تسجيل الدخول


فاختة بنت أبي طالب

فَاطِمَةُ، وقيل: هند، وقيل: فاختة بنتُ أبي طالب بن عبد مناف القرشية الهاشمية.
أخرجها أبو عمر وأبو موسى. مشهورة بكنيتها. تكنى: أُم هانئ. وهي أخت علي بن أبي طالب شقيقته، وبنت عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي أم: طالب، وعقيل، وجعفر، وجُمانة. أسلمت عام الفتح، فلما أسلمت أُم هانئ، وفتح الله على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة؛ هرب هبيرة إلى نجران، وقال حين فَرّ معتذرًا من فراره:
لَعَمْرُكَ مَا وَلَّيْتُ ظَهْرِي مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ جُبْنًا وَلَا خِيْفَةَ الْقَتلِ
وَلَكِننَّي ِ قَلَّبْتُ أَمْرِي فَلَـمْ
أَجِدْ لِسَيْفِي غَنَاءً إِنْ ضَرْبَتُ وَلَا نَبْلِي
وَقَفْتُ فَلَمَّا خِفْتُ ضَيْعَةَ مَوْقِفِي رَجَعْتُ لِعُوُدٍ كَالهِزَبْر إِلَى الشّبْل
قال خلف الأحمر:‏ إنْ أبياتَ هبيرة في الاعتذار من الفرار خَيْرٌ من قول الحارث بن هشام‏. وقال الأصمعيّ:‏ أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قول الحارث بن هشام. قال هبيرة أيضًا بعد فراره يخاطب امرأَته أُم هانئ هند ابنة أبي طالب:‏
أَشَـاقَتْكَ هِنْدٌ أَمْ أَتَاكَ سُؤَالُهَـا كَذَاكَ الْنَّوى أَسْبَابُهَا وَانْتِقَالُهَا
وَقَدْ أَرِقَتْ فِي رَأْسِ حِصْنٍ ممَّردٍ بنَجْرَان يسرِي بَعْدَ نَوْمٍ خَيَالُهَا
لَئِنْ كُنْتُ قَدْ تَابَعْتُ دِيـنَ مُحَمَّدٍ وَعَطَّفَتِ الأَرْحَامَ مِنْكِ حِبَالُهَا
فَكُونِي عَلَى أَعْلى سَحِيقٍ بِهَضْبَةٍ مُمَنَّعَـةٍ
لَا تُسْتَطَـاعُ
قِـلَالُهَا
فَإِنِّيَ مِنْ قَـوْمٍ إِذَا جَـدَّ جَدَّهُـمْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحَ اليَومَ حَالُهَا
وَإِنِّي لأَحْمِي مَنْ وَرَاءَ عَشِيْرَتِي إِذَا كَثُرَتْ تَحْتَ العَوَالِي مَجَالُهَا
وَطَارَتْ بِأَيْدِي القَوْمِ بَيْضٌ كَأَنَّها مَخَارِيقُ
وِلْدَانٍ يَنُوسُ ظِلَالُهَا
وَإِنَّ كَلَامَ المَرْءِ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ لَكَالَّنْبلِ تَهْوِي لَيْسَ فِيهَا نِصَالُهَا
ووَلَدت لهبيرة بن أبي وهب: جعدة، وعَمرًا، ويوسف، وهانئًا بني هبيرة. قال أبو صالح مولى أمّ هانئ: خطب رسول الله أمّ هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني مُؤْيِمَة، وبنيّ صغار، قال: فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال: "أمّا الآن فلا"؛ لأن الله أنزل عليه: {يَاأيــُّهَـا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} إلى قوله: {اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} ولم تكن من المهاجرات(*). قال أبو نوفل بن أبي عقرب: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، على أمّ هانئ، فخطبها إلى نفسها، فقالت: كيف بهذا ضجيعًا، وهذا رضيعًا؟ لولدين بين يديها، فاستسقى، فأُتي بلبن، فشرب، ثمّ ناولها، فشربت سؤره، فقالت: لقد شربت، وأنا صائمة، قال: "فما حملك على ذلك؟" قالت: من أجل سؤرك، لم أكن لأدعه لشيء لم أكن أقدر عليه، فلما قدرت عليه شربته، فقال رسول الله: "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده، ولو أنّ مريم بنت عمران ركبت الإبل ما فضّلت عليها أحدًا"(*). قال التِّرْمِذِيُّ: عاشت بعد عليّ. وأَطْعَمَهَا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، من خَيْبَر أربعين وسْقا. روى عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قال: ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صَلَّى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ، فإنها حَدَّثت أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة، فاغتسل، فسبح ثماني ركعات، ما رأيته صَلَّى صلاة أخف منها، غير أنه كان يتم الركوع والسجود. وروت أم هانئ، عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أحاديث في الكتب الستّة وغيرها، روى عنها ابنها جعدة، وابنه يحيى، وحفيدها هارون، ومولياها: أبو مرة، وأبو صالح، وابن عمها عبد الله بن عبَّاس، وعبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشميِّ، وولده عبد الله، وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وعروة، وآخرون.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال