تسجيل الدخول


أبو العالية الرياحي

((أبو العالية الرِّياحي: بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة، مولاهم. اسمه رفيع، بفاء ثم مهملة مصغرًا ابن مهران.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قيل: اسمه زياد بن فيروز، مولى بني رياح، قاله أبو نعيم. قال أبو خلدة خالد بن دينار: سألت أبا العالية الرياحي: "أدركت النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين، أو ثلاث". أخرجه ابن منده وأبو نعيم. قلت: قوله إن اسم أبي العالية زياد، وهم منه، إنما زياد بن فيروز آخر، وهما من كبار التابعين، وكنيته أيضًا أبو العالية، وهو البراء، وهو غير أبي العالية الرياحي، والله أعلم.)) أسد الغابة.
((أعتقته امرأة من بني رِيَاح سائبةً. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن شعيب بن الحَبْحَاب قال: قال أبو العالية: اشترتني امرأة فأرادت أن تعتقني، فقال لها بنو عمّها: تُعْتِقينه فيذهب إلى الكوفة فينقطع، قال: فأتت بي مكانًا في المسجد لو شئت أقمتك عليه، فقالت: أنت سائبة، قال: فأوصى أبو العالية بماله كلّه. قال: أخبرنا حَجّاج بن نُصَير قال: حدّثنا أبو خَلْدَة عن أبي العالية قال: ما تركت من ذهبٍ أو فضّةٍ أو مالٍ فثُلْثه في سبيل الله، وثلثه في أهل النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وثلثه في فقراء المسلمين، وأعطوا حقّ امرأتي قال أبو خلدة: فقلت له: يسعك هذا فأين مَواليك؟ قال: سأحدّثك حديثي، إنـي كنتُ مملوكًا لأعرابيّة مُذْكَرَة فاستقبلتني يوم الجمعة فقالت: أين تنطلق يا لُكَع؟ قلتُ: أنطلق إلى المسجد، فقالت: أيّ المساجد؟ قلت: المسجد الجامع، قالت: انطلق يالكع، قال: فذهبت أتبعها حتّى دخلت المسجد، فوافقنا الإمام على المنبر فقبضت على يدي فقالت: اللهمّ اْذْخَرْهُ عندك ذخيرةً، اشهدوا يا أهل المسجد إنـّه سائبة لله ليس لأحد عليه سبيل إلا سبيل معروف، قال: فتركتني وذهبت، قال: فما تراءينا بعدُ، قال أبو العالية: والسائبة يضع نفسه حيث يشاء. قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم ويحيَى بن خُلَيف قالا: حدّثنا أبو خلدة قال: سمعتُ أبا العالية يقول: كنّا عبيدًا مملوكين، منّا من يؤدّي الضرائب ومنـّا من يخدم أهله فكنـّا نختم كلّ ليلة مرّة، فشقّ ذلك علينا فجعلنا نختم كلّ ليلتين مرّة، فشقّ ذلك علينا فجعلنا نختم كلّ ثلاث ليالٍ مرّة، فشقّ علينا حتّى شكا بعضنا إلى بعض فلقينا أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فعلّمونا أن نختم كلّ جمعة أو قال: كلّ سبْع فصلّينا ونمنا ولم يشقّ علينا. قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي العالية قال: قرأتُ المحْكَم بعد وفاة نبيكّم بعشر سنين، فقد أنعم الله عليّ بنعمتين لا أدري أيّتهما أفضل، أن هداني للإسلام، أم لم يجعلني حَرُوريًّا قال: أخبرنا يحيَى بن خُلَيف بن عُقبة قال: أخبرنا أبو خَلْدَة قال: قال أبو العالية: كنت مملوكًا أخدم أهلي فتعلّمت القرآن ظاهرًا والكتابة العربيّة.)) ((قال: أخبرنا يحيَى بن خليف قال: حدّثنا أبو خلدة قال: أعتق أبو العالية غلامًا له فكتب: هذا ما أعتق رجل من المسلمين، أعتق غلامًا شابًّا سائبةً لوجه الله، فليس لأحد عليه سبيلٌ إلا السبيل المعروف. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدة عن أبي العالية قال: ما مسستُ ذَكَري بيميني مذ ستّين أو سبعين سنة. قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسيّ قال: حدّثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي العالية قال: ما أدري أيّ النعمتين أفضل عليّ، أن هداني للإسلام، أو لم يجعلني حَرُوريـًّا. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا سَلّام بن مِسْكين قال: حدّثنا محمّد بن واسع عن أبي العالية الرياحيّ قال: ما أدري أيّ النعمتين عليّ أفضل، إذ أنقذني الله من الشرّ وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ أنقذني من الحَروريـّة.)) ((قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: دخلت على ابن عبّاس وهو أمير البصرة فناولني يده حتّى استويتُ معه على السرير، فقال رجل من بني تميم: إنـّه مولى، قال: وعلي قميص ورداء وعمامة بخمسة عشر درهمًا، قال: قلت: كيف كنت تصنع؟ قال: كنت أشتري كِرْباسة رازيـّةً باثني عشر درهمًا فأجعل منها قميصًا وعمامةً وكان يجزيني إزار ثلاثة دراهم ألبسه تحت القميص، غير أني كنتُ أستجيد الرداء يبلغ العشرين والثلاثين. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: رأيتُ على أبي العالية سراويل، قال: قلتُ: ما لك وللسراويل في البيت؟ قال: هو من ثياب الرجال وهو أستر. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو خلدة قال: سمعت أبا العالية يقول: لو مررتُ بباب صرّاف أو عشّار ما شربتُ من مائه. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدّثنا حماد بن زيد عن شُعيب بن الحَبْحَاب قال: كان أبو العالية يجيء فيقول أطعمونا من طعام البيت ولا تكلّفوا أن تشتروا لنا شيئًا. قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو خَلْدَة قال: سمعتُ أبا العالية يقول: زارني عبد الكريم أبو أُميّة وعليه ثياب صوف فقلت له: هذا زيّ الرهبان، إنّ المسلمين إذا تزاوروا تجمّلوا. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا المهاجر أبو مَخْلَد عن أبي العالية قال: صلّيت أول يوم فَعَلَهُ الحجّاج ـ يعني تأخير صلاة الجمعة ـ قاعدًا تلقاء وجهه فعمّاه الله عني، ولقد صلّيت خلفه حتّى لقد خفتُ الله، ولقد تركتُ الصلاة خلفه حتّى لقد خفتُ الله. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن المهاجر أبي مَخْلَد قال: سمعتُ أبا العالية يقول: إذا سمعتم الرجل يقول: إنـّي أحبّ في الله وأبغض في الله، فلا تقتدوا به. قال: أخبرنا المِنْهال بن بَحْر القُشَيْريّ قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: كنتُ عند أبي العالية قاعدًا إذ جاء غلام له بمنديل فيه سُكّر مختوم ففضّ الخاتم وأعطاه عشر سكّرات وقال: لو خانني لم يخني بأكثر من هذا. أُمِرْنا أن نختم على الرسول والخادم لكي لا نظنّ بهم ظنًّا سيّئًا. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خلدة قال: اشتريتُ لأبي العالية غلامًا فلم يشتره حتّى اشترط عليه أبو العالية أن يزيد في ضريبته درهمين ففعل. قال: أخبرنا يحيَى بن خُلَيف قال: حدَثنا أبو خَلْدَة قال: قال أبو العالية: كنـّا نرى من أعظم الذنب أن يتعلّم الرجل القرآن ثمّ ينام حتّى ينساه، لا يقرأ منه شيئًا. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: دخلتُ على أبي العالية فقرّب إلي طعامًا فيه بقل فقال: كُلْ فإنّ هذا ليس من البقل الّذي نخاف أن يكون فيه شيء، هذا أرسل به أخي أنس بن مالك من بستانه، قلت: وما شأن البقل؟ فقال: إنّ البقل ينبت في منبت خبيث تعلم ما هو، قال: قلتُ: وما هو؟ قال: الخرء والبول والحائض. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف وعفّان بن مسلم بن إبراهيم قالا: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: أعتق أبو العالية جاريةً له ثمّ تزوّجها، قال: فسألتها كيف كان أبو العالية يؤدّي صدقة الفطر؟ قالت: كان يعطي عن نفسه قفيزًا وعنـّا مكّوكين مَكوكين. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: كان أبو العالية يبعث بصدقة ماله إلى المدينة فيدفع إلى أهل بيت النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فيضعونها مواضعها. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: كان كفن أبي العالية عند بكر ابن عبد الله قميص مكفوف مزرور وكان يلبسه كلّ ليلة أربع وعشرين، ومن الغد من رمضان ثمّ يردّه. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: رأيتُ أبا العالية يسجد على وسادةِ وهو جالس على فراش وهو مريض. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: شهدت أبا العالية أوصى في مرضه وكانت له دراهم عند رجلٍ يقال له الحسن فقال: اشتروا بها جزيرة، إني أكره أن أدعها دراهم. قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: أوصى أبو العالية سبع عشرة مرة وهو صحيح، ووقّت فيها أجلًا فكان إذا جاء الأجل كان فيما أوصى به إن شاء أمضاه وإن شاء ردّه. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن شُعَيب بن الحَبْحَاب قال: كانت لأبي العالية كُمّة مبطّنة بجلود الثعالب فكان إذا صلّى جعلها في كُمّه.)) الطبقات الكبير. ((مشهور في التابعين. له إدراك. يقال: إنه دخل على أبي بكر وصلَّى خلف عمر. وأخرج أَبُو أَحْمَدَ الحاكم مِنْ طريق أبي خَلْدة، قال: قلت لأبي العالية: أدركتَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، جئتُ بعده بسنتين أو ثلاث. وروى قَتَادَةُ عنه، قال: قرأت القرآن بعد نَبِيّكم بعشر سنين. وروى ابْنُ المَدِينِيّ، مِنْ طريق حَفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن على عَهْد عمر ثلاث مرات. وروى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ من طريق عاصم قال: قلت لأبي العالية؛ مَنْ أكبر مَنْ رأيت؟ قال: أبو أيوب، غير أني لم آخذ عنه شيئًا. إسناده صحيح، وبَينَه وبين الذي قبله مغايرة ظاهرة، وإسناد الآخر صحيح. فالله أعلم. وقال العِجْلِيُّ: هو من كبار التّابعين.))
((قال الآجريّ عن أبي داود: ذهب عِلْمُ أبي العالية لم يكن له رُواة. انتهى. وقد روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، ومحمد وحفصة ابنا سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البُنَانيّ، وقتادة، ومنصور بن زاذان وآخرون؛ فكأن أَبا دَاوُدَ أرادَ مَنْ نقل عنه الفِقْهَ أو التّفسير. وقد وثَقه العِجْلِيّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وغيرهما. وأما ما نقل عن الشافعيّ أنه قال حديث الرياحي رياح، فإنما أراد حديثًا خاصًّا وهو حديث القهقهة، كما نبه عليه ابن عديّ؛ ثم قال: وسائر أحاديثه مستقيمة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: وقال حجّاج: قال شعبة: قد أدرك رُفيع عليّا ولم يسمع منه، وقال غيره: قد سمع من عمر وأُبَيّ بن كعب وغيرهما من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان ثقةً كثير الحديث.)) الطبقات الكبير. ((قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: حدّثنا أبو خَلْدَة عن أبي العالية قال: كنـّا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم نرض حتّى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: حدّثني أبو العالية قال: أكثر ما سمعت من عمر يقول: اللّهمّ عافنا واعفُ عنا.)) الطبقات الكبير. ((قد أرسل أَبُو العَالِيَةِ عن كثير من الصحابة؛ منهم ابن مسعود، وأبو ذَر، وحذيفة، وعلي. وروى عن أَبِي مُوسَى، وأبي أيوب، وثَوْبان، ورافع بن خَدِيج، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال: حدّثنا يحيَى بن خُليف قال: حدّثنا أبو خَلْدة قال: قال أبو العالية: لمّا كان زمن عليّ، عليه السلام، ومعاوية وإني لشابّ القتال أحبّ إليّ من الطّعام الطيّب، فتجهّزتُ بجهاز حسن حتّى أتيتهم فإذا صَفّان لا يُرى طرفاهما إذا كبـَّر هؤلاء كبـَّر هؤلاء وإذا هَلَّلَ هؤلاء هَلَّل هؤلاء، قال: فراجعت نفسي فقلت: أيّ الفريقين أنزله كافرًا، وأيّ الفريقين أنزله مؤمنًا؟ أوَمَنْ أكرهني على هذا؟ فما أمسيت حتّى رجعت وتركتهم.)) الطبقات الكبير.
((قال أَبُو خَلْدَةَ: مات سنة تسعين. وقيل سنة ثلاث وتسعين. وقال المدائني: سنة ست وتسعين. وقال أبو عمر الضرير: مات سنة ثمان وتسعين، وبه جزم ابن حبان.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمَة قال: حدّثنا عاصم الأحول أنّ أبا العالية أوصى مورّقًا العِجْليّ أن يَجْعَلَ في قبره جريدةً أو جريدتين. قال: أخبرنا عُبيد الله بن محمّد بن حفص التيميّ قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة عن عاصم الأحْول أنّ أبا العالية أوصى إلى مُوَرّق العِجْليّ وأمره أن يضع في قبره جريدتين. قال مورّق: وأوصى بُرَيْدة الأسلميّ أن توضع في قبره جريدتان ومات بأدنى خراسان فلم توجدا إلا في جوالق حمّار فلمّا وضعوه في قبره وضعوهما في قبره. قال: وقال عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: حدّثنا أبو خَلْدَة أنّ أبا العالية مات يوم الاثنين في شوّال سنة تسعين.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال