1 من 4
ز ـــ الحارث بن الأسلت، أبو قيس ــــ مشهور بكنيته. وسيأتي في "الكُنَى".
(< جـ1/ص 658>)
2 من 4
صَيْفي: بلفظ النسب، ابن الأسلت، أبو قيس. يأتي في الكنَى.
(< جـ3/ص 367>)
3 من 4
أبو قيس بن الأسلت: واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأوسي.
مختلف في اسمه؛ فقيل صيفي، وقيل الحارث، وقيل عبد الله، وقيل صرمة.
واختلف في إسلامه؛ فقال أَبُو عُبيدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس ابن الخطيم في الشجاعة والشّعر، وكان يحضُّ قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل؛ وذلك بعد أن اجتمع بالنبي صَلَّى الله عليه وسلم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية يتألّه ويُدْعى الحنيف.
وذكر ابْنُ سَعْدٍ عن الوَاقِدِي بأسانيد عديدة؛ قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلةً عنها من أبي قيس بن الأسلت، وكان يُسْأَل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم، ثم خرج إلى الشام فنزل على آل جَفْنَة فأكرموه ووصلوه، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فامتنع، فقال له راهب منهم: يا أبا قيس، إن كنت تريد دِين الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دينُ إبراهيم، ثم خرج إلى مكة معتمرًا فبلغ زَيْد عمرو بن نُفيل فكلّمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفةَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وَقْعة بُعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين.
فلما قدم النبي صَلَّى الله عليه وسلم المدينة جاء إليه، فقال: إلَامَ تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد الله بن أبيّ بن سلول، فقال: لقد لذْتَ من حزبنا كلَّ ملاذ، تارةً تحالف قريشًا وتارة تَتْبع محمدًا، فقال: لا جرم لا تَبِعتُه إلا آخر الناس؛ فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول له: "قُلْ لَا إلَهَ إِلَّا الله أَشْفَع لَكَ بِهَا"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 2/19، 5/65، 6/87، 141، 8/173. ومسلم في الصحيح 1/54 عن المسيب كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة...(9) حديث رقم (39/24، 40/24، 41/24، 42/24)، والترمذي في السنن 5/318 عن أبي هريرة كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة القصص (39) حديث رقم 3188 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان وأحمد المسند 2/434، 441، والبيهقي في دلائل النبوة 2/344.. فسُمع يقول ذلك.
وفي لفظ: كانوا يقولون فقد سُمع يوحّد عند الموت.
وحكى أَبُو عُمَرَ هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلامَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: ما أحسن هذا! أنْظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد الله بن أبي؛ فقال له: أهو الذي كانت أحبار يهود تُخبرنا عنه؟ فقال له عبد الله: كرهت حرب الخزرج، فقال: والله لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحولَ الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة. وقال أبو عمر: في إسلامه نظر. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح.
ومِنْ محاسن شعره قوله في صفة امرأة:
وَتُكْرِمها جَارَاتُهَا فَيَزُرْنَهَا وَتَعَتَلُّ مِن إِتْيَانِهِنَّ فَتَعْتَذِرْ
[الطويل]
ومنها قوله:...
وذكر أَبُو مُوسَى، عن المستغفري ــ أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا، ونقل عن ابن جُريج عن عكرمة؛ قال: نزلت فيه وفي امرأة كبشة بنت معن بن عاصم: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا...} [النساء: 19]، كذا نقل. والمنقول عن ابن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...} [النساء: 22] الآية؛ قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم تُوفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت فيهما.
وعن عَدِيِّ بْنِ ثَابِت: قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه امرأته، فانطلقت إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: إن أبا قيس قد هلك، وإنَّ ابنه من خيار الحي قد خطبني، فسكت، فنزلت الآية، قال: فهي أولُ امرأةٍ حرمت على ابْنِ زوجها(*). أخرجه سُنَيد بن داود في تفسيره، عن أشعث بن سوار، عن عدي بهذا، قال ابن الأثير: أخرج أبو عمر هذه القصة في هذه الترجمة، وأفردها أبو نعيم، فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت. واستدرك أبو موسى الترجمتين، فذكر ما نقله عن المستغفري. وقال ابن الأثير: ما حاصله إن القصة واحدة.
قلت: والمنقول في تفسير سُنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...} [النساء: 22] في أبي قيس بن الأسلت، وامرأته، وابنه من غيرها. وقد جاء ذلك من رواية أخرى، مبَيّنَة في أسباب النزول.
(< جـ7/ص 277>)
4 من 4
أبو قَيْس الأنصاري.
لم يسمَّ ولا أبوه. ومات في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرج حديثه الطَّبَرَانِيُّ، من طريق قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوَّار، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار؛ قال: توفي أبو قيس، وكان من صالحي الأنصار، فخطب ابنُه امرأته، فقالت: إنما أعدّكَ ولدًا وأنْتَ من صالحي قومك، ولكن آتِي النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأستَأْمره، فأتته فذكرت له ذلك، فقال: "فَارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ"(*). ونزلت: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ ءَابَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ...} [النساء: 22].
وقد تقدم أن سُنَيدًا أخرجه عن هُشَيمٍ، عن أشعث، فقال: عن عدي مرسلًا. وقال: لما مات أبو قيس بن الأسلت... الخ. وقيل: إن قوله الأسلت وَهْم من بعض رواته. ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أنَّ قيس بن الأسلت مات في الجاهلية، فكأن قيس بن أبي قيس الذي وقعت له هذه القصة آخر؛ ووقع الغلط في تسميته قَيسًا كما سبقت إليه الإشارةُ هناك.
(< جـ7/ص 279>)