تسجيل الدخول


عبد الرحمن بن الحارث المخزومي

إبراهيم، وقيل: عبد الرحمن بن الحارث بنِ هِشَامِ القُرَشِي المخزومي، وقيل: كان اسمه إبراهيم، فدخل على عمر بن الخطّاب في ولايته حين أراد أن يغيـّر اسم من يُسَمَّى بأسماء الأنبياء فغيّر اسمه فسمّاه عبد الرحمن فثبت اسمه إلى اليوم.
أَخرجه أَبو عُمَر، وأَبو موسى، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المُغِيرَة أخت خالد، ووَلَدَ عبدُ الرحمن بن الحارث: محمّدًا الأكبر، لا بقيّة له وبه كان يكنى، وأبا بكر وكان يقال له: راهب قريش، وعُمَرَ، وعثمانَ، وعِكْرِمة، وخالدًا، ومحمّدًا الأصغر، وحنَتْمَةَ ولدت لعبد الله بن الزّبير بن العوّام، وأُمَّ حُجَين، وأمَّ حَكيم، وسَوْدةَ، ورَمْلَةَ؛ وأمّهم فاختة بنت عِنَبَةَ بن سُهيل، وعيّاش بن عبد الرحمن، وعبد الله لا بقيّة له، وأبا سَلَمة هلك صغيرًا لا بقيّة له، والحارث هلك لا بقيّة له، وأسماء، وعائشة تَزَوَّجها معاوية بن أبي سفيان، وأمّ سعيد، وأمّ كلثوم، وأمّ الزبير، وأمّهم أمّ الحسن بنت الزّبير بن العوّام وأمّها أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق، والمغيرة بن عبد الرحمن، وعَوْفًا، وزينب، ورَيْطة ولدت لعبد الله بن الزّبير خلف عليها بعد أختها، وفاطمة، وحفصة وأمّهم سُعْدى بنت عوف بن خارجة، والوليد بن عبد الرحمن، وأبا سعيد، وأمّ سلَمة تزوّجها سعيد بن العاص، وقُريبة وأمّهم أمّ رَسَن بنت الحارث بن عبد الله، وسَلَمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله وهشامًا لأمهات أولاد، وزينب ابنة عبد الرحمن، ويقال: بل اسمها مريم، وأمّها مريم ابنة عثمان بن عفّان، وانقرض عقب الحارث بن هشام إِلا من عبد الرحمن.
ومات أبوه الحارث بن هشام في طاعون عَمَواس بالشأم سنة ثماني عشرة فَخَلَف عمر بن الخطّاب على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، فكان عبد الرحمن في حِجر عمر، وكان يقول: ما رأيتُ رَبيبًا خيرًا من عمر بن الخطّاب. قال مُصْعَب الزبيري والواقدي: كان عبدُ الرحمن ابنَ عشْرِ سِنين حين قُبِضَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وكان من فضلاء المسلمين وخيارِهم عِلْمًا ودينًا وعُلُوَّ قَدْر. وهو أحد الفقهاء السبعة مِنْ أهل المدينة، وله رؤية، وكان ممن أَمَرَه عثمان أَن يَكْتُب المصاحف مع زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد اللّه بن الزبير، وكان عبد الرحمن رجلًا شريفًا سخيًّا مَرِيـًّا، وله دار بالمدينة رَبــَّة كبيرة.
قَالَ ابْنُ حِبّان: وُلد في زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين، وَقَالَ الْبَغَوِيّ: روَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولا أحسبه سمع منه. وَذَكَرَهُ البَغَوِيّ وَالطَّبَرَانِيّ في الصحابة، والبخاري وأبو حاتم الرازي في التابعين، وروى عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم تزوج أم سلمة في شوال. وروى عبد الرحمن عن أبيه، وعن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي هُريرة، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم، وروى عنه أولاده: أبو بكر، وعِكرمة، والمغيرة، ومن التابعين أبو قِلاَبة، وهشام بن عَمْرو الفزاري، والشعبي، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وآخرون، وشهد الدار مع عثمان، وجُرِح، وحمل إِلى بيته، فصاح نساؤه، فسمعَ عَمَّار بنُ ياسر أَصواتهن، فأَنشد:

فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ
مُحَجَّرٍ مِنَ
الحَرِّ
في
أَكْبَادِنَا
وَالْتَّحَوُّبِ
يريد أَن أَبا جهل ــ وهو عم عبد الرحمن ــ قتل أُمه سُمَيَّة، وقال أَبو مَعْشَر، عن محمد بن قَيْس: ذكر لعائشة يومُ الجمل، فقالت: والناس يقولون: يومُ الجَمَلِ؟ قالوا لها: نعم، فقالت: وَدِدْتُ أَني لو كنت جلست كما جلس صَوَاحِبي، وكان أَحبَّ إِلي من أَن أَكون وَلَدْتُ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بضع عشرة، كُلهُم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أَو مثل عبد اللّه بن الزبير. وتُوفّي عبد الرحمن بن الحارث في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالمدينة، وهو الشَّريد الذي رثى عمر له، وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وأربعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال