تسجيل الدخول


خولة بنت دليج

((جميلة، أو خُوَيلة، أو خولة، امرأة أوس بن الصامت التي ظاهر منها. ذكرها ابْنُ مَنْدَه، ونسبه أَبُو نُعَيْمٍ إلى التصحيف؛ وليس كما زعم؛ فقد وقع تسميتها كذلك في حديث عائشة من مسند أحمد، لكن المعروف أنها خولة، فلعل جميلة لقب.)) ((خولة بنت ثعلبة. هكذا يقول الأكثر، ونسبها ابن الكلبي في تفسيره؛ فقال: بنت ثعلبة بن مالك بن الدخشم.)) ((خولة بنت دُليج.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((خولة بنت ثعلبة بن أَصْرَم)) الطبقات الكبير. ((خولة بنت مالك: بن ثعلبة بن أصرم بن فِهر بن ثعلبة بن غَنْم بن عوف بن عمرو بن عوف، ويقال خولَة بنت حكيم. ذكرها أَبُو عُمَرَ ـــ [[بنت]] خليد بن دعلج، عن قتادة، ويقال بنت دُلَيح ـــ ذكره ابن منده، ويقال خويلة، بالتصغير، بنت خويلد آخره دال. أخرجه ابن منده، مِنْ طريق أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس: وقيل بنت الصامت، أخرجه يحيى الحمّاني في مسنده، من طريق أبي إسحاق السَّبِيعي، عن يزيد بن زيد، عنها؛ قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه: وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد، عن أمهما، واللفظ له عن ابن إسحاق، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة. وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت، أخي عبادة؛ قالت: فيّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صَدْرَ سورة المجادلة؛ قالت: كنتُ عنده، وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه وضجر؛ قالت: فدخل عليّ يومًا فراجعته بشيء فغضب وقال: أنت عليّ كظَهْر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعةً ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني قالت: فقلت: كلا والذي نفسي بيده لا تخلص إليّ وقد قلْتَ ما قلت حتى يحكم اللهُ ورسوله فينا. قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأةُ الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكوا إليه ما ألقى من سوء خلقه؛ قالت: فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يَا خُوَيْلَةُ؛ ابْنُ عَمِّكَ شَيْخٌ كَبْيرٌ فَاتَّقِي اللهَ فِيهِ". قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سُرّي عنه، فقال: "يَا خُوَيْلة، قَدْ أَنْزَلَ اللهُ فِيكِ وفِي صَاحِبِكِ". ثم قرأ عليّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ...} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [[المجادلة 4:1]] قالت: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مُرِيه فَلْيَعْتِقْ رَقَبَةً". قالت: فقلت: والله يا رسول الله، ما عنده ما يعتق. قال: "فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ". قالت: فقلت: والله إنَّه لشيخ كبير ما به من طاقة. قال: "فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ". قالت: فقلت: يا رسول الله، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فَإِنَّا سَنُعِينُكِ بِعذْقٍ مِنْ تَمْرٍ". قالت: فقلت: يا رسول الله، وأنا سأُعينه بعذق آخر. فقال: "قَدْ أَصَبْتِ وَأَحْسَنْتِ، فَاذْهَبِي فَتَصَدَّقِي بِهِ عَنْهُ، ثُمَّ اسْتَوْصِي بِابْنِ عَمِّكِ خَيْرًا". قالت: ففعلت.(*) وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق: خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن منده، وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق، وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، أخرجه الحسن بن سفيان. وقال أَبُو عُمَرَ: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس، فمرّ بعجوز فاستوقّفَتْه فوقف، فجعل يحدِّثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبستَ الناس على هذه العجوز. فقال: ويلك! أتدري مَنْ هي؟ هذه امرأةٌ سمع اللهُ شكواها من فوقِ سبع سموات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا...} [المجادلة 1] الآيات، والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقْتُها إلا للصلاة ثم أرجع إليها. قال: وقد روى خُليد بن دعلج عن قتادة؛ قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة بَرْزَة على ظَهْرِ الطريق، فسلّم عليها عمر، فردت عليه السلام، فقالت: [[هيهات]] يا عمر، عهدتكَ وأنْتَ [[تسمى]] عُميرًا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية، واعلم أنه مَنْ خاف الوعيد قَرَبُ عليه البعيد، ومنْ خاف الموت خشي الفوت. فقال الجَارُودُ: قد أكثرتِ على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر: دَعْها، أما تَعْرِفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات، فعُمر أحقُّ والله أن يسمع لها. قال أَبُو عُمَرَ: هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة، وهو وَهْم ـــ يعني في اسم أبيها وزوجها، وخُليد ضعيف سيئ الحفظ.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال أبو نعيم: كذا قال ـــ يعني ابن منده ـــ: جميلة، وإنما هي خويلة: فأوصل الواو بالياء فقال: "جميلة".)) أسد الغابة.
((تزوّجها أوس بن الصامت بن قيس بن أَصْرَم بن فهر أخو عُبَادة بن الصَّامِت)) ((أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهْرِيّ، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال: أوّل من بلغنا أنّه تظاهر من امرأته من المسلمين أوس بن صامت الواقفي، وكانت تحته ابنة عمّه خولة بنت ثعلبة، وكان رجلًا به لَمَمٌ زَعَمُوا، فقال لابنة عمّه: أنتِ عَلَيّ كَظَهْرِ أُمِّي. فقالت: والله لقد تكلّمت بكلام عظيم، ما أدري ما مَبْلَغُهُ. ثمّ عمدت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَقَصَّتْ أَمْرَها وأَمْرَ زوجها عليه، فأرسل رسول الله إلى أوس بن صامت فأتاه فقال رسول الله: "ماذا تقول ابنة عمّك؟" فقال: صدقتْ. قد تظهّرت منها وجعلتها كظهر أمّي، فما تأمر يا رسول الله في ذلك؟ فقال رسول الله: "لا تدنُ منها ولا تدخل عليها حتى آذن لك". قالت خولة: يا رسول الله ما له من شيء وما ينفق عليه إلاّ أنا. وكان بينهم في ذلك كلام ساعة ثمّ أنزل الله القرآن: ‏{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا‏} [سورة المجادلة: 1]‏ إلى آخر الآيات. فأمره رسول الله بما أَمره الله من كفّارة الظهار، فقال أوس: لولا خولة هلكت.(*) أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الحميد بن عمران بن أَبِي أنس، عن أبيه قال: كان من ظاهر في الجاهليّة حرمت عليه امرأته آخر الدَّهر، فكان أوّل من ظاهر في الإسلام أَوْس بن صَامِت وكان به لَمَم، وكان يفيق فيعقل بعض العقل فلاحى امرأته خولة بنت ثعلبة أخت أبي عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة في بعض صحواته فقال: أنتِ عَلَيَّ كظهر أُمِّي. ثمّ ندم على ما قال فقال لامرأته: ما أراك إلاّ قد حرمت عليّ. قالت: ما ذكرت طلاقًا وإنّما كان هذا التحريم فينا قبل أن يبعث الله رسوله فأتِ رسول الله فسَلْه عمّا صنعتَ. فقال: إني لأستحيي منه أن أسأله عن هذا فَأْتي أنتِ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، عسى أن تكسبينا منه خيًرا تفرّجين به عنّا ما نحن فيه ممّا هو أعلم به. فَلَبِسَت ثيابًا ثمّ خَرَجتْ حتى دخلتْ عليه في بيت عائشة فقالت: يا رسول الله إنّ أوسًا مَنْ قد عرفتَ، أبو ولدي وابن عمّي وأَحَبّ الناس إليّ، وقد عرفت ما يصيبه من الَّلمَم وعجز مقدرته وضعف قوّته وعيّ لسانه وأحقّ من عاد عليه أنا بشيء إن وجدته، وأحقّ من عاد عليّ بشيء إن وجده هو، وقد قال كلمة، والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقًا، قال: أنت عَلَيَّ كظهر أمّي. فقال رسول الله: "ما أراك إلاّ قد حرمت عليه". فجادلت رسول الله مرارًا ثمّ قالت: اللهمّ إني أشكو إليك شدّة وجدي وما شقّ عليّ من فراقه، اللهمّ أنزل على لسان نبيّك ما يكون لنا فيه فرج. قالت عائشة: فلقد بكيت وبكى من كان معنا من أهل البيت رحمةً لها ورقّةً عليها، فبينا هي كذلك بين يدي رسول الله تكلّمه، وكان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يغطّ في رأسه ويتربّد وجهه ويجد بردًا في ثناياه ويعرق حتى يَتَحَدّر منه مثل الجمان، قالت عائشة: يا خولة إنّه لينزل عليه ما هو إلاّ فيك. فقالت: اللهمّ خيرًا فإنّي لم أبغِ من نبيّك إلاّ خيرًا. قالت عائشة: فما سُرّيَ عن رسول الله حتى ظننت أنّ نفسها تخرج فرقًا من أن تنزلَ الفُرقة. فَسُرِّيَ عن رسول الله وهو يتبسّم فقال: "يا خولة". قالت: لبيك! ونهضت قائمة فرحًا بتبسّم رسول الله، ثمّ قال: "قد أنزل الله فيك وفيه". ثمّ تلا عليها: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [سورة المجادلة: 1] إلى آخر القصّة ثمّ قال: "مُريه أن يعتق رقبة". فقالت: وأيّ رقبةٍ! والله ما يجد رقبةً وما له خادم غيري. ثمّ قَال: "مُرِيه فليصم شهرين متتابعين". فقالت: والله يا رسول الله ما يقدر على ذلك، إنّه لَيشرب في اليوم كذا وكذا مرّة، قد ذهب بصره مع ضعف بدنه، وإنّما هو كالخِرْشَافَة. قال: "فمريه فليطعم ستّين مسكينًا". قالت: وأنّى له هذا؟ وإنّما هي وجبة. قال: "فمريه فليأتِ أمّ المنذر بنت قيس فليأخذ منها شطر وسق تمرًا فيتصدّق به على ستّين مسكينًا". فنهضت فترجع إليه فتجده جالسًا على الباب ينتظرها فقال لها: يا خولة ما وراءك؟ قالت: خيرًا وأنت دميم، قد أمرك رسول الله أن تأتي أُمَّ المنذر بنت قيس فتأخذ منها شطر وَسْق تَمْرًا فتصدّق به على ستّين مسكينًا. قالت خولة: فذهب من عندي يعدو حتى جاء به على ظهره وعهدي به لا يحمل خمسة أصوع. قالت فجعل يُطعم مُدَّيـْنِ مِنْ تمرٍِ لكلّ مسكين.(*)))
((أسلمت وبايعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال