تسجيل الدخول


بشير بن عبد المنذر الأنصاري

((رِفَاعَة بن عَبْد المُنْذِر بن زَنْبَر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، أبو لبابة الأنصاري الأوسي، وهو مشهور بكنيته. وقد اختلف في اسمه فقيل: رافع. وقيل: بُشَير. وقد ذكرناه في الباء، وقد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبل هذه [[رِفَاعَةُ بن عَبْد المُنْذِر بن رِفَاعة بن دِينار الأنْصَارِيّ، عَقَبيّ، بدري. روى أبو نعيم وأبو موسى بإسنادهما، عن عروة فيمن شهد العقبة من الأنصار، ثم من بني ظفر، واسم ظفر كعب بن الخزرج: رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار بن زيد ابن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، وقد شهد بدرًا. وأخرج أبو نعيم وأبو موسى أيضًا، عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا، من الأنصار، من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف، من بني أمية بن زيد: رفاعة بن عبد المنذر. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: كذا أورده أبو نعيم في ترجمة مفردة، عن أبي لبابة، وتبعه أبو زكرياء بن منده، وإنما فرق بينهما لأن أبا لبابة قيل لم يشهد بدرًا؛ لأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رده من الطريق، لما سار إلى بدر، وأمَّره على المدينة، وضرب له بسهمه، وهذا الرجل الذي في هذه الترجمة ذكر عروة بن الزبير وابن شهاب أنه شهد بدرًا، وهذا يحتمل أن من قال إنه شهد بدرًا أنه أراد حيث ضرب له بسهمه وأجره، فكان كمن شهدها، والله أعلم. قلت: الحق مع أبي موسى، وهما واحد على قول من يجعل اسم أبي لبابة رفاعة، وسياق النسب يدل عليه؛ فإن أبا لبابة رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وهو النسب الذي ذكراه في هذه الترجمة؛ إلا أنهما صحفا زنبر الذي في هذا النسب، وهو بالزاي والنون والباء الموحدة، بدينار، فإن من الناس من يكتب دينارًا بغير ألف، وإذا جعلنا دينارًا بغير ألف زنبرًا صح النسب، وصار واحدًا، فإنه ليس في الترجمتين اختلاف في النسب إلا هذه اللفظة الواحدة. وقال أيضًا أبو نعيم، عن عروة في تسمية من شهد بدرًا من بني ظفر: رفاعة بن عبد المنذر، وساق النسب كما ذكرناه أولًا، وليس فيه ظفر، وذكر ظفر وهم. وقد جعل أبو موسى اسم أبي لبابة: رفاعة. وهو أحد الأقوال في اسمه، وأما ابن الكلبي فقد جعل رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر أخا أبي لبابة، وأخا مبشر بن عبد المنذر، وأن رفاعة ومبشرًا شهدا بدرًا وقاتلا فيها، فسلم رفاعة وقتل مبشر ببدر، وأما أبو لبابة فقال: اسمه بشير، وأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رده من الطريق أميرًا على المدينة. ويصح بهذا القول من جعلهما اثنين، وأن رفاعة شهد بدرًا بنفسه، وأن أخاه أبا لبابة ضرب له رسول الله بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها، وما أحسن قول الكلبي عندي، فإنه يجمع بين الأقوال. ولا شك أن أبا نعيم إنما نقل قوله عن الطبراني، وهو إمام عالم متقن، ويكون قول عروة وابن شهاب إنه شهد بدرًا حقيقة لا مجازًا، بسبب أنه ضرب له بسهمه وأجره. والظاهر من كلام ابن إسحاق موافقة ابن الكلبي، فإنه قال في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، ولا عقب له، وعُبَيد بن أبي عبيد، ثم قال: وزعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب ردهما رسول الله من الطريق، فقد جعل أبا لبابة غير رفاعة؛ مثل الكلبي. هذه رواية يونس. ورواه ابن هشام عن ابن إسحاق فذكر مبشرًا، ورفاعة، وأبا لبابة؛ مثله. وذكره غيرهم وقال: وهم تسعة نفر فكانوا مع مبشر ورفاعة وأبي لبابة تسعة. وهذا مثل قول الكلبي صرح به، فظهر بهذا أن الحق مع أبي نعيم، إلا على قول من يجعل رفاعة اسم أبي لبابة، وهم قليل، وقد تقدم في بشير، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى، وبالجملة فذكر دينار في نسبه وهم. والله أعلم.]] <<من ترجمة رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة "أسد الغابة".>>)) ((رِفَاعَةُ بْنُ زَنْبَرٍ)) ((جَارِية بنُ عَبْد المُنْذر بن زَنْبر؛ قاله ابن منده وقال: قال ابن أبي داود: خارجة بن عبد المنذر؛ روى محمد بن إبراهيم الأسباطي، عن ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جارية بن عبد المنذر أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "يَوْمُ الجُمْعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ"(*) أخرجه الطبراني في الكبير 5/24. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/216. والعجلوني في كشف الخفاء 2/554. وروى ابن أبي داود، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن ابن فضيل، فقال: خارجة بن عبد المنذر، ورواه بكر بن بكار عن عمرو بن ثابت بإسناده، عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وذكر الحديث، قال أبو نعيم: وهو وهم، يعني ذكر جارية، وصوابه رفاعة بن عبد المنذر، والحديث مشهور بأبي لبابة بن عبد المنذر، واسم أبي لبابة: رفاعة، وقيل: بشيرٍ، ولم يقل أحد إن اسمه جارية، أو خارجة إلا ما رواه هذا الواهم عن ابن أبي داود. أخرجه ابن منده)) أسد الغابة. ((رفاعة بن عبد المنذر بن رفاعة بن زَنْبَر بن أُميّة)) الطبقات الكبير. ((أَبو لُبَابة بن عبد المنذر الأنصاريّ‏. قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.‏ اسمه بشير بن عبد المنذر، وكذلك قال ابن هشام وخليفة.‏ وقال أَحمد بن زهير: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان:‏ أبو لبابة اسمه رفاعة بن عبد المنذر. وقال ابن إسحاق:‏ اسمه رفاعة بن المنذر بن زبير بن زيد بن أُمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((رجَّح ابْنُ حِبَّانَ أن اسمه بشير، تبعًا لَجزْم إبراهيم بن المنذر.)) ((خارجة بن عبد المنذر الأنصاري: يقال هو اسم أبي لُبابة. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ. وروى عن العطاردي حدثنا ابن فُضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن خارجة بن عبد المنذر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "سَيّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الجُمعَةِ... " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/115 حديث رقم 1728، ابن أبي شيبة في المصنف 2/149، أحمد في المسند 3/430، الحاكم في المستدرك 1/277 وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي بقوله واستشهد مسلم بابن أبي الزناد وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/216، 218، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21038، 21067، 21069، 21070، 21071 الحديث(*). رواه غيره عن ابن فُضَيل، فقال: عن أبي لُبابة. كذا قال غَيْرُ واحد عن عمرو بن ثابت، وهو المشهور. وقد ذكر عَبْدَانُ عن بعض أصحابه أن اسم أبي لُبابة خارجة بن المنذر؛ ذكره أبو موسى، وقوله: ابن المنذر غلط؛ وإنما هو ابن عبد المنذر باتفاق.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى.)) أسد الغابة.
((أمّه نسيبة بنت زيد بن ضُبيعة بن زيد)) الطبقات الكبير. ((قال ابن إسحاق: اسمه رفاعة، وكذا قال ابن نمير وغيره. وذكر صاحب "الكَشَّافِ" وغيره في تفسير سورة "الأنفال" أنّ اسمه مروان. قال ابن إسحاق: زعموا أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم ردَّ أبا لبابة والحارث بن حاطب بعد أن خرجا معه إلى بَدْر، فأمّر أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهميهما وأَجْرهما مع أصحاب بدر. وكذلك ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وقالوا: كان أحد النقباء ليلة العقبة، ونسبوه ابن عبد المنذر بن زَنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس. ويقال إن رفاعة ومعشرًا أخَوان لأبي لبابة)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((كان لأبي لُبابة من الولد السائب وأمّه زينب بنت خِذام بن خالد بن ثعلبة بن زيد بن عبيد بن أُميّة بن زيد، ولبابة وبها يكنى، تزوّجها زيد بن الخطّاب فولدت له، وأمّها نسيبة بنت فضالة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن أُميّة بن زيد.)) ((كانت له ابنة تُدعى مُليكة تزوّجها عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي وأمّها ظَبْية بنت النعمان بن عامر بن مجمّع بن العطّاف بن ضُبيعة بن زيد.)) ((تُوفّي أبو لُبابة بعد قتل عثمان بن عفّان وقبل قتل عليّ بن أبي طالب وله عقب اليوم.)) الطبقات الكبير. ((قال ابن إسحاق: لم يعقب أبو لبابة.)) أسد الغابة.
((نقيب، شهِد العقَبة وبَدْرًا)) ((قال ابن إسحاق: وزعم قوم أنَّ أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بَدر فرجعهما، وأمّر أبا لبابة على المدنية، وضرب له بسهمه مع أصحاب بَدْرٍ.‏(*) قال ابن هشام‏: ردهما من الرَّوْحَاء‏. قال أبو عمر:‏ قد استخلف رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبا لبابة على المدينة أيضًا حين خرج إلى غزوة السويق،(*) وشهد مع رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم أُحُدًا وما بعدها من المشاهد، وكانت معه رايةُ بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح‏.)) ((روى ابنُ وهب، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر ـــ أنّ أبا لبابة ارتبط بسلسلة رَبُوض ـــ والرّبوض الثقيلة ـــ بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه، فما يكاد يسمع، وكاد أن يذهب بصره، وكانت ابنته تحلُّه إذا حضرت الصّلاة، أو أراد أَنْ يذهب لحاجةٍ، وإذا فرغ أعادته إلى الرّباط، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏"‏لَوْ جَاءَنِي لاسْتَغْفرتُ لَهُ‏"‏‏.(*) قال أبو عمر:‏‏ اختلف في الحال التي أوجبت فِعْلَ أبي لبابة هذا بنفسه. وأَحسَنُ ما قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزّهري، قال:‏ كان أبو لبابة ممن تخلَّف عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم في غَزْوةِ تبوك، فربط نفسه بسارية، وقال:‏ والله لا أَحلُّ نفسي منها، ولا أَذوق طعامًا ولا شرابًا حتى يتوبَ الله عليّ أو أَموت.‏ فمكث سبعة أَيام لا يذوق طعامًا ولا يشرب شرابًا حتى خَرّ مغشيًا عليه، ثم تاب الله عليه، فقيل له: قد تاب الله عليك يا أَبا لبابةََ، فقال: وَالله لَا أَحلّ نفسي حتى يكون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم هو الذي يحلّني.‏ قال:‏ فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فحلّه بيده، ثم قال أَبو لبابةَ‏: يا رسول الله، إنّ مِنْ توبتي أَنْ أَهجُرَ دار قومي التي أَصَبْتُ فيها الذنب، وَأَن أَنخلع من مالي كلّه صدقة إلى الله وَإِلى رسوله، قال:‏ ‏"‏يُجْزِئُكُ يَا أَبَا لُبَابَة الثُّلُثُ‏"(*) ‏‏أخرجه عبد الرزاق حديث رقم 16397، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 17034..)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((شهد رفاعة بن عبد المنذر العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمّد بن إسحاق وأبي معشر ومحمّد بن عمر، وشهد بدرًا وأُحُدًا وقتل يوم أُحُدٍ شهيدًا في شوّال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة)) الطبقات الكبير. ((أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناد عن يونس، عن ابن إِسحاق، فيمن بايع تحت العقبة من الأَوس: "رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبَرِ بن زيد بن أَمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأَوس أَبو لبابة". وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بدرًا، واستخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وبالإِسناد عن ابن إِسحاق قال: "وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لرجال من المهاجرين والأَنصار، ممن غاب عن بدر، بسهمه وأَجره، منهم جماعة قال: وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَبي لبابة بن عبد المنذر بسهمه وأَجره، وكان رسول الله صَلَّى عليه وسلم استخلفه على المدينة، ردّه إِليها من الطريق. ولهذا عدّه الجماعة ممن شهد بدرًا، حيث ردّه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فضرب له بسهمه وأَجره، فهو كمن شهدها))
((ربط نفسه إِلى سَارِية من المسجد بسلسلة، فكانت تَحُلُّه ابنته لحاجة الإِنسان وللصلاة، فتبقى كذلك بضع عَشَرَ ليلة، وقيل: سبعة أَيام، أَو ثمانية أَيام. وكان سبب ذلك أَن بني قرَيْظة لما حَصَرهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ وكانوا حلفاء الأَوس ــ فاستشاروه في أَن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأَشار إِليهم أَنه الذبح، قال: فما بَرحَتْ قدماي حتى عرفت أَني خُنتُ الله ورسوله، فجاءَ وربط نفسه. وقيل: إِنما ربط نفسه لأَنه تخلف في غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أَحُلُّ نفسي ولا أَذوق طعامًا ولا شرابًا حتى يتوبَ الله عَلَيَّ، فمكث سبعة أَيام لا يذوق شيئًا حتى خَرَّ مغشيًا عليه، ثم تاب الله عز وجل عليه. فقيل له: قد تاب الله عليك. فقال: والله لا أَحل نفسي حتى يكون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يحلَّني. فجاءَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فحلّه بيده. وقال أَبو لبابة: يا رسول الله، إن من توبتي أَن أَهجر دار قومي التي أَصبت فيها الذنب، وأَن أَنخلع من مالي كله صدقةً إِلى الله تعالى وإِلى رسوله صَلَّى الله عليه وسلم. قال: "يُجْزِئْكَ يَا أَبَا لُبَابَةَ الثُّلُثُ"(*) أخرجه عبد الرزاق من المصنف (9745).. ورُوِي عن ابن عباس من وجُوه في قوله تعالى: {وَءَاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102]. نزلت في أَبي لُبَابة ونفر معه، سبعة أَو ثمانية أَو تسعة، تخلفوا عن غزوة تبوك، ثم ندموا فتابوا وربطوا أَنفسهم بالسَّواري، وكان عملهم الصالح توبتهم، والسيئُ تخلفهم عن الغزو مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.)) ((هو الذي أرسله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما حصرهم. أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى محمد بن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن معبد بن كعب بن مالك السلمي، قال: ثم بعثوا، يعني بني قريظة إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أنْ ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر، وكانوا حلفاء الأوس، نستشيره في أمرنا، فأرسله رسول الله إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وَجَهَش إليه النساء والصبيان يَبْكُون في وجهه، فَرَقَّ لهم، وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حُكم محمد؟ فقال: نعم. وأشار بيده إلى حلقه، إنه الذبح، قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي ترجفان حين عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ثم انطلق على وجهه، ولم يأت رسول الله حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عُمُده، وقال: لا أبرح مكاني حتى يتوب الله عليَّ مما صنعت، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدًا، فلما بلغ رسول الله خبره، وكان قد استبطأ، قال: "أما لوجاءني لاستغفرت له، فإذْ فعل ما فعل [[ما]] أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه".(*) قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن عبد اللّه بن قُسَيط أنَّ تَوْبَةَ أبي لبابة نزلت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، فقالت: سمعت رسول الله من السَّحَر وهو يضحك، فقلْتُ: ما يضحك؟ أضحك الله سنك. فقال: "تِيبَ عَلَى أَبِي لُبَابَةَ" (*)أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 4/ 17.. فلما خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح أطلقه.)) ((أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناد عن يونس، عن ابن إِسحاق، فيمن بايع تحت العقبة من الأَوس: "رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبَرِ بن زيد بن أَمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأَوس أَبو لبابة". وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بدرًا، واستخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وبالإِسناد عن ابن إِسحاق قال: "وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لرجال من المهاجرين والأَنصار، ممن غاب عن بدر، بسهمه وأَجره، منهم جماعة قال: وضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَبي لبابة بن عبد المنذر بسهمه وأَجره، وكان رسول الله صَلَّى عليه وسلم استخلفه على المدينة، ردّه إِليها من الطريق. ولهذا عدّه الجماعة ممن شهد بدرًا، حيث ردّه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فضرب له بسهمه وأَجره، فهو كمن شهدها)) ((له صحبة، قاله ابن ماكولا.)) أسد الغابة. ((قال ابن إسحاق: وزعم قوم أنَّ أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بَدر فرجعهما، وأمّر أبا لبابة على المدنية، وضرب له بسهمه مع أصحاب بَدْرٍ.‏(*) قال ابن هشام‏: ردهما من الرَّوْحَاء‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه ولداه: السائب، وعبد الرحمن؛ وعبد الله بن عمر بن الخطاب، [[وولده]] سالم بن عبد الله، ونافع مولاه، وعبد الله بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبيد الله بن أبي يزيد، وغيرهم.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه ابن عمر، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو بكر بن عمرو بن حزم، وسعيد بن المسيب، وسَلْمان الأغر، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيرهم.)) ((أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلا المصيصي، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا محمد بن حماد الظهراني، أخبرنا سهل بن عبد الرحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد الله بن عبد الله أبي أويس المديني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة قال: "استسقى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد، فقال رسول الله: "اللَّهُمَّ اسْقِنًا"، فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد وما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اسْقِنًا" في الثالثة "حتى يقوم أبو لبابة عريانًا، فيسد ثعلب مَرْبَده بإزاره"، قال: فاستهلت السماء فمطرت مطرًا شديدًا، وصلى بنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، إن السماء لن تقلع حتى تقوم عريانًا تسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقام أبو لبابة عريانًا فسد ثعلب مَرْبَده بإزاره، قال: فأقلعت السماء".(*))) أسد الغابة.
((قال خليفة: مات بعد مقتل عثمان، ويقال: عاش إلى بعد الخمسين.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال