تسجيل الدخول


زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية

1 من 1
زينب

بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأمّها خديجة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عَبْد العُزّى بن قُصَيّ، وكانت أكبر بنات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عَبْد العُزَّى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصيّ قبل النبوّة. وكانت أوّل بنات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج. وأمّ أبي العاص هَالَة بنت خُوَيْلِد بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ خالة زينب بنت رسول الله.

وولدت زينب لأبي العاص عليًّا وأُمامة امرأة، فتوفّي عليّ وهو صغير وبقيت أُمامة فتزوّجها عليّ بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء العجلي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبيّ أنّ زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كانت تحت أبي العاص بن الربيع فأسلمت وهاجرت مع أبيها، وأبَى أَبُو العاص أن يسلم.

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني المُنْذِر بن سعد مولى لبني أسد بن عَبْد العُزّى، عن عيسى بن مَعْمَر، عن عبّاد بن عبد الله بن الزّبير، عن عائشة، أنّ أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدرًا مع المشركين فأسَرَه عبد الله بن جُبَير بن النُّعمان الأنصاري. فلمّا بعث أهل مكّة في فداء أساراهم قَدِم في فداء أبي العاص أخوه عَمْرو بن الرَّبِيع وبعثت معه زينب بنت رسول الله. وهي يومئذٍ بمكّة. بقِلاَدَة لـها كانت لخديجة بنت خُوَيـْلِد من جَزْعِ ظَفار. وظفار جبل باليمن. وكانت خديجة بنت خُوَيْـلِد أدخلتها بتلك القِلاَدة على أبي العاص بن الربيع حين بَنَى بها. فبعثت بها في فداء زوجها أبِي العاص. فلمّـا رأى رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، القلادة عرفها وَرَقَّ لـها، وذكر خديجة وترحَّم عليها وقال:"إنْ رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا إليها متاعها فعلتم". قالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص بن الربيع وردّوا على زينب قِلاَدَتها وأخذ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، على أبي العاص أن يُخلّي سبيلها إليه فوعده ذلك ففعل.(*)

قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عندنا من رواية من روى أنّ زينب هاجرت مع أبيها صَلَّى الله عليه وسلم.

أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن معروف بن الخَرَّبُوذ المكّي قال: خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشأم فذكر امرأته زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأنشأ يقول:

ذَكَرْتُ زينبَ لمّا ورّكتْ إرما فقلتُ سَقْيًا لشخصٍ يسكن الحَرَما

بنت الأمين جَزَاها اللهُ صالحة وكلّ بَعل سيثنـى بالـذي عَـلِمَا

قال محمد بن عمر: وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "ما ذْممنا صِهْر أبي العاص".(*)

أخبرنا يعلى بن عبيدة الطَّنَافِسِيّ، حدّثنا محمّد بن إسحاق عن يزيد بن رُومَان قال: صلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالناس الصبح، فلمّا قام في الصّلاة نادت زينب بنت رسول الله: إني قد أجَرت أبا العاص بن الربيع. فلمّا انصرف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "هل سمعتم ما سمعت؟" قالوا: نعم. قال: "أما والذي نَفْسُ محمد بيده ما علمت بشيء ممّا كان حتى سمعت منه الذي سمعتم، إنّه يجير على الناس أدناهم"(*).

أخبرنا عبد الله بن نُمير، حدّثنا إسماعيل عن عامر قال: قدم أبو العاص بن الربيع من الشأم وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها وهاجرت، ثمّ أسلّم بعد ذلك،وما فرّق بينهما.

أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة أنّ زينب بنت رسول الله كانت تحت أبي العاص بن الربيع فهاجرت مع رسول الله ثمّ أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله فردّها عليه.

قال قتادة: ثمّ أُنزلت سورة براءة بعد ذلك فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلا بخطبة، وإسلامها تطليقة بائنة.

أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون عن حجّاج عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جَدّه أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ردّ ابنته على أبي العاص بن الربيع بنكاح جديد. قال يزيد: ومهر جديد(*).

أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمّد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ردّ ابنته إلى أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول ولم يُحْدِث صَدَاقًا(*).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِي عن أبيه قال: خرَج أبو العاص بن الربيع إلى الشأم في عِير لقريش وبلغ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أنّ تلك العِير قد أقبلت من الشأم فبعث زَيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العِيص في جُماد الأولى سنة ستّ من الهجرة فأخذوها وما فيها من الأثقال وأسروا ناسًا ممّن كان في العير، منهم أبو العاص بن الربيع. فلم يَغْدُ أن جاء المدينة فدخل على زينب بنت رسول الله بسحر وهي امرأته فاستجارها فأجارته، فلمّا صلى رسول الله الفجر قامت على بابها فنادت بأعلى صوتها: إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع! فقال رسول الله: "أيها الناس هل سمعتم ما سمعتُ؟" قالوا: نعم. قال: "فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء ممّا كان حتى سمعتُ الذي سمعتم. المؤمنون يَدٌ على مَن سِواهم يُجير عليهم أدناهم، وقد أجرنا مَن أَجَارَت". فلمّا انصرف النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إلى منزله دخلت عليه زينب فسألته أن يردّ عَلَى أبي العاص ما أُخِذ منه ففعل، وأمرها أن لا يقربها، فإنّها لا تحلّ له ما دام مشركًا. ورجع أبو العاص إلى مكّة فأدّى إلى كلّ ذي حقّ حقّه ثمّ أسلم ورجع إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، مسلمًا مهاجرًا في المحرّم سنة سبعٍ من الهجرة، فردّ عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زينبَ بذلك النكاح الأوّل(*).

أخبرنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد الله بن المبارك عن مَعْمَر عن الزهري عن أنس ابن مالك قال: رأيت على زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بُرْدَ سَيْرَاء من حرير.

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني يحيَى بن عبد الله بن أَبِي قَتَادة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عَمْرو بن حزم قال: توفّيت زَينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في أوّل سنة ثمانٍ من الهجرة.

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال: كانت أُمّ أيمن ممّن غسّل زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وسَودة بنت زمعة، وأم سَلَمة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو معاوية الضرير، حدّثنا عاصم الأحول، عن حفصة، عن أمّ عطيّة، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "اغْسِلْنَها وترًا ثلاثًا أو خَمسًا واجْعَلْن في الخامسة كافورًا أو شيئًا من كافور، وإذا غَسَلْتُنَّها فأعْلِمْنَنِي". فلمّا غسلناها أعلمناه فأعطانا حَقْوه فقال:"أشعِرْنَها إّياه"(*).

أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق ورَوْح بن عبادة عن هشام بن حسّان عن حَفصة بنت سيرين قالت: حدّثتني أمّ عطيّة قالت: توفّيت إحدى بنات النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأمرنا رسول الله فقال: "اغسلنها وترًا ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك، وغسّلنها بماء وسِدْر واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإن فرغتنّ فآذنّني". قالت: فآذنّاه فألقى إلينا حَقْوه، أو قالت: حقوًا، وقال: "أَشْعِرْنَها هذا"(*).

قال يزيد في حديثه: قالت فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث، قرنيها، وناصيتها، وألقينا خلفها مقدّمها، قال إسحاق الأزرق: وحَقْوه: إِزَاره.

أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا مالك بن أنَس عن أيّوب عن محمّد بن سِيرِين أنّ أُمّ عَطِيّة الأنصارية قالت: دَخَل علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، حين توفّيت ابنته فقال: "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتنّ فآذنّني". قالت فلمّا فرغنا آذنّاه فأعطانا حَقْوَه فقال: "أَشْعِرْنها إيّاه"، يعنيّ إزَاره(*).

أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سِيرِين عن أُمّ عطيّة قالت: لما غسلنا بنت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال لنا رسول الله: "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك، واجعلن في الآخرة شيئًا من كَافُور وسِدْر"(*).

أخبرنا يحيَى بن خُليف بن عُقبة، حدّثنا ابن عَوْن عن محمّد عن امرأة أو امرأتين عن أُمّ عطيّة قالت: توفّيت إحدى بنات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال لنا رسول الله: "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيْتُنّ ذلك، واغسلنها بسِدْرٍ وَاجْعَلْن في الآخرة شيئًا من كَافُور، فإذا فرغتنّ فآذنّني". قالت فلمّا فرغنا آذنّاه فألقى إلينا حَقْوه، أو قالت حَقوًا، وقال: "أَشْعِرْنَها إِيّاه"(*).

أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيّوب عن محمّد، عن أُمّ عطيّة قالت: توفّيت إحدى بنات النبيّ، صلى الله عليه وسلّم، فخرج علينا رسول الله فقال: "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيْتنّ ذلك بماء وسِدْر، واجعلن في الآخرة منهنّ كافُورًا، أو قال شيئًا من كافور، فإذا فرغتنّ فآذنّني". فلمّا فرغنا آذنّاه فألقى إلينا حَقْوه وقال: "أَشْعِرْنَها إيّاه"(*).

أخبرنا عَارِم بن الفضْل، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن حَفصة عن أمّ عطيّة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ". قالت أمّ عطيّة: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون(*).

أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح عن سفيان عن هشام عن حفصة بنت سِيرِين عن أمّ عطيّة قالت: لما غسّلنا بنت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ضفرنا شعرها ثلاثة قرون، ناصيتها وقرنيها، وألقيناه خلفها.

أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح عن سفيان عن خالد الحَذَّاء عن حفصة بنت سِيريِن عن أمّ عطيّة قالت: لما غسلنا بنت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال لنا رسول الله ونحن نغسلها: "ابدأوا بميامنها ومَواضع الوضوء"(*).
(< جـ10/ص 31>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال