامر بن جُشَم بن وائل بن زيد بن قَيْس بن عامر بن مُرَّة بن مالك بن الأَوس.
وفيه نظر. والصحيح أَنه لم يُسلم، ومثله نسبه ابن الكلبي. وقيل: إِنه أَراد الإِسلام لما هاجر النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وأَراد الإِسلام، لقيه عبد الله بن أَبيّ ابن سلول رأْسُ المنافقين، فقال له: لقد لُذْتَ من حربنا كل مَلاَذ، مَرَّة تحالف قريشًا، ومرَّة تُريد تَتَّبعُ محمدًا! فغضب أَبو قيس وقال: لا جرم لا اتبعتُه إِلا آخِرَ الناس. فزعموا أَنه لما حضره الموتُ بعث إِليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْفَعُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فسُمِع يقولها.(*) وقيل: إِن أَبا قيس سأَل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: إِلام تدعو؟ فذكر له، فقال: ما أَحسن هذا! أَنظر في أَمري، وأَعود إِليك. فلقيه عبد الله بن أَبيّ، فقال: من أَين؟ فذكر له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وقال: هو الذي كانت أَحبارُ يهودَ تخبرنا عنه. وكاد يسلم، فقال له عبد الله: كرهت حَرْبَ الخزرج؟ فقال: والله لا أُسلم إِلى سَنة. ولم يعد إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فمات قبل الحول، على رأْس عشرة أَشهر من الهجرة.
وقيل: إِنَّه سُمِع عند الموت يوحد الله تعالى.
وروى حَجّاج، عن ابن جريج، عن عكرمة في قوله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...} [النساء/22] الآية، قال: نزلت في كُبَيشة بنت مِعْن ابن عاصم، وهي من الأَوس، توفي عنها زوجها أَبو قيس بن الأَسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت هذه الآية فيها.
وقال عَدِيُّ بن ثابت: لما مات أَبو قيس بن الأَسلت خطب ابنُه امرأَة أَبيه، فانطلقَتْ إِلى النبيِّ ــ صَلَّى الله عليه وسلم ــ فقالت: أَن أَبا قيس قد هَلَك، وإِن ابنه من خيار الحيّ قد خطبني إِلى نفسي، فقلت: ما أَنا بالذي أَسبق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فسكتَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...}. فامْرَأْته أَوّلُ امْرَأَة حُرِّمَتْ عَلَى ابْنِ زَوْجِهَا.
أَخرجه أَبو عمر وأَبو موسى، إِلا أَن أَبا موسى اختصره، وجعل أَبو عمر هذه القصة في زواج امرأَة الأَب في هذه الترجمة، ولم يذكر ترجمة "أَبي قَيْس الأَنصاري" التي تقدَّمت، جعل الاثنين واحدًا. وأَخرج أَبو نُعَيم هذه القصة في ترجمة أَبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت. وأخرج أَبو موسى الترجمتين، ذكر في ترجمة ابن الأَسلت أَن جعفرًا المستغفري قال: قال ابن جريج: قال عكرمة: نزلت فيه وفي امرأَة أَبيه: "كُبَيشة بنت معن ابن عاصم": {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا...} [النساء/19] الآية. وذكر في ترجمة أَبي قيس الأنَصاري قصة نكاح امرأَة الأَب، كأَنه ظنهما اثنين. ولولا أَن أَبا موسى جعلهما ترجمتين لاقتصرت أَنا على ترجمة واحدة. وذكرتُ أَن أَبا نُعَيم وأَبا عمر أَخرجاه، إِلا أَن أَبا نُعَيم لم ينسبه، ولكن حيث جعلهما أَبو موسى ترجمتين اتبعناه، لئلا نترك شيئًا من التراجم، والله الموفق للصواب.
(< جـ6/ص 250>)