1 من 2
عُثْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الْقُرَشِيُّ
(ب د ع) عُثْمَانُ بنُ عَامِر بن عَمْرو بن كَعْب بن سَعْد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لُؤيّ، أَبو قحافة القرشي التَّيْمِي. والد أَبي بكر الصديق، أُمه آمنة بنت عبد العزى بن حُرْثان ابن عَبِيد بن عَويج بن عَدِي بن كعب، قاله الزبير بن بَكَّار.
أَسلم يوم فتح مكة، وأَتى به أَبو بكر النبي صَلَّى الله عليه وسلم ليبايعه.
أَخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإِسناده إِلى عبد اللّه بن أَحمد: حدثني أَبي، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن هشام، عن محمد بن سيرين قال: سئل أَنس بن مالك عن خِضَابِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: إِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يكن شَابَ إِلا يسيرًا، ولكن أَبو بكر وعمر بعده خَضَبا بالحِنَّاءِ والكَتم، قال: وجاءَ أَبو بكر بأَبيه أَبي قُحَافَةَ إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَبي بكر رحمة الله عليه ورضوانه: "لَوْ أَقْرَرْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ لَأَتَيْنَاهُ". تكرمةً لأَبي بكر، فأَسلم ورأْسه ولحيته كالثَّغَامة بياضًا. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "غَيِّرُوهُمَا وَجَنِّبُوهُ الْسَّوَادِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 3/ 160..
وقال قتادة: هو أَول مخضوب في الإِسلام، وعاش بعد ابنه أَبي بكر، وورثه. وهو أَول من ورث خليفة في الإِسلام، إِلا أَنه رَدَّ نصيبه من الميراث، وهو السدس، على وَلدِ أَبي بكر.
أَخبرنا أَبو جعفر عُبَيد اللّه بن أَحمد بن علي بإِسناده إِلى يونس بن بُكَير عن ابن إِسحاق: حدثني يحيى بن عباد، عن أَبيه عباد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أَسماءَ بنت أَبي بكر قالت: لما كان يومُ الفتح نَزَل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذا طُوًى، قال أَبو قحافة لبنت له كانت من أَصغر ولده: أَيْ بُنَيَّة، أَشرفي بي على أَبي قُبَيس ـــ وقد كُفَّ بصره ـــ فأَشْرفت به عليه، فقال: أَيْ بُنَيَّة، ماذا ترين؟ قالت: أَرى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، وأَرى رَجُلًا يَشْتَدُّ بين ذلك السواد مقبلًا ومدبرًا. فقال: تلك الخيل أَي بنية، وذلك الرجل الوازع ثم. قال: ماذا ترين؟ قالت: أَرى السواد قد انتشر. قال: قَدْ والله إِذًا دُفِعَتِ الخَيْلُ، فأَسرِعي بي إِلى بيتي. فخرجت به سريعًا حتى إِذا هبطت به إِلى الأَبَطْحِ لَقِيَتْهَا الخيلُ وفي عُنُقِها طَوْقٌ لها من وَرِق، فاقتطعه إِنسان من عنقها، فلما دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المسجد خرج أَبو بكر حتى جاءَ بِأَبيه يقوده، فلما رآه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "هَلاَّ تركت الشيخ في بيته حتى أَجِيئه". قال: يمشي هو إِليك يا رسول الله، فأَجلسه بين يديه، ثم مسح صَلَّى الله عليه وسلم صدره وقال: "أَسْلِمْ تَسْلَمِ". فأَسلم، ثم قام أَبو بكر. فأَخذ بيد أُخته فقال: أَنْشُدُ بالله وبالإِسلام طَوْقَ أُختي. فما أَجابه أَحد. ثم قال الثانية: أَنشد بالله وبالإِسلام طوق أُختي. فما أَجابه أَحد. فقال: يا أُخَيَّة، احتسبي طوقَك، فوالله إِن الأَمانة في الناس لَقَلِيل(*) أخرجه أحمد في المسند 6/ 349، 350..
وتوفي أَبو قحافة سنة أَربع عشرة، وله سبع وتسعون سنة.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 575>)
2 من 2
أَبُو قُحَافَةَ وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ
(ب) أَبُو قُحَافَةَ والدُ أَبي بكر الصدّيق. واسمه: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة القرَشي التّيْمي.
له صحبة أَسلم يوم الفتح، ومات في المحرم سنة أَربع عشرة. وقد تقدّم ذكره في عثمان أَتم من هذا.
أَخرجه أَبو عمر.
(< جـ6/ص 245>)