تسجيل الدخول


عبد الله بن زيد الحارثي

1 من 1
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ

(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ بنُ زَيْد بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَبْدِ رَبِّه بنِ زَيْد، من بني جُشم بن الحارث بن الخزرج الأَنصاري الخزرجي الحارثي، يكنى أَبا محمد، قاله أَبو عمر.

وقال عبد اللّه بن محمد الأَنصاري: ليس في آبائه ثعلبة، إِنما هو عبد اللّه بن زيد بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث. وثعلبةُ بن عبد ربه عَمُّ عبد اللّه بنِ زيد، فأَدخلوه في نسبه.

وذلك خطأٌ، وقد نسبه كما ذكرناه ابنُ الكلبي وابن منده وأَبو نعَيم، وأَثبتوا ثعلبة.

شهد عبدُ اللّه العقَبَة، وبدرًا، والمشاهد كُلَّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

وهو الذي أُرِيَ الأَذان في النوم، فأَمر النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بِلالًا أَن يؤذِّن على ما رآه عبد اللّه. وكانت رُؤْياه سنة إِحدى، بعد ما بَنَى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم مسجده.

أَخبرنا إِسماعيل بن علي وغيرُ واحد بإِسنادهم إِلى محمَّد بن عيسى بن سَوْرة قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأُموي، حدثنا أَبي، حدثنا محمد بن إِسحاق عن محمد ابن إِبراهيم بن الحارث التَّيمِيِّ، عن محمد بن عبد اللّه بن زيد عن أَبيه قال: لَمَّا أَصبحنا أَتيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم فأَخبرته بالرؤْيا، فقال: "هَذِِهِ رُؤْيَا حَقٌّ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيْلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ" قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نِدَاءَ بِلَالٍ بِالْصَّلَاةِ، خَرَجَ إِلَى رَسُوْلِ الله صَلَّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُوْلَ الله، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ: فَقَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَذَاكَ أَثبْتُ" (*) أخرجه الترمذي في السنن 1 / 358 ـــ 359 كتاب أبواب الصلاة باب (25) حديث رقم 189 وقال أبو عيسى حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح..

قال محمد بن عيسى: عبد اللّه بن زيد هو ابن عبد رَبِّه، ولا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يَصِحّ إِلا هذا الحديث الواحد، وعبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني له أَحاديث، وهو عم عبَّاد بن تَمِيم.

وقد تقدم عند ذكر "زيد بن ثعلبة" والد "عبد اللّه" الحديث الذي فيه: إِن عبد اللّه ابنه تصدق بماله [[روى عبد العزيز بن محمد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن بشير بن محمد بن عبد اللّه بن زيد، عن عبد اللّه بن زيد الذي أرِيَ الأذان أنه تصدق بمال لم يكن له غيره، كان يعيش به هو وولده، فدفعه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء أبوه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن عبد اللّه بن زيد تصدق بماله وهو الذي كان يعيش فيه. فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد اللّه بن زيد فقال: "إِنَّ الله قَدْ قَبِلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ، وَرَدَّهَا مِيْرَاثًا عَلَى أَبَوَيْكَ".(*) قال بشير: فتوارثناها أخرجه الدارقطني في السنن 4/ 200 والحاكم في المستدرك 4/ 348 وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 236 والهندي في كنز العمال حديث رقم 30711..

ورواه يحيى القطان، عن عبيد اللّه عن بشير فقال: فجاء أبوه، أو جده زيد.]] <<من ترجمة زَيْد بْن ثَعْلَبَةَ "أسد الغابة".>>.

أَخرجه الثلاثة.

قلت: قولُ أَبي عمر في نسبه: "إِنه من بني جُشَم بن الحارث بن الخزرج". وَهْم منه، وإِنما هو من بني زيد بن الحارث بن الخزرج؛ قال ابن إِسحاق ـــ فيمن شهد العقبة ـــ قال: وعبد اللّه بن رَوَاحة. ثم قال: وعبد اللّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث بن الخزرج. وقال فيمن شهد بدرًا: و من بني جُشم بن الحَارث بن الخزرج، وزيد ابن الحارث بن الخزرج، وهما التوأَمان: خُبَيب بن إِساف بن عِنْبة بن عمرو بن خدِيج بن عامر بن جُشم، وعبد اللّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد رَبِّه بن زيد بن الحارث بن الخزرج.

ومثله نسبه ابن الكلبي، فبان بهذا أَنه ليس من بني جُشَم، وإِنما دخل الوهم عليه أَنه رأَى ابن إِسحاق قد قال: "ومن بني جُشَم بن الحارث وزيد بن الحارث: خُبَيْب". ونسبه إِلى جشم، ثم قال: "وعبد اللّه بن زيد". فظنه من جشم أَيضًا، ولو استقصى النظر لعلم أَنه من "زيد" لا من "جشم"، والله أَعلم. وقد ذكر أَبو عُمَر، عن عبد اللّه بن محمد الأَنصاري النسبَ الذي ذكرناه أَول الترجمة إِلى "زيد" إِنما أَسقط من نسبه "ثعلبة".
(< جـ3/ص 248>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال