أميمة أم أبي هريرة
صفية بنت صفيح بن الحارث الدوسية، أم أبي هريرة، وقيل: أميمة بنت صبيح، وروي عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له؛ فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك! قال: من؟ قال: يوسف بن يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبيّ ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثًا واثنين. فقال عمر: ألا قلت خمسًا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، أو أقضى بغير حق، وأن يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي.
روى مسلم، عن أبي هريرة، قال: كنْتُ أدعو أمِّي إلى الإسلام وهي مشركةٌ فدعوتُها يومًا، فأسمعتني في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإني دعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أمَّ أبي هريرة. فقال: "اللَّهُمَّ اهْدِ أمَّ أبِي هُرَيْرَةَ". فخرجتُ مستبشرًا بدعوة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فلما جئتُ قصدتُ إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعَت أمِّي حِسَّ قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة؛ وسمعتُ حَصْحصة الماء، قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. قال: فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأخبرته، فحمد الله، وقال خيرًا.