تسجيل الدخول


أميمة أم أبي هريرة

1 من 5
أميمة بنت صبيح، أو صفيح، بموحدة أو فاء مصغرًا، ابن الحارث، والدة أبي هريرة. اختلف في اسمها؛ فجاء عن أبي هريرة أنه ابن أميمة. وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة، وساق قصة إسلامها، لكن لم تقع مسماة في روايته. وأما أبوها؛ فقال أبو محمد بن قتيبة: كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس. وأما تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان. وأخرجه أبو موسى في الذيل، من طريقه؛ قال: أخبرنا سعد بن الصلت، حدثنا يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة ـــ أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له؛ فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك! قال: من؟ قال: يوسف بن يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبيّ ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثًا واثنين. فقال عمر: ألا قلت خمسًا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، أو أقضى بغير حق، وأن يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.

قلت: سندُه ضعيف جدًا، ولكن أخرجه عبد الرزاق، عن معمر؛ عن أيوب، فقوي، وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين.

وأما قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسنده. عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق الله مؤمنًا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني؛ قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنْتُ أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يومًا ح؛ وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنْتُ أدعوا أمِّي إلى الإسلام وهي مشركةٌ فدعوتُها يومًا، فأسمعتني في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإني دعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة. فقال: "اللَّهُمَّ اهْدِ أمَّ أبِي هُرَيْرَةَ". فخرجتُ مستبشرًا بدعوة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فلما جئتُ قصدتُ إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعَت أمِّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة: وسمعتُ حَصْحصة الماء؛ قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. قال: فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأخبرته، فحمد الله، وقال خيرًا.(*)

وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة.
(< جـ8/ص 32>)
2 من 5
3 من 5
4 من 5
5 من 5
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال