تسجيل الدخول


فاختة بنت أبي طالب

((أم هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم الهاشمية، ابنة عم النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. قيل: اسمها فاختة، وقيل اسمها فاطمة، وقيل هند، والأول أشهر.)) ((قيل: اسمها عاتكة، والمشهور فاختة؛ قاله ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في قصة فَتْح مكَّة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخرجها أبو عمر وأبو موسى.)) أسد الغابة.
((مشهورة بكنيتها.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أخت علي بن أبي طالب شقيقته، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أم طالب وعقيل وجعفر وجُمانة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أمّها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ.)) الطبقات الكبير.
((مِنْ حجة مَنْ قال: إنّ اسمها هند ــ قولُ زوجها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم حين هرب إلى نجران، وأسلمت أُم هانئ زوجته، فبلغه إسلامها، فقال:‏ [الطويل]

أَشَـاقَتْكَ هِنْدٌ أَمْ أَتَاكَ سُؤَالُهَـا كَذَاكَ الْنَّوى أَسْبَابُهَا وَانْتِقَالُهَا

وَقَدْ أَرِقَتْ فِي رَأْسِ حِصْنٍ ممَّردٍ بنَجْرَان يْسرِي بَعْدَ نَوْمٍ خَيَالُهَا)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((ولدت لهبيرة بن أبي وهب جعدة وعَمرًا ويوسف وهانئًا بني هبيرة.)) الطبقات الكبير. ((كانت زوج هبيرة بن عمرو بن عائذ بن عمر بن عمران بن مخزوم المخزوميّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كانت تحت هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أسلمت عام الفتح؛ فلما أسلمت أُم هانئ وفتح الله على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة، هرب هبيرة إلى نجران وقال حين فَرّ معتذرًا من فراره: [الطويل]‏

لَعَمْرُكَ مَا وَلَّيْتُ ظَهْرِي مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ جُبْنًا وَلَا خِيْفَةَ الْقَتلِ

وَلَكِننَّي ِ قَلَّبْتُ أَمْرِي فَلَـمْ
أَجِدْ لِسَيْفِي غَنَاءً إِنْ ضَرْبَتُ وَلَا نَبْلِي

وَقَفْتُ فَلَمَّا خِفْتُ ضَيْعَةَ مَوْقِفِي رَجَعْتُ لِعُوُدٍ كَالهِزَبْر إِلَى الشّبْل
قال خلف الأحمر:‏ إنْ أبياتَ هبيرة في الاعتذار من الفرار خَيْرٌ من قول الحارث بن هشام‏. وقال الأصمعيّ:‏ أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قول الحارث بن هشام. وقال هبيرة أيضًا بعد فراره يخاطب امرأَته أُم هانئ هند ابنة أبي طالب بعد البيتين الذين مضيا في باب هند‏: [الطويل]

لَئِنْ كُنْتُ قَدْ تَابَعْتُ دِيـنَ مُحَمَّدٍ وَعَطَّفَتِ الأَرْحَامَ مِنْكِ حِبَالُهَا

فَكُونِي عَلَى أَعْلى سَحِيقٍ بِهَضْبَةٍ مُمَنَّعَـةٍ
لَا
تُسْتَطَـاعُ
قِـلَالُهَا

فَإِنِّيَ مِنْ قَـوْمٍ إِذَا جَـدَّ جَدَّهُـمْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ اليَومَ حَالُهَا

وَإِنِّي لأَحْمِي مَنْ وَرَاءَ عَشِيْرَتِي إِذَا كَثُرَتْ تَحْتَ العَوَالِي مَجَالُهَا

وَطَارَتْ بِأَيْدِي القَوْمِ بَيْضٌ كَأَنَّها مَخَارِيقُ
وِلْدَانٍ يَنُوسُ ظِلَالُهَا

وَإِنَّ كَلَامَ المَرْءِ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ لَكَالَّنْبلِ تَهْوِي لَيْسَ فِيهَا نِصَالُهَا
فولدت أُم هانئ لهبيرة فيما ذكر الزّبير عمرو، وبه كان يُكنى)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: خطب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أبي طالب ابنته أمّ هانئ في الجاهليّة، وخطبها هُبيرة بن أَبِي وَهْب بن عمرو بن عَائِذ بن عِمران بن مخزوم، فتزوّجها هُبيرة فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عمّ زوّجتَ هبيرة وتركتني؟" فقال: يا ابن أخي إنّا قد صاهرنا إليهم، والكريم يُكَاِفئُ الكريم. ثمّ أسلمت ففرّق الإسلام بينها وبين هُبيرة، فخطبها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى نفسها فقالت: والله إن كنت لأحبّك في الجاهليّة، فكيف في الإسلام؟ ولكنّي امرأة مُصْبِية وأكره أن يؤذوك. فقال رسول الله: "خير نساء ركبن المطايا نساء قريش، أَحْنَاه على وَلَدٍ في صغره وأَرْعاه على زوج في ذات يده".(*) أخبرنا عبد الله بن نمير، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمّ هانئ فقالت: يا رسول الله لأنت أحبّ إليّ من سمعي وبصري، وحقّ الزوج عظيم، فأخشى إن أقبلت على زوجي أن أضيّع بعض شأني وولدي، وإن أقبلت على ولدي أن أضيّع حقّ الزوج. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده". (*) أخبرنا حجّاج بن نصير، حدّثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على أمّ هانئ فخطبها إلى نفسها فقالت: كيف بهذا ضجيعًا وهذا رضيعًا؟ لولدين بين يديها. فاستسقى فأُتي بلبن فشرب ثمّ ناولها فشربت سؤره فقالت: لقد شربت وأنا صائمة. قال: "فما حملك على ذلك؟" قالت: من أجل سؤرك، لم أكن لأدعه لشيء لم أكن أقدر عليه، فلما قدرت عليه شربته. فقال رسول الله: "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده، ولو أنّ مريم بنت عمران ركبت الإبل ما فضّلت عليها أحدًا".(*))) الطبقات الكبير.
((قال التِّرْمِذِيُّ وغيره: عاشت بعد عليّ.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((ذكر ابْنُ الكَلْبِيِّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس، قال: خطب النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى أبي طالب أم هانئ وخطبها منه هُبيرة، فزوَّج هُبيرة، فعاتبه النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنا قد صاهرنا إليهم والكريمُ يكافئ الكريم، ثم فرق الإسلامُ بين أم هانئ وبين هبيرة، فخطبها النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؛ فقالت: والله إني كنْتُ لأحبّك في الجاهلية، فكيف في الإسلام! ولكني امرأة مُصْبِيَة، فأكره أن يؤذوك. فقال: "خَيْرُ نِسَاءٍ رَكبْنَ الإِبلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ..." الحديث.(*) وأخرج ابْنُ سَعْدٍ بسندٍ صحيح عن الشَّعبي؛ قال: خطب النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أم هانئ، فقالت: يا رسولَ الله، لأنت أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري وحقّ الزوج عظيم، وأنا أخشى أن أضيع حقّ الزوج، فقال...... فذكر الحديث. ومن طريق أبي نوفل بن أبي عقرب؛ قال: خطبها، فقال لولدين بين يديها: "كفى بهذا رضيعًا، وبهذا ضَجِيعًا"، فذكر الحديث. وهذان مرسلان. ومن طريق السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ؛ قال: خطب النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أم هانئ؛ فقالت: إني مُؤْيمة، فلما أدرك بنوها عرضت نَفْسَها عليه؛ فقال: "أَمَّا الآنَ فلَا"؛(*) لأن الله أنزل عليه في قوله: {وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [الأحزاب: 50]، ولم تكن من المهاجرات.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أَطْعَمَهَا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بخَيْبَر أربعين وسْقا.))
((أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا إسرائيل عن السّدّي عن أبي صالح عن أمّ هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول الله فاعتذرت إليه فعذرني، ثمّ أنزل الله: {إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} حتى بَلَغَ {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} [سورة الأحزاب:50] قالت: فلم أكن أحلّ له، لم أهاجر معه، كنت مع الطلقاء. (*))) الطبقات الكبير. ((أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا أبو موسى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صَلَّى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ، فإنها حَدَّثت أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل، فسبح ثماني ركعات، ما رأيته صَلَّى صلاة أخف منها، غير أنه كان يتم الركوع والسجود.)) أسد الغابة. ((روت أم هانئ عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أحاديث في الكتب الستّة وغيرها، روى عنها ابنها جعدة، وابنه يحيى، وحفيدها هارون ومولياها أبو مرة، وأبو صالح، وابن عمها عبد الله بن عبَّاس، وعبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشميِّ، وولده عبد الله، وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وعروة، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال