الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
مختصر
موجز ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنها في الكتب الأربعة
ما ذكر عنها في الطبقات الكبير
ما ذكر عنها في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنها في أسد الغابة
ما ذكر عنها في الإصابة في تميز الصحابة
مواقفها الإيمانية
الدفاع عن النبي
كانت رضى الله عنها
أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
أول من آمن بالله ورسوله
مواقف أخرى
كراماتها
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي القرشية الأسدية
((خديجة بنت خُويلد بن أسد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ بن كِلاَب بن مُرّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غَالِب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنَانة.)) الطبقات الكبير. ((خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العّزى بن قصيّ القرشيّة الأسديّة، زوج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم. قال الزّبير: كانت تُدْعَى في الجاهليّة الطّاهرة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((كانت تكنى أمّ هند بولدها من زوجها أبي هالة التميمي.))
((أمها فاطمة بنت زَائِدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حُجْر بن عبد بن مَعِيص بن عامر بن لؤيّ بن غالب بن فَهْم بن مالك، وأمّها هالة بنت عَبْد مَنَاف بن الحارث بن منقذ بن عَمْرو بن مَعِيص بن عامر بن لُؤيّ، وأمّها العرقة وهي قلابة بنت سُعَيد بن سَهْم بن عَمْرو بن هُصيص بن كَعْب بن لُؤَيّ، وأمّها عَاتِكَة بنت عَبْد العُزّى بن قصيّ بن كلاب بن مُرّةَ بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غَالِبَ، وأمّها الخُطيَا وهي رَيـْطَة بنت كعب بن سَعد بن تَيْم بن مُرّةَ بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب، وأمّها نائلة بنت حُذافة بن جُمَح بن عمرو بن هُصيص بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك.)) الطبقات الكبير. ((أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، واسمه جُندب بن هدْم بن رواحة)) أسد الغابة.
((كانت خديجة تحت أبي هالة بن زرارة بن نباش بن عديّ بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميميّ، هكذا نسبه الزُّبير. وأما الجرجاني النسّابة فقال: كانت خديحة قبلُ عند أبي هالة هند بن النّباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ثم خلف عليها بعدَ عتيق المخزومي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أبو هالة هند بن زرارة بن النّباش، هكذا قال قتادة. والقولُ الأوّل الأصحّ إن شاء الله تعالى. ولم يختلفوا أنه وُلد له صَلَّى الله عليه وسلم منها ولده كلّهم حاشا إبراهيم. زوَّجه إياها عمرو بن أسد بن عبد العزّى بن قُصيّ. وقال عمرو بن أسد: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب يخطب خديجة بنت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه. وكانت إذ تزوّجها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى الله عليه وسلم أربعًا وعشرين سنة، وتُوفِّيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إذ تزوّج خديجة ابن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابن خمس وعشرين سنة، وهو الأكثر. وقيل: ابن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم. وأجمعوا أَنها وَلدت له ابنًا يسمى القاسم، وبه كان يُكْنَى صَلَّى الله عليه وسلم؛ هذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وقال معمر، عن ابن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمّى الطّاهر. وقال بعضهم: ما نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع. وقال عقيل، عن ابن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطّاهر. وكانت زينب أكبر بنات النّبي صَلَّى الله عليه وسلم. وقال قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات: القاسم وبه كان يُكْنَى، وعاش حتى مشى. وعبد الله مات صغيرًا. ومن النّساء: فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم. وقال الزّبير: وُلد لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: القاسم، وهو أكبر ولده، ثم زينب، ثم عبد الله، وكان يقال له الطيّب، ويقال له الطّاهر؛ وُلد بعد النّبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكّة، وهو أول ميت مات مِنْ ولده، ثم مات عبد الله أيضًا بمكّة. وقال ابن إسحاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقيّة، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كان يُكْنَى، والطّاهر والطّيب؛ فأما القاسم والطّيب والطّاهر فهلكوا بمكّة في الجاهليّة. وأما بناته فكلّهن أَدركْنَ الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى الله عليه وسلم، وقال مصعب الزّبيري: وُلِدَ لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم القاسم، وبه كان يُكْنَى، وعبد الله، وهو الطّيّب والطّاهر، لأنه وُلِدَ بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة؛ أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب ـــ وهو قول الزّبير وأكثر أهل النّسب ـــ أن عبد الله ابن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم هو الطّيب وهو الطاهر، له ثلاثة أسماء. وقال علي بن عبد العزيز الجرجاني النّسابة: أولادُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: القاسم وهو أكبر أولاده، ثم زينب؛ قال: وقال ابن الكلبي. زينب، ثم القاسم، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عبد الله وكان يقال له الطّيب والطّاهر. قال: وهذا وهو الصّحيح، وغَيْرهُ تخليط. وقال أبو عمر: لا يختلفون أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يتزوج في الجاهليّة غير خديجة، ولا تزوّج عليها أحدًا من نسائه حتى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((وكان سبب تزوجها برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شَرَف ومال، تستأجر الرجال في مالها تُضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه. فلما بلغها عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعِظَم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وَعَرَضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله منها وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام فنزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبًا من صَومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. ثم باع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلًا إلى مكة، فلما قَدِم على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف أو قريبًا، وحدّثها ميسرة عن قول الراهب. وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة بعثت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقالت له: "أني قد رَغِبتُ فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك" ثم عرضت عليه نفسها، وكانت أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهم شرفًا، وأكثرهم مالًا. فلما قالت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما قالت، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه فتزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم)) أسد الغابة. ((كانت خديجة بنت خُوَيْلِد قبل أن يتزوّجها أحد قد ذُكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ فلم يقض بينهما نكاح فتزوّجها أَبُو هَالة واسمه هِنْد بن النبّاش بن زُرَارة بن وَقْدان بن حَبِيب بن سَلاَمة بن غُوَيّ بن جِرْوَة بن أُسَيِّد بن عَمْرو بن تميم. وكان أَبُو هَالَة ذا شرف في قومه ونزل مكّة وحالف بها بني عبد الدار بن قصيّ. وكانت قريش تُزوّج حليفهم. فولدت خديجة لأبي هالة رجلًا يقال له هند وهالة رجل أيضًا. ثمّ خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها هند فتزوّجها صيفيّ بن أُميّة بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمّها، فولدت له محمّدًا. ويقال لبني محمّد هذا بنو الطاهرة لمكان خديجة. وكان له بقيّة بالمدينة وعقب فانقرضوا.)) ((قال: وكانت أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم)) الطبقات الكبير. ((قد أسند الوَاقِدِيُّ قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى؛ قال: كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال، ولما تأيمت كان كلُّ شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فلما أن سافر النبي صَلَّى الله عليه وسلم في تجارتها، ورجع بربح وافر رغبت فيه، فأرسلتني دسيسًا إليه، فقلت له: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال:
"مَا فِي يَدِي شَيْءٌ"
. فقلت: فإن كُفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة؛ قال:
"وَمْن"
؟ قلت: خديجة، فأجاب
(*)
)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله القرشيّ عن أبي عَمْرو المَدِيني قال: أخبرنا طلحة بن عبد الله التَّيْمِي عن أبي البَخْتَري الخزاعي وعن أبي الزبير عن سعيد بن جُبير عن بن عبّاس أنّ نساء أهل مكّة احتفلن في عيدٍ كان لهنّ في رجب فلم يتركن شيئًا من إكبار ذلك العيد إلا أتينه، فبينا هنّ عكوف عند وثن مثّل لَهُنَّ كَرَجُل أو في هيئة رجل حتى صار منهن قريبًا ثمّ نادى بأعلى صوته: يا نساء تيماء إنّه سيكون في بلدكنّ نبيّ يقال له أحمد يبعث برسالة الله فأيّما امرأة استطاعت أن تكون له زوجًا فلتفعل. فَحَصَبَتْه النساء وقَبَّحنه وأغلظن له وأغضت خديجة على قوله ولم تعرض له فيما عرض فيه النساء. أخبرنا محمّد بن عمر عن موسى بن شَيْبَة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أمّ سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت أميّة أخت يَعْلَى بن أميّة سمعتها تقول: كانت خديجة ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث إلى الشأم فيكون عِيرُها كعامّة عِيرِ قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع المال مُضارَبَة، فلمّا بلغ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خمسًا وعشرين سنة وليس له اسم بمكّة إلاّ الأَمِين أرسلت إليه خديجة بنت خُوَيْلِد تسأله الخروج إلى الشأم في تجارتها مع غلامها مَيْسَرَة وقالت: أنا أعطيك ضعف ما أعطي قومك، ففعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وخرج إلى سوق بصرى فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح، فأضعفت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ضعف ما سَمَّت له، قالت نفيسة: فأرسلتني إليه دسيسًا أعرض عليه نكاحها فَقَبِل وأرسلت إلى عمّها عمرو بن أسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ فحضر، ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في عمومته فزوّجه أحدهم. وقال عمرو بن أسد في هذا: البضع لا يقرع أنفه، فتزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مرجعه من الشأم وهو ابن خمس وعشرين سنة فولدت القاسم وعبد الله، وهو الطاهر، والطيّب، سُمّي بذلك لأنّه ولد في الإسلام، وزينب ورُقيّة وأمّ كلثوم وفاطمة. وكانت سلمى مولاة عقبة تقبلها، وكان بين كلّ ولدين سنة، وكانت تسترضع لهم وتُعِدّ ذلك قبل ولادها
(*)
. أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن محمد عن جُبير ابن مطعم قال: وحدّثنا بن أبي الزّناد عن هشام بن عروة عن عائشة قال: وحدّثنا بن أَبِي حَبِيبَة عن داود بن الحُصَيْن عن عِكْرِمَة عن ابن عبّاس أنّ عمّ خديجة عمرو بن أسد زوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإنّ أباها مات يوم الفجار. قال محمد بن عمر: وهذا المجمع عليه عند أصحابنا ليس بينهم فيه اختلاف. أخبرنا هشام بن محمد بن السَّائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: كانت خديجة يوم تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابنة ثمانٍ وعشرين سنة ومهرها اثنتى عشرة أوقيّة، وكذلك كانت مهور نسائه. قال محمد بن عمر: ونحن نقول ومن عندنا من أهل العلم إنّ خديجة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة، وإنّها كانت يوم تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بنت أربعين سنة. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا الُمنْذِر بن عبد الله الحِزَامي عن موسى بن عُقْبَة عن أَبِي حَبِيبة مولى الزبير قال: سمعتُ حَكِيم بن حِزام يقول: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خديجة وهي ابنة أربعين سنة ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابن خمسٍ وعشرين سنة، وكانت خديجة أسنّ مني بسنتين، وُلِدَتْ قبل الفيل بخمس عشرة سنة وولدتُ أنا قبل الفيل بثلاثة عشرة سنة
(*)
. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عائشة قالت: إنّ أوّل من أسلم خديجة. أخبرنا محمد بن عمر عن ابن وهب عن نافع بن جُبَيْر بن مطعم قال: أوّل من أسلم خديجة. أخبرنا محمّد بن عمر عن ابن أَبِي ذِئْب عن الزُّهْرِيّ قال: مكث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وخديجة يصلّيان سرًا ما شاء الله
(*)
. أخبرنا يحيَى بن الفُرات القزّاز، حدّثنا سعيد بن خُثَيْم الهلالي عن أسد بن عبيدة البجلي عن ابن يحيَى بن عفيف عن جدّه عفيف الكندي قال: جئت في الجاهليّة إلى مكّة وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فنزلت على العبّاس بن عبد المطّلب، قال فأنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس فارتفعت إذ أقبل شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه إلى السماء فنظر ثمّ استقبل الكعبة قائمًا مستقبلها، إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه، ثمّ لم يلبث إلاّ يسيرًا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، ثمّ ركع الشابّ فركع الغلام وركعت المرأة، ثمّ رفع الشابّ رأسه ورفع الغلام رأسه ورفعت المرأة رأسها، ثمّ خَرَّ الشابُّ وخَرَّ الغلامُ ساجدًا وخَرَّت المرأة. قال: فقلت: يا عبّاس إني أرى أمرًا عظيمًا. فقال العبّاس: أمر عظيم، هل تَدْرِي مَنْ هذا الشاب؟ قلت: لا، ما أدري. قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب ابن أخي. هل تدري من هذا الغلام؟ قلت: لا، ما أدري. قال: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب ابن أخي. هل تدري مَن هذه المرأة؟ قلت: لا، ما أدري. قال: هذه خديجة بنت خُوَيْلِد زوجة ابن أخي هذا. إنّ ابن أخي هذا الذي ترى حدّثنا أنّ ربّه ربّ السماوات والأرض، أَمَرَهُ بهذا الدين الذي هو عليه، فهو عليه، ولا والله ما علمت على ظهر الأرض كلّها على هذا الدّين غير هؤلاء الثلاثة. قال عفيف: فتمنّيتُ بعدُ أني كنتُ رابعهم
(*)
)) الطبقات الكبير.
((أما إسلامها فأخبرنا محمد بن محمد سرايا بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد ابن إسماعيل: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عُروة عن عائشة أم المؤمنين قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة، في النوم، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح"... وذكر الحديث، قال ـــ يعني جبريل، عليه السلام ـــ:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
فرجع بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال:
"زَمِّلُوني"
، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة وأخبرها الخبر:
"لقد خشيت على نفسي"
فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحَمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المعدوم وتَقْرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العِبْرَاني، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة: يا ابن عَمّ، اسمع من ابن أخيك. فقال له وَرَقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا ليتني فيها جَذَعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك
(*)
أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 3 ــ 4، بدء الخلق.
. أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس، عن أبي إسحاق قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاء به، فخفَّفَ الله بذلك عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئًا يكرهه من رَدّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فَرَّج الله عنه بها إذا رجع إليها تُثَبِّته وتخفِّف عنه، وتصدِّقه وتهوّن عليه أمر الناس، رضي الله عنها. قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حُدِّث، عن خديجة أنها قالت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: يا ابن عم، هل تستطيع أن تُخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال:
"نعم"
. فبينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"هَذَا جِبْرِيْلُ قَدْ جَاءَنِي"
. فقالت: أتراه الآن؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت: اجلس على شِقَّي الأيسر. فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت: فاجلس على شقي الأيمن. فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت فتحَّول فاجلس في حجري. فتحول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فجلس، فقالت: هل تراه؟ قال:
"نَعَمْ"
. قال: فتحسَّرت وألقت خمارها، فقالت: هل تراه؟ قال:
"لاَ"
. قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لمَلَكَ يا ابن عم، اثبت وأبْشر ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق
(*)
)) أسد الغابة.
((أوّل من آمن بالله عز وجل ورسوله صَلَّى الله عليه وسلم، وهذا قولُ قتادة والزّهري وعبد الله بن محمد بن عقيل وابن إسحاق وجماعة؛ قالوا: خديجة أول مَنْ آمن بالله من الرّجال والنّساء ولم يسَتَثْنُوا أحدًا. وذكر ابن أبي خيثمة في أول كتاب المكيين قال: وكان أول من آمن بالله ورسوله فيما قال محمد بن مُسلم بن شهاب الزّهري، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، وقتادة بن دعامة السّدوسيّ، ومحمد بن إسحاق، وأبو رافع، وابن عبّاس ـــ فذكر الأسانيدَ عن الزّهري وابن عقيل وقتادة وابن إسحاق خديجة بنت خويلد. ثم قال: حدّثنا الحسن بن حماد، حدّثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، قال: صلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصلّت خديجة آخر يوم الاثنين
(*)
. وكذا يقول ابن عباس. حدّثنا أبي، قال: حدّثنا يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عبّاس، قال: كان عليّ بن أبي طالب أوّل مَنْ آمنَ بالله من النّاس بعد خديجة. وقال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله وصدّق محمدًا صَلَّى الله عليه وسلم فيما جاء به عن رَبّه وآزره على أمره، فكان لا يسمع من المشركين شيئًا يكرهه مِنْ رَدٍّ عليه وتكذيبٍ له إلا فرج الله عنه بها، تثبِّتُه وتصدّقه، وتخفّف عنه، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه. قال: وحدّثني إسماعيل بن أبي حكيم أنه بلغه عن خديجة أنها قالت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: يا ابن عم، أتستطيعُ أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك ـــ تعني جبرائيل عليه السّلام ـــ فلما جاءه جبرائيل عليه السّلام قال:
"يَا خَدِيجَةُ، هَذَا جِبْرَئِيلُ قَدْ جَاءَنِي"
ذكره السيوطي في الجامع الكبير 2/721.
، فقالت له: قم يابن عم فاقعد على فخدي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت: فتحَوَّل إلى اليّسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت: فاجلس في حجري، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قال:
"نَعَمْ"
، فألقت خمارها وحسرت عن صدرها، فقالت: هل تراه؟ قال:
"لَا"
، قالت: أبشِرْ، فإنه والله ملك، وليس بشيطان
(*)
. وروي من وجوهٍ أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال:
"يَا خَدِيجَةُ، إِنَّ جِبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ"
(*)
. وبعضهم يروي هذا الخبر أنّ جبرئيل قال: يا محمد، اقرأ على خديجة من رَبّها السّلام، فقال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم:
"يَا خَدِيجَةُ، هَذَا جِبْرَئِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ مِنْ رَبِّكِ"
. فقالت خديجة: الله هو السّلام، ومنه السَّلامَ، وعلى جبرئيل السّلام
(*)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/152، وذكره ابن حجر في فتح الباري 8/720.
. أخبرنا خلف بن قاسم، حدّثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطّوسي، حدّثنا محمد بن إسحاق السّراج، قال: حدّثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: حدّثنا زهير بن العلاء العبديّ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: أول مَنْ آمن بالله ورسوله خديجة بنت خويلد زوجته. قال زهير: وأنبأنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أول مَنْ آمن بالنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم من الرّجال والنّساء خديجة بنت خويلد. قرأتُ على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أبو قِلَابة عبد الله بن محمد الرّقاشي، حدّثنا بَدَل بن المحَبّر، حدّثنا عبد السّلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدِّثُ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بْنَتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمُ امْرَأَةُ فِرْعونَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم"
(*)
أخرجه ابن حبان في الموارد حديث 2222، وابن عدي 4/1533، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404.
. وذكر أبو داود، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا داود ـــ يعني ابن الفُرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيةُ بِنْتُ مُزَاحِمَ امْرَأةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
أخرجه أحمد في المسند 1/322، والحاكم في المستدرك 3/160، 185.
. قال أبو داود: حدّثنا يوسف بن موسى القطان، حدّثنا تميم بن الجعد، حدّثنا أبو جعفر الرّازي، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ. وآسِيَةُ بِنْتُ مُزاحِم، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد صَلَّى الله عليه وسلم"
(*)
أخرجه ابن حبان في الموارد حديث رقم 2222.
. وأخبرنا قاسم بن محمد، حدّثنا خالد بن سعد، حدّثنا أحمد بن عمرو، حدّثنا ابن إسحاق، حدّثنا عارم، حدّثنا داود بن أبي الفُرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: خَطَّ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم فِي الأرض أربعة خطوط، ثم قال:
"أَتَدْرُونَ َما هَذَا"؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أفْضَلُ نِسَاِء أَهْلِ الَجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
أخرجه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك 3/160، 185.
. وروي عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس ـــ أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال:
"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِم امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم"
(*)
أخرجه الترمذي في السنن حديث 3878، وأحمد في المسند 3/135، وعبد الرازق حديث رقم 2019، والحاكم في المستدرك 3/157، وأبو نعيم في الحلية 2/244، وذكرة السيوطي في الدر لمنثور 2/32، والهندي في كنز العمال حديث رقم 34403.
. هكذا ذكره أبو داود، عن محمد بن يحيى بن فارس، عن عبد الرّزّاق. وقال فيه غيره، عن عبد الرّزّاق، عن معمر بإسناده:
"أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ"
(*)
، وذكر مثله. وذكر الزّبير عن محمد بن حسين، عن الدّراوردي، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسِيَةُ"
(*)
أخرجه الطبراني في الكبير 11/415، وذكره الهيثمي في الزوائد 9/204، 226، والهندي في كنز العمال حديث رقم 34406، 34409.
، هكذا رواه الزبير. وذكر أبو داود، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد النُّفيلي، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَخَدِيجَةُ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ"
(*)
ذكره الهيثمي في الزوائد 9/204.
. وهذا هو الصّواب في إسناد هذا الحديث ومَتْنهِ، وإنما رواية الدّراوَرْدِي، عن إبراهيم بن عقبة لا عن موسى بن عقبة. حدّثني عبد الوارث بن سفيان، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا أبيّ، حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت: ما غرْتُ على امرأة ما غِرْتُ على خديجةَ، وما بي أَن أكون أدركْتُها ولكن ذلك لكثرة ذِكْرِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إياها، وإنْ كان ليذبح الشّاة فيتبَّع بذلك صدائق خديجة يُهْدِيها لهن. قال: وحدّثنا أبيّ، حدّثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ"
(*)
أخرجه البخاري في الصحيح 4/200، 5/47، ومسلم في الصحيح كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 69، وأحمد في المسند 1/84، 116، 132، 143 والبيهقي في السنن 6/367، والحاكم 2/497، 3/184، وذكره ابن حجر في المطالب حديث 3982، والسيوطي في الدر المنثور 2/23.
. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن خليفة بن عبد الجبار، حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين البغداديّ بمكّة، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصُّوفي، حدّثنا عمر ابن إسماعيل بن مجالد، قال: حدّثنا أبي عن مجالد، عن الشّعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم لا يكاد يخرجُ من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثّناءَ عليها؛ فذكرها يومًا من الأيام فأدركتني الغِيرة، فقلت: هل كانت إلّا عجوزًا فقد أبدلكَ الله خيرًا منها، فغضب حتى اهتزّ مقدّم شَعْرِه من الغضب، ثم قال:
"لَا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمنَتُ بي إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إذْ حرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلَادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ"
أخرجه أحمد في المسند 6/118، وذكره ابن حجر في فتح الباري 7/140، 9/327، والهيثمي في الزوائد 9/227، والهندي في كنز العمال حديث رقم 34348.
. قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرُها بسيئةٍ أبدًا
(*)
. وروى علي بن المديني، قال: أخبرني حماد بن أُسامة، عن مجالد، عن عامر الشّعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ذكر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خديجة ذات يوم، فتناولتُها، فقلت: عجوز كذا وكذا، قد أبْدَلكَ الله بها خيرًا منها. قال:
"مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا؛ لَقَدْ آمنَتْ بِي حِيَن كَفَر بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقني اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَد غَيْرَهَا"
(*)
أخرجه أحمد في المسند 6/118، وذكره الهيثمي في الزوائد 9/227،والهندي في كنز العمال حديث رقم34348.
. فقلت: والله لا أُعَاتِبُكَ فيها بعد اليوم. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدّثنا محمد بن عثمان الصيّدلاني ببغداد، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، حدّثنا علي بن المديني، فذكره. حدّثنا سعيد بن نصر، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا محمد بن وضاح، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبد الله بن نمير وأبو أُسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب، قال: سمعْتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ"
(*)
أخرجه البخاري في الصحيح 4/200، 5/47، ومسلم في الصحيح كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 69، وأحمد في المسند 1/84، 116، 132، 143، والبيقي في السنن 6/36، والحاكم 2/497، 3/184، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/23.
. ورواه عن هشام بهذا الإسناد جماعة منهم ابن جريج وأبو معاوية.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((في الصحيح عن عائشة كان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول:
"أرْسِلُوا إلَى أصْدِقَاءِ خَدِيجةَ"
. فقال: فذكرت له يومًا، فقال:
"إنِّي لأحِبُّ حَبِيبَهَا"
(*)
أخرجه مسلم في الصحيح4/1888 عن عائشة كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها حديث رقم (75/2435)، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18339 وعزاه لمسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها
.)) ((في الصَّحِيحَيْنِ، عن عائشة ـــ أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نَصَب
(*)
. وعند مُسْلِمٍ، من رواية عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن علي ـــ أنه سمعه يقول: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
"خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ"
(*)
أخرجه البخاري في صحيحه 4/200، 5/47، ومسلم في الصحيح 4/1886 كتاب فضائل الصحابة 44 باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها(12) حديث رقم (69/2430) والترمذي في السنن 5/659ـــ660 كتاب المناقب (50) باب فضل خديجة رضي الله عنها (62) حديث رقم 3877 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/84،116، البيهقي في السنن الكبرى 9/367، والحاكم في المستدرك 2/497،3/ 184،المتقي الهندي في كنز العمال حديث 34405
. وعنده من حديث أبي زُرعة: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"أتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَذِهِ خَدِيجَةُ أتَتْكَ وَمَعَهَا إنَاءٌ فيهِ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَإذا هِيَ أتَتْكَ فَاقْرَأ عَلَيْهَا مِنْ رَبِّها السَّلَامَ وَمِنِّي.."
الحديث
(*)
. قال ابْنُ سَعْدٍ: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب؛ قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال:
"أجَلْ، كَانَتْ أمَّ العِيَالِ وَرَبَّةَ البَيْتِ..."
الحديث
(*)
. وسنده قوي مع إرساله. وقال أيضًا: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن عبد الله بن عمير؛ قال: وجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على خديجة حتى خُشِيَ عليه حتى تزوج عائشة
(*)
. ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظِّم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وتصدقُ حديثه قبل البعثة وبعدها؛ وقالت له لما أرادت أن يتوجَّه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك؛ ذكره ابن إسحاق. وذكر أيضًا إنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحُسْن خلقك، وصدق حديثك. ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأتْ ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها، فوهبته له صَلَّى الله عليه وسلم؛ فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقًا. وأخرج ابْنُ السُّنِّيِّ بسند له عن خديجة ـــ أنها خرجت تلتمس رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت ذلك للنبي صَلَّى الله عليه وسلم قال لها:
"هُوَ جبرِيلُ، وَقَدْ أمَرَنِي أنْ أقْرَأ عَلَيْكِ السَّلَامَ، وَبَشَّرَها بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَب فِيهِ وَلَا نَصَبَ"
(*)
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/185 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد. 9/227
. وأخرجه النَّسَائِيُّ، والحَاكِمُ، من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:
"إن الله يَقْرَأُ عَلَى خَدِيجَةَ السَّلَامَ"
؛ فقالت: إنَّ الله هُوَ السَّلَامُ، وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلَامُ، وعلَيْكَ، السلام ورحمة الله
(*)
. وفي "صحيح البُخَارِيِّ" عن علي ـــ رفعه:
"خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة"
(*)
. ويفسر المراد به ما أخرجه ابْنُ عَبْدِ البَرِّ في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين ـــ أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم عاد فاطمة، وهي وجعة، فقال:
"كَيْفَ تَجِدِينكَ يَا بُنَيَّةُ؟"
قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيد ما بي ما لي طعامٌ آكله. فقال:
"يَا بُنَيَّةُ، ألَا تَرْضِينَ أنَّكِ سَيِّدةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ؟"
قالت: يا أبت، فأيْنَ مريم بنت عمران؟ قال:
"تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالمهَا"
(*)
. فعلى هذا مريم خيرُ نساء الأمة الماضية، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة. ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين: إما التفرقة بين السيادة والخيرية، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهما بإسنادهم عن محمد بن عيسى: أخبرنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن هشام بن عُروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بَشَّر خديجة ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فِيْهِ وَلاَ نَصَبَ"
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 660 كتاب المناقب (50) باب فضل خديجة رضي الله عنها حديث رقم (3877)، ومسلم في الصحيح 4/ 1886 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها حديث رقم (69/ 2430).
.))
((روى الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن، عن يعلى بن المغيرة عن ابن أبي رواد قال: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على خديجة في مرضها الذي ماتت فيه، فقال لها:
"بِالْكُرْهِ منِّي مَا أُثنِيَ عَلَيْكِ يَا خَدِيْجَةُ، وَقَدْ يَجْعَلُ الله فِي الْكُرْهِ خَيْرًا كَثِيْرًا، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ الله تَعَالَى زَوَّجَنِي مَعَكِ فِي الْجَنَّةِ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ، وَكَلْثَمَ أُخْتَ مُوْسَى، وَآسِيَةَ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ"
. فقالت: وقد فعل ذلك يا رسول الله؟ قال:
"نَعَمْ"
. قالت: بالرِّفاء والبنين
(*)
. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: ثم إن خديجة توفيت بعد أبي طالب وكانا ماتا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المصائب بهلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة وَزِيرة صِدْق على الإسلام كان يسكن إليها. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع سنين. وقال عروة وقتادة: توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. وهذا هو الصواب. وقالت عائشة: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة. قيل: إن وفاة خديجة كانت بعد أبي طالب بثلاثة أيام)) أسد الغابة. ((أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن عبد العزيز قالا: توفّيت خديجة لعشرٍ خَلَون من شهر رمضان وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمسٍ وستّين سنة. أخبرنا محمّد بن عمر. حدّثني مَعْمَر بن رَاشِد عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوَة عن عائشة، قالت: توفّيت خديجة قبل أن تُفرض الصلاة، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا المُنْذِر بن عبد الله الحِزَامِيّ عن موسى بن عقبة عن أَبِي حَبِيبَة مولى الزّبير قال: سمعت حَكِيم بن حِزَام يقول: توفّيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوّة وهي يومئذ بنت خمسٍ وستّين سنة، فخرجنا بها من منزلها حتى دفنّاها بالحَجون، ونزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في حفرتها، ولم تكن يومئذٍ سنّة الجنازة الصلاة عليها. قيل: ومتى ذلك يا أبا خالد؟ قال: قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها وبعد خروج بني هاشم من الشِّعْب بيسير.)) الطبقات الكبير.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال