1 من 2
إباية بن أثال، أبو أُمامة الحنفي ــــ كذا سماه ابن الطلاع في أحكامه، وعزَاه "للمدوّنة" وغيرها؛ وهو تصحيف؛ وإنما هو ثمامة، كما سيأتي.
(< جـ1/ص 364>)
2 من 2
ثُمَامة بن أُثال بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي، أبو أمامة اليماميّ.
حديثه في البُخَارِيِّ من طريق سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة، قال: بعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم خيلًا قِبَل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثُمَامة بن أثال، فربطوه بسارية من سوَارِي المسجد، فخرج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "أطْلِقُوا ثُمَامَةَ"، فانطلق إلى نَخْل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: "أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدًا رسُول الله".(*)
وأخرجه أيضًا مطوّلًا، ورواه ابْنُ إسْحَاقَ في "المَغَازِي"، عن سعيد المَقْبُري مطولًا، وأوله أن ثمامة كان عرض لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأراد قتله، فدعا رسول الله صَلَّّى الله عليه وسلم رَبّه أن يمكنه منه، فلما أسلم قدم مكة مُعْتَمِرًا، فقال: "والَّذِي نَفْسِي بَيِدِهِ لا تَأتِيكُمْ حَبَّةٌ مِنَ اليَمَامَةِ ـــ وكانت رِيفَ أهل مكة ـــ حتَّى يَأذَنِ فِيهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم".(*) ورواه الحُمَيْدِيُّ عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة.
وذكر أيضًا ابْنُ إسْحَاقَ أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومَنْ أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحَضْرَميّ، فقاتل معه المرتدين من أهل البَحْرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حُلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة. فظنوا أنه هو الذي قتله وسلبه فقتلوه.
وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي [[عامر: بن سلمة بن عبيد بن ثعلبة الحنفيّ، عم ثُمَامة بن آثَال اليماميّ.
ذكر الوَاقديُّ أنه أسلم، فروى بسندٍ له عن أبي بكر بن سُليمان بن أبي خيثمة، قال: بعث رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم العلاء بن الحضْرَمي إلى المنذر بن ساوى في رجَب سنة تسع، فأسلم المنذر ورجع العلاء فمرَّ باليمامة، فقال له ثمامةُ بن آثال: أنتَ رسولُ محمد؟ قال: نعم. قال: لا تصل إليه أبدًا. فقال له عمه عامر: مالك وللرجل؟ قال: فقال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اهْدِ عَامِرًا وأمْكِّني مِنْ ثُمَامَةَ".(*) أورده الزيلعي في نصب الراية 3/392 وعزاه للبيهقي في دلائل النبوة في آخر حديث الإفك فأسلم عامر وأسِر ثمامة.]] <<من ترجمة عامر بن سلمة بن عبيد "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.
وروى ابْنُ مَنْدَه من طريق عِلبَاء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]. وإسناده حسن.
وذكر وَثِيمَةُ له مقامًا حسنًا في الردة، وأنشد له في الإنكار على بني حنيفة أبياتًا منها:
أهمُّ بِتَرْكِ القَــــــــــــــــــوْلِ ثُمَّ يَرُدُّني إلَى القَول إنْعَامُ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
شَكَرْتُ لَهُ فَكِّي مِنَ الغلِّ بَعْدَمَا رَأيْتُ خَيَالًا مِنْ حُسَامٍ مُهَنَّدِ
[الطويل]
(< جـ1/ص 525>)