أميمة بنت رقيقة
أُمَيْمَةُ بنتُ رُقَيْقَة، وقيل: بنت عبد بِجَاد، وقيل: بنت عبد بن بجاد، وقيل: بنت بِجاد بن عبد الله، وقيل: بنت عبد الله بن نجاد القرشية التيمية.
أخرجها ابن عبد البر، وابن منده، وأبو نعيم
أمها رقيقة بنت خويلد بن أسد، أخت خديجة، وقيل: أمها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى، عمة خديجة. وبنتها حكيمة بنت رقيقة. وقال أبو عمر: أميمة خالة فاطمة الزهراء، وذكر ابن الأثير بأنها بنت خالتها؛ فإن خويلدًا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة. قال ابن حجر العسقلاني: هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى؛ قال محمد بن سعد ومصعب الزبيري: إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى، ومن ثم قال المستغفري: هي عمة خديجة بنت خُويلد. قال مصعب الزبيري: هي عمة محمد بن المنكدر.
اغتربت أُميمة، وتزوّجها حبيب بن كُعيب بن عُتَير الثقفي، فولدت له: النهديّة، وابنتها، وأمّ عُبيس، وَزِنــِّيرَة، أسلمن بمكّة قديمًا، وكنّ ممّن يعذَّب في الله فاشتراهنّ أبو بكر الصّدّيق فأعتقهنّ، فقال له أَبُوُه أَبُو قحافة: يا بنيّ انقطعت إلى هذا الرجل، وفارقتَ قَوْمَك، وتشتري هؤلاء الضعفاء؟ فقال له: يا أبه، أنا أعلم بما أصنع، وكان مع النهديّة يوم اشتراها طحين لسيّدتها تطحنه، أو تدقّ لها نوى، فقال لها أبو بكر: ردّي إليها طحينها، أو نواها، فقالت: لا حتى أعمله لها، وذلك بعد أن باعتها، وأعتقها أبو بكر، وأصيبت زِنِّيرَة في بصرها؛ فعميت، فقيل لها: أصابتك اللاَّت والعُزَّى، فقالت: لا والله، ما أصابتني وهذا من الله، فكشف الله عن بصرها، وردّه إليها، فقالت قريش: هذا بعض سحر محمّد.
قال مصعب الزبيري: نقلها معاوية إلى الشام، وبني لها دارًا، وكذا قال الزبير بن بكار، وزاد: كان لها بدمشق دار وموالي، ثم أسند من طريق ثابت بن عبد الله بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه. قال أبو أحمد العسال: لا أعلم روى عنها إلا ابن المنكدر. روت أميمة بنت رقيقة، أنها قالت: كان للنبي صَلَّى الله عليه وسلم قدح من عَيْدَان يبول فيه، يضعه تحت السرير أخرجه أبو داود 1/ 53 كتاب الطهارة، باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده (24)، والنسائي 1/ 31 كتاب الطهارة، باب البول في الإناء.، فجاءت امرأة اسمها بركة فشربته، فطلبه فلم يجده، فقيل: شربته بركة، فقال: "لَقَدْ احْتَظَرَتْ مِنَ الْنَّارِ بِحَظَارٍ" ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 273، 274.. روى محمد بن المنكدر، عن أميمة، أنها قالت: أتيت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في نسوة يبايعنه، فقلنا: نبايعكَ يا رسول الله، على ألا نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فِيمَا اسْتَطْعَتُن وَأطْقتنَّ"، فقلنا: الله ورسوله أرحمُ بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول الله، فقال: "إنِّي لاَ أصَافحُ النِّساءَ، إنَّمَا قَوْلِي لِمَائَةِ امْرَأةٍ كَقَوْلِي لامْرَأةٍ وَاحِدَةٍ". أخرجه مَالِكٌ مطولًا، عن ابن المنكدر، وصححه ابْنُ حِبَّانَ.