تسجيل الدخول


أسيد بن حضير الأشهلي

((أُسَيْد بن حُضَيْر بن سمَّاك بن عَتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جُشَم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأويس الأنصاريّ الأشهليّ.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أُسَيْد، بضم الهمزة أيضًا هو أسَيْد بن حُضَيْر بن سماك بن عَتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.)) أسد الغابة.
((اختلف في كُنْيته فقيل فيها خمسة أقوال. قيل: يُكْنَى أبا عيسى. روى معاذ بن هشام عن أبيه عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أُسيد بن حُضَيْر قال: قال لي النبيّ ـــ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـــ: "يَا أبَا عِيسَى"(*). وقيل: يُكْنَى أبا يحيى. وقيل: يُكْنَى أبا عَتيك. وقيل: أبا الحُضَيْر. وقيل: أبا الحُصَيْن بالصّاد والنون، وأخشى أَنْ يكون تصحيفًا، والأشهرُ أبو يحيى، وهو قولُ ابن إسحاق وغيره.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قيل: أبو حضير، وقيل: أبو عمرو.)) أسد الغابة. ((ذكر له أبو أحمد الحاكم في كتابه في الكُنَى ثلاث كنى: أبو الحصين وأبو الحُضَيْر، وأبو عيسى. وذكر له موضعٍ آخر خمس كُنَى، وذكر له أبو الحسن علي ابن عمر الدّارَقُطْني كنيةً سادسة أبو عتيق، فقال: أسيد بن حُضَير: يُكْنَى أبا يحيى وأبا عتيك وأبا عتيق‏.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أمّه في رواية محمّد بن عمر أمّ أُسَيْد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وفي رواية عبد الله بن محمّد بن عُمارة الأنصاريّ أمّ أُسيد بنت سَكَن بن كُرْز بن زَعُوراء بن عبد الأشهل.)) ((كان أبوه حُضير الكتائب شريفًا في الجاهليّة، وكان رئيس الأوس يوم بُعاث وهي آخر وقعةٍ كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم، وقُتل يومئذٍ حضير الكتائب، وكانت هذه الوقعة ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بمكّة قد تَنَبَّأَ ودعا إلى الإسلام، ثمّ هاجر بعدها بستّ سنين إلى المدينة. ولحضير الكتائب يقول خُفاف بن نُدْبة السُّلَميّ:‏

لوَ أنّ المنايا حِدْنَ عن ذي مَهابةٍ لَهِبْـنَ حُضيرًا يوْمَ غلّـقَ واقِمَا

يطــوفُ به حتى إذا اللّيـلُ جَـنّــه تبـــــوّأ منــه مَقْعَـدًا مُتَناعِـمـا
قال: وواقم أُطُم حضير الكتائب، وكان في بني عبد الأشهل، وكان أُسيد بن الحُضير بعد أبيه شريفًا في قومه في الجاهليّة وفي الإسلام يُعَدّ من عُقلائهم وذوي رأيهم، وكان يكتب بالعربيّة في الجاهليّة وكانت الكتابة في العرب قليلًا، وكان يُحسن العوم والرمي، وكان يُسَمّى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهليّة الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد، وكان أبوه حُضير الكتائب يُعْرَف بذلك أيضًا ويُسَمّى به.))
((كان لأسيد من الولد: يحيَى وأُمّه من كندة))
((أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان إسلام أسيد بن الحُضير وسعد بن معاذ على يَدَي مُصعب بن عُمير العَبْدَريّ في يوم واحد، تَقَدَّمَ أسيدٌ سعدًا في الإسلام بساعة، وكان مصعب بن عمير قد قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العَقَبة الآخرة يدعو النّاس إلى الإسلام ويعلّمهم القرآن ويفقّههم في الدين بأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير.
((وشهد مع عمر فتح البيت المقدس.)) أسد الغابة. ((شهد أسيد العقبَة الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا، وكان أحد النقباء الاثني عشر)) ((لم يشهد أُسيد بدرًا، وتخلّف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من النقباء وغيرهم عن بدر، ولم يظنّوا أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يلقى بها كيدًا ولا قتالًا وإنّما خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومن معه يتعرّضون لعير قريش حين رجعت من الشأم، فبلغ أهلَ العير ذلك فبعثوا إلى مكّة من يخبر قريشًا بخروج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إليهم وساحَلوا بالعير فأفلتت، وخرج نَفير قريش من مكّة يمنعون عَيرَهم فالتقوا هم ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومن معه على غير مَوْعِدٍ ببدرٍ. أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الله بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد قال: لقي أُسيد بن الحُضير رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين أقبل من بدر فقال: الحمد لله الذي أظفرك وأقرّ عينك، والله يا رسول الله ما كان تَخَلّفي عن بدرٍ وأنا أظنّ أنّك تلقى عدوًّا ولكن ظننت أنّها العير، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "صدقتَ"(*)))
((قال محمّد بن عمر: وشهد أُسيد أُحُدًا وجُرح يومئذٍ سبع جراحات، وثبت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين انكشف الناس، وشهد الخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان من عِلْيَة أصحابه. حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثني سليمان بن بلال قال: وأخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة المِنْقَري قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمّد الدّراوَرْدي جميعًا عن سُهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "نِعْمَ الرجل أسيد بن الحضير"(*). أخبرنا يزيد بن هارون وعفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن ابن مالك قال: كان أُسيد بن الحُضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظلماء حِنْدَسٍ فتحدّثا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ لهما عَصَا أحَدِهما فمشيا في ضوئها، فلمّا تفرّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عصاه فمشى في ضوئها. أخبرنا الفضل بن دُكين عن سفيان بن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه، وأخبرني عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب الحارثيّ وخالد بن مُخَلّد قالا: أخبرنا سُليمان بن بلال عن يحيَى بن سعيد عن بُشير بن يسار أنّ أسيد بن الحُضير كان يَؤمّ قومه فاشتكى فصلّى بهم قاعدًا، قال سليمان بن بلال في حديثه: فصلوا وراءه قعودًا.)) الطبقات الكبير. ((أخرج أحْمَدُ في مسنده، من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي، عن عائشة، قالت: كان أُسيد بن حُضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو أقرؤه، وحين أسمع خطبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة اللّه بن إبراهيم بن أنس، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن طوق قال: حدثنا أبو جابر عبد العزيز بن حيان قال حدثنا محمد بن عبد اللّه بن عمار قال: حدثنا المعافي بن عمران، عن سليمان بن بلال، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، نِعْمُ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ"(*)أخرجه ابن أبي شيبة 12 / 137، وأحمد 2 / 419 .)) ((وله في بيعة أبي بكر أثر عظيم.)) ((كان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحدًا، ويقول: إنه لا خلاف عنده.)) أسد الغابة. ((كان أُسَيْد ين حُضَيْر أحَد العقلاء الكَمَلة من أهلِ الرّأي، وآخى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين زَيْد بن حارثة، وكان أُسَيْد بن حُضَيْر مِنْ أحسن النّاس صوتًا بالقرآن، وحديثه في استماع الملائكة قراءَتَه حين نفرت فرسُه حديثٌ صحيح جاءه طرق صحاح من نَقْلِ أَهْل الحجاز والعراق‏. وذكر إسماعيل بن إسحاق، قال: حدّثنا نصر بن علي، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا أبو عطارد، ومات قبل ابن عون، قال: جاء عامرُ بن الطّفيل وزَيْد إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسألاه أنْ يجعل لهما نصيبًا من تمر المدينة، فأخذ أُسيد بن حضير الرَّمْحَ فجعل يَقْرَع رؤوسهما ويقول‏:‏ اخْرُجا أيها الهِجْرسان. فقال عامر: مَنْ أنت؟ فقال: أنا أُسَيْد بن حضير. قال: حُضير الكتائب؟ قال: نعم. قال: كان أبوك خيرًا منك. قال: بل أنا خيرٌ منك ومن أبي؛ مات أبي وهو كافرٌ. فقلت للأصمعيّ: ما الهِجْرس؟ قال: الثّعلب‏. وذكر البخاريّ عن عبد العزيز الأوَيْسي عن إبراهيم بن سَعْد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عبّاد عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ثلاثةٌ من الأنصار لم يكن أَحَدٌ يعتد عليهم فَضْلًا، كلّهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأُسيد بن حُضير، وعباد بن بشر‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روى عنه أنس بن مالك أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال للأنصار: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً"، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهَ؟ قَالَ: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"(*)أخرجه أحمد (3 / 111، 167) والبخاري كما في الفتح في كتاب المناقب باب قول النبي صَلَّى الله عليه وسلم للأنصار (11315) (3794)، ومسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (2 / 733/ 1059) والطبراني في الكبير 1 / 173 وابن أبي عاصم في السنن 2 / 350 وابن حبان موارد(2297) والبيهقي 6 / 144. أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر، عن أبي المظفر القشيري إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكيم، أخبرنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث عن خالد، هو ابن يزيد، عن أبي هلال، يعنى سعيدًا، عن يزيد بن الهاد، عن عبد اللّه بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، قال: قرأت ليلة سورة البقرة، وفرس لي مربوط، ويحيى ابني مضطجع قريب مني وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت، وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت وليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اقْرَأْ يَا أَبا يَحْيَى"؛ فَقُلْتُ قَدْ قَرَأْتُ، فَجَالَتْ فَقُمْتُ لَيْسَ هَمٌّ لِي إِلَّا ابْنِي، فَقَالَ لِي: "اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى"، فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الفَرسُ فَقَالَ: "اقْرَأْ أَبَا حُضَيْر" فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِيهَا المَصَابِيحُ فَهَالَنِي؛ فَقَالَ: "تِلْكَ المَلَائِكَةُ دَنَوْا لِصَوْتِكَ؛ وَلَوْ قَرَأْتَ حَتَّى تُصْبِح لأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ"(*)ذكره الهندي في الكنز 31813وبنحوه أخرجه أحمد (3 / 81) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب نزول السكينة لقراءة القرآن (1 / 548 / 796).)) ((روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري. وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنها.)) أسد الغابة. ((له أحاديث في الصحيحين وغيرهما.))
((روى البُخَارِيُّ في " تَاريخِهِ "،عن ابن عمر، قال: لما مات أُسيد بن حُضير قال عمر لغرمائه ـــ فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه. وروى ابْنُ السَّكَنِ، من طريق ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات أُسَيْد بن حُضير باع عمر ماله ثلاث سنين، فوفّى بها دَيْنه، وقال: لا أترك بني أخي عالة، فردّ الأرض وباع ثمرها. وأرَّخ البَغَويُّ وغيره وفَاته سنة عشرين. وقال المدائني: سنة إحدى وعشرين.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن أصحابهم، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا محمّد بن صالح وزكريّاء بن زيد عن عبد الله بن أبي سفيان عن محمود بن لبيد قال: تُوفّي أسيد بن الحُضير في شعبان سنة عشرين فحمله عمر بن الخطّاب بين العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلّى عليه بالبقيع. أخبرنا خالد بن مَخْلَد البَجَلي قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: هلك أسيد بن الحضير وترك عليه أربعةَ آلاف درهم دَيْنًا، وكان مالُه يُغِلّ كلّ عامٍ ألفًا فأرادوا بَيْعَهُ فبلغ ذلك عمرَ بن الخطّاب فبعث إلى غرمائه فقال: هل لكم أن تقبضوا كلّ عامٍ ألفًا فتستوفوه في أربع سنين؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. فأخّروا ذلك فكانوا يقبضون كلّ عام ألفًا. أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس عن يزيد بن قُسيط عن محمود بن لبيد أنّ أسيد بن الحُضير هلك وترك دَيْنًا فكلّم عمرُ غرماءه أن يُؤخّروه‏.)) ((تُوفّي وليس له عقب)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال