1 من 7
أنيسة بنت كعب أم عمارة؛ قالت: ما لنا لا نذكر بخير؟ فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ...} الآية [الأحزاب: 35]، هكذا أسماها أبو الوفاء البغدادي في التفسير، عن مقاتل، وهو وَهْم؛ وإنما هي نُسَيبة، أولها نون وموحدة مصغرة؛ قاله أبو موسى:
قلت: والحديثُ مشهور لأم عمارة.
(< جـ8/ص 45>)
2 من 7
لبيسة بنت عمرو الأنصارية: أم عمارة، ذكرها الطبراني في حرف اللام، وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام، وهي مشهورة بكنيتها، وستأتي. ويقال؛ إنها لبيسة غير نسيبة، وأنها بنت حرب. والله أعلم.
(< جـ8/ص 302>)
3 من 7
نَسيبة: بفتح النّون أيضًا، بنت كعب بن عَمْرو بن عوف بن عمرو بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريَّة، أم عمارة، مشهورة بكنيتها واسمِها معًا.
قال ابْنُ إِسْحَاقَ في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في بيعة العَقَبة الثانية: وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلًا وامرأتان، فيزعمون أن امرأتين بايعتا النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكان لا يصافحُ النِّساء أخرجه أحمد في المسند 2/213، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/269، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18500.، إنما كان يأخذ عليهنّ، فإذا أقْرَرن قال: "اذْهَبْنَ"؛(*) والمرأتان هما من بني مازن ابن النجار: نَسيبة وأختها ابنتا كعب، فساق النسب، قال: وكان معها زوجها زيد بن عاصم، وابناها منه: حبيب الذي قتله مسيلمة بَعْدُ، وعبد الله، وهو راوي حديث الوضوء.
وذكر الوَاقِدِيُّ أنه لما بلغها قَتْلُ ابنها حبيب عاهدت اللهَ أن تموتَ دونَ مسيلمة أو تُقْتَل، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنُها عبد الله، فقُتِل مسيلمة وقطعت يَدُها في الحرب.
وقال أَبُو عُمَرَ: شهدت أحُدًا مع زوجها زيد بن عاصم.
قلت: ذكر ابْنُ هِشَامٍ في زياداته مِنْ طريق أم سعد بنت سعد بن الرَّبيع؛ قال: دخلت على أم عمارة فقلت: يا خالة، أخبريني؛ فقالت: خرجْتُ ـــ يعني يوم أحد ـــ ومعي سِقَاء وفيه ماء، فانتهينا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو في أصحابه، والدولةُ والريحُ للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحَزْتُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكنت أبَاشِرُ القتالَ وأذُبُّ عنهم بالسّيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليّ، فرأيتُ على عاتقها جرحًا أجْوَف له غَوْر، فقلت: مَنْ أصابك بهذا؟ قالت: ابن قميئة.(*)
قال أَبُو عُمَرَ: وشهدَتْ بيعة الرّضوان، ثم شهدت اليمامة، فقاتلت حتى قطعت يدها وجُرحت اثنا عشر جرحًا، ورَوَت عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: "الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ"(*) أخرجه أحمد في المسند 6/365..
قلت: روى عنها ابنها عباد بن تميم، ومولاتها ليلى، وعكرمة، والحارث بن كعب، وأم سعد بن الربيع، وحديثُها في السنن الأربعة.
(< جـ8/ص 333>)
4 من 7
نُبَيْشة بنت كعب: صحَّفه بعضهم بموحدة ومعجمة مصغّرًا. والصَّواب بمهملة ثم موحدة مصغَّرًا؛ هي أم عمارة الآتي ذكرها في الكُنَى.
(< جـ8/ص 338>)
5 من 7
أم عامر بنت كعب الأنصاريَّة.
روَتْ عنها ليلى مولاة حبيب بن عبد الرَّحمن ـــ أن النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال لها: "هلمي فكلي". فقالت: إنِّي صائمة، فقال: "إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ تُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ"(*) أورده الهيثمي في الزوائد 3/160..
(< جـ8/ص 425>)
6 من 7
أم عمارة: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم؛ من بني مازن بن النّجّار الأنصاريَّة، النّجارية، والدة عبد الله وحبيب، من بني زيد بن عاصم.
قال أَبُو عُمَرَ: شهدت بيعةَ العقبة، وشهدت أحُدًا مع زوجها وولدها منه في قول ابن إسحاق، وشهدت بيعةَ الرَّضوان، ثم شهدت قتالَ مُسيلمة باليمامة، وجُرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقطعت يدها وقتل ولدها حبيب.
روت عن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أحاديثَ، روى عنها ابنها عباد بن تميم بن زيد، والحارث بن عبد الله بن كعب، وعِكْرمة، وليلى مولاة لهم.
روى حديثها التِّرْمِذِيُّ، والنِّسائي، وابن ماجه، من طريق شعبة عن حبيب بن زيد، عن مولاة لهم يقال لها ليلى، عن جدَّته أم عمارة بنت كعب ـــ أن النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم دخل عليها فقدَّمت إليه طعامًا، فقال: "كُلِي"، فقالت: إني صائمة، فقال: "إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا أُكلَ عِنْدَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ المَلَائِكَةُ".(*)
وأخرج أَبُو دَاوُدَ، من طريق شعبة، عن حبيب الأنصاري: سمعت عبادة بن تميم يحدِّث فيقول عن عمتي، وهي أم عمارة ـــ أن النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم توضأ فأُتي بإناء فيه قَدْر ثلثي المدّ... الحديث.(*)
وأخرج ابْنُ مَنْدَه بسند فيه الوَاقِدِيُّ، إلى الحارث بن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة بنت كعب، قالت: أنا أنظر إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهو ينحر بدنه قيامًا بالحربة... الحديث.(*)
قال ابْنُ سَعْدٍ: هي أختُ عبد الله بن كعب. وقد شهد بدرًا، وأخت أبي ليلى بن كعب، واسْمُه عبد الرَّحمن، وكان أحد البَكَّائين. قال: وخلف عليها بعد زيد بن عاصم ـــ غَزِيَّة بن عمرو، فولدت له تميمًا وخَوْلة، وشهدت العقبة، وبايعت ليلتئذ، ثم شهدت أحدًا، والحديبية، وخَيْبر، والقضيَّة، والفَتْح، وحُنينًا، واليمامة.
وأسند الوَاقِدِيُّ، من طريق بْنُ أَبِي صَعْصَعةَ؛ قالت أم عمارة: كانت الرِّجال تصفِّق على يدي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ليلةَ العقبة، والعبَّاسُ أخذ بيد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما بقيت أنا وأم سبيع نادى زوجي غَزية بن عمرو: يا رسول الله؛ هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك. فقال: "قَدْ بَايَعْتُهُمَا عَلَى مَا بَايَعْتكُمْ عَلَيْهِ، إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ".(*)
وبه: قال: كانت أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلتُ عليها فقلت: حدّثيني خبرك يوم أُحد. فقالت: خرجت أول النَّهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهو في أصحابه والرِّيحُ والدَّولةُ للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فجعلتُ أباشِرُ القتال، وأذبُّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بالسَّيف، وأرمي بالقوس حتى خلصت إليَّ الجراحة. قالت: فرأيتُ على عاتقها جُرحًا له غور أجوف، فذكر قصّة ابن قميئة.(*)
وأخرج بسند آخر إلى عمارة بن غَزِية أنها قَتَلَتْ يومئذ فارسًا من المشركين. ومِنْ وجهٍ آخر عن عمر؛ قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول: "مَا الْتَفَتُّ يَوْمَ أُحُدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا وَأَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي".(*)
(< جـ8/ص 441>)
7 من 7
أم عمارة الأنصاريَّة:
أفردها ابْنُ مَنْدَه عن التي قبلها [[يعني: أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف]]، وأورد من طريق سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرَّحمن، عن عِكرمة، عن أم عمارة الأنصاريَّة ـــ أنها أتت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرِّجال! ما أرى النِّساء يُذْكرنَ في شيء؛ فنزلت: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35].(*)
قلت: وهذا الحديث ذكره أَبُو عُمَرَ في ترجمة التي قبلها [[يعني: أم عمارة: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف]]. فقال: روى عكرمة... فذكره، ثم قال: زعم بعضُهم أن أمَّ عمارة التي روى عنها عكرمة هي غير الأولى [[يعني: أم عمارة: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف]]؛ وهي الأولى عندي. انتهى.
وتبعه "صَاحِبُ الأطْرَافِ"، فأورد في ترجمة الأولى ما أخرجه التّرمذي مِنْ هذا الوجه بهذا الإسناد، وقال: حسن غريب. وإنما نعرف هذا الحديث مِن هذا الوجه كذا قال.
وقد ورد نحوه من حديث أم سلمة، أخرجه النّسائيّ من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وله طرق أخرى عن أم سلمة، عند ابن مردويه.
وقد خالف سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ في مسنده روايةَ أبي عوانة عن حصين؛ فقال فيه: عن عكرمة، عن ابن عبَّاس؛ قال: أتت امرأة من الأنصار النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؛ نعم، تابع سليمان بن جرير عن حصين، أخرجه ابْنُ مَرْدُوَيهِ، وهُشَيمٌ، عن حصين.
ذكره ابْنُ مَنْدَه، فكأن رواية أبي عوانة شاذة، كأنه جرى على العادة لكثرة رواية عكرمة عن ابن عبَّاس. وقد رواه قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عبَّاس؛ قال: قلتُ لنساء النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.... فذكر نحوه.
(< جـ8/ص 442>)