تسجيل الدخول


كيسان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

هُرْمُز بن مَاهَان الفَارِسي، وقيل: كيْسان، مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: سَفِينة، وقيل: سكينة، وقيل: باذام.
قيل: كان اسمه مهران، وقيل: طهمان، وقيل: مروان، وقيل: نجران، وقيل: رُومان الرُّوميّ، وقيل: ذَكْوان، وقيل سليمان، وقيل سنة، وقيل: أيمن، وقيل: مرقنة، وقيل: أحمر، وقيل: أحمد، وقيل: رباح، وقيل: مفلح، وقيل: عمير، وقيل: معتب، وقيل: قيس، وقيل: عبس، وقيل: عيسى، وقد أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وابن عبد البر، وأبو موسى، وقد سماه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سفينة، لأَنه كان معه في سفر فكلما أَعيا بعض القوم أَلقى عليّ سيفه وترسه ورمحه حتى حملت شيئًا كثيرًا، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "أَنْتَ سَفِينَةُ"(*)، فبقي عليه أحمد في المسند 5/ 220، والطبراني 7/ 97..
وكان يسكن بطن نخلة، وهو من مولدي العرب، وقيل: هو من أَبناءِ فارس، واسمه سقية بن مارفنَّه، وكان إِذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: ما أَنا بمخبرك، سماني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سَفِينة، فلا أَريد غيره، وقيل: هو مولى آل أَبي طالب، وقيل: مولى أم سلمة، وولاؤه للنبي صَلَّى الله عليه وسلم، ويُكْنَى أبا كيسان، وقيل: أبا عبد الرّحمن، وقيل: أبا البختريّ، وأبو عبد الرّحمن أكثر وأشهر، وقال ابن أَبي خيثمة: شهد بدرًا، وجاء من طريق أحمد بن محمد بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن هرمز بن ماهان ــ رجل من الفرس ــ قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فأسلمتُ على يديه، فجعلني في جيش خالد بن الوليد، فقلت: يا رسول الله، مُرْ لي بصدقة، فقال: "إن الصَّدَقَة لا تَحِلُّ ِلي وَلاَ لأحَدٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِي"، ثم أمر لي بدينار(*).
وروى معاوية بن قرة قال: شهد بدرًا عشرون مملوكًا، منهم مملوكٌ للنبي صَلَّى الله عليه وسلم يقال له هرمز، فأعتقه النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم وقال: "إنَّ الله أعْتَقَكَ، وَإنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وإنَّا أهْلَ بَيْتٍ لا نَأكُلُ الصَّدَقَةَ فَلاَ تَأكُلْهَا"(*) ولكن في خبر الفارسي أنه متأخر الإسلام؛ لأن إسلامَ خالد بن الوليد كان سنة سبع، وبدر قبلها بمدة طويلة، ويمكن الجمع بأن قوله: فجعلني في جيش خالد كان متراخيًا عن إسلامه، وروى ابْنُ مَنْدَه بسنده عن أحمر مولى أم سلمة، قال: كنّا في غزاة فجعلت أعبر الناسَ في وادٍ أو نَهْر، فقال لي النبي صَلى الله عليه وسَلم: "مَا كُنْتَ في هَذَا اليَوْمِ إِلَّا سَفِينَةً"(*) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33349، 37143، وأخرجه الماليني في "المؤتلف" في ترجمة النخلي، وروى عنه محمد بن المنكدر أَنه قال: ركبت سفينة فانكسرت، فركبت لوحًا منها فطرحَني إِلى الساحل، فلقيني أَسد، فقلت: يا أَبا الحارث، أَنا سفينة مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: فطأْطأَ رأْسه، وجعل يدفعني بجنبه، أَو بكتفه، حتى وقفني على الطريق، فلما وقفني على الطريق هَمْهَم، فظننت أَنه يُوَدِّعني.
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وذكر أنه من سبي بلخ، ونسبه إلى الروم، والروم وبلخ لم يفتحا في زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فكيف يسبى منهما، وذكره ابْنُ حِبَّانِ فِي الصّحابة، وقد أعتقه النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وقيل: أعتقته أمُّ سلمة واشترطت عليه خِدْمَة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ما عاش، وروى عبد الرحمن بن كيسان، عن أبيه قال: رأيتُ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يصلّي إحدى صلاتي العشيّ، الظهر أو العصر، بثَنيّة العليا في ثوب واحد مُتَلَبِّبًا به قد خالف بين طرفيه(*)، وروى عنه الحسن، ومحمد بن المنكدر، وسعيد بن جُمهان، وروى إسماعيل بن أُمية، عن أَبيه، عن جده، قال: كان لهم غلام يقال له: طَهْمان، أَو ذكوان، فأَعتق جدّه بعضه، فجاءَ إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأَخبره، فقال: "يُعْتَقُ فِي عُنُقِكَ"، فكان يخدم سيده حتى مات، وهذا المتن أَخرجه أَبو عمر في ترجمة طهمان، مولى سعيد بن العاص، والحق مع أَبي عمر؛ فإِن هذا المتن يَحْكُم أَن المولى لغير رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَن معتقه جد إِسماعيل بن أُمية، لا رسول الله، وإِنما اشتبه عليه حيث رأَى فيهما طهمان وذكوان، وروى سعيد بن جُمْهان عن سفينة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ"، ثم قال لي سفينة: امسك خلافة أَبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان، ثم قال: امسك خلافة عليٍّ فوجدناها ثلاثين سنة، قال سعيد: فقلت له: إِن بني أَمية يزعمون أَن الخلافة فيهم؟ فقال: كَذَب بنو الزرقاءِ، بل هم ملوك من شر الملوك(*) أخرجه الترمذي في السنن حديث رقم 2226 وأحمد 5/ 221، والبيهقي في الدلائل 6/ 342.، وذكره أبو مُوسى في "الذّيل"، وروى الحسن بن عبيد بن عبد الله بن زياد بن سكينة، حدَّثني أَبي، عن جدّي، عن أبيه، عن جدِّه سكينة أَنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: "لَوْ أَنّ الدِّينَ مُعَلَّقٌ بِالثُّرَيَّا"... الحديث، قال: وقال سكينة: أوصى إليّ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: أَلاّ أسأل أحدًا شيئًا(*) قال أَبُو مُوسَى: هذا وَهْم، وإنما هو سَفِينة، وروى أبي حاتم كذلك، وزاد في أوله: أنه صَلَّى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب: "لا تعيره بالفارسيَّة"، وتوفي سفينة في زمن الحجاج.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال