تسجيل الدخول


عبد الله بن زيد الحارثي

عبد الله بن ثعلبة، وقيل: ابن زيد بن عبد ربه الأَنصاري الخزرجي الحارثي، رائي الأذان، وقيل: من بني جُشم:
يكنى أَبا محمد، وكان لعبد الله بن زيد من الولد محمد؛ وأمّه سَعْدة بنت كُليب بن يساف، وهي ابنة أخي خُبيب بن يساف، وأمّ حميد؛ وأمّها من أهل اليمن، ولعبد الله بن زيد عقب بالمدينة، وهم قليل، وكان رجلًا ليس بالقصير ولا بالطويل.
شهد عبد الله العَقَبة مع السبعين من الأنصار، وشهد بدرَا، وأُحُدًا، والخندق، والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح، وشهد عبد الله بن زيد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عند المَنْحَر ومعه رجل من الأنصار وقسم رسول الله ضحايا فلم يصبه ولا صاحبَه شيء فحلق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه فقسم منه على رجال وقلَّم أظفاره فأعطاه وصاحبه. قال محمّد بن عمر: وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربيّة قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلًا.
له أَحاديث، وروى عنه سعيد بن السيّب، وعبد الرَّحمن بن أبي ليلى، وابنه محمد بن عبد الله بن زيد. وهو الذي أُرِيَ الأَذان في النوم، وكانت رُؤْياه سنة في السنة الأولى من الهجرة، بعد ما بَنَى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم مسجده، قال عبد اللّه بن زيد: لَمَّا أَصبحنا أَتيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم فأَخبرته بالرؤْيا، فقال: "هَذِِهِ رُؤْيَا حَقٌّ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيْلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ" قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نِدَاءَ بِلَالٍ بِالْصَّلَاةِ، خَرَجَ إِلَى رَسُوْلِ الله صَلَّى الله عليه وسلم وَهُوَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُوْلَ الله، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي قَالَ: فَقَالَ رَسُوْلُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَذَاكَ أَثبْتُ" (*)أخرجه الترمذي في السنن 1 / 358 ـــ 359 كتاب أبواب الصلاة باب (25) حديث رقم 189 وقال أبو عيسى حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح.. قال محمد بن عيسى: عبد اللّه بن زيد هو ابن عبد رَبِّه، ولا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يَصِحّ إِلا هذا الحديث الواحد، وعبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني عم عبَّاد بن تَمِيم.
روي عن عبد اللّه بن زيد أنه تصدق بمال لم يكن له غيره، كان يعيش به هو وولده، فدفعه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء أبوه، أو جده زيد إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن عبد اللّه بن زيد تصدق بماله وهو الذي كان يعيش فيه، فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عبد اللّه بن زيد فقال: "إِنَّ الله قَدْ قَبِلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ، وَرَدَّهَا مِيْرَاثًا عَلَى أَبَوَيْكَ"(*)، قال بشير: فتوارثناها أخرجه الدارقطني في السنن 4/ 200 والحاكم في المستدرك 4/ 348 وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 236 والهندي في كنز العمال حديث رقم 30711.. قَالَ التّرْمِذِيُّ: لا نعرف له عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا يصحُّ إلا هذا الحديث الواحد. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا نعرف له شيئًا يصح غيره، وأطلق غَيْرُ واحد أنه ليس له غيره، وهو خطأ، فقد جاءت عنه عدةُ أحاديث ستة أو سبعة، وجَزَمَ البَغَوِيُّ بأن ما له غير حديث الأذان، وحديثه عند التّرمذي، وصحَّحه. وفي النّسائي له حديثٌ: أنه تصدق على أبويه ثم توضّأ.
قال محمد بن عبد الله بن زيد: توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة، سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابنُ أربع وستين، وصلَّى عليه عثمان، وَقَالَ الحَاكِمُ: "الصحيح أنه قُتل بأُحد، فالرواياتُ كلها منقطعة، وَخَالَفَ ذَلِكَ في "المُسْتدْرَكِ"، وفي "الحلية"، قال: دخلَتْ ابنةُ عبد الله بن زيد بن ثعلبة على عُمر بن عبد العزيز فقالت: أنا ابنة عبد الله بن زيد شهِد أَبي بدرًا وقُتل بأحد، فقال: سَلِيني ما شئت فأعطاها.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال