1 من 2
رُفَيع بن مهران: بالتصغير، أبو العالية الرياحيّ ــ بالتحتانية مشهور في التابعين. له إدراك.
يقال: إنه دخل على أبي بكر وصلَّى خلف عمر.
وأخرج أَبُو أَحْمَدَ الحاكم مِنْ طريق أبي خَلْدة، قال: قلت لأبي العالية: أدركتَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، جئتُ بعده بسنتين أو ثلاث.
وروى قَتَادَةُ عنه، قال: قرأت القرآن بعد نَبِيّكم بعشر سنين.
وروى ابْنُ المَدِينِيّ، مِنْ طريق حَفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن على عَهْد عمر ثلاث مرات.
وروى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ من طريق عاصم قال: قلت لأبي العالية؛ مَنْ أكبر مَنْ رأيت؟ قال: أبو أيوب، غير أني لم آخذ عنه شيئًا. إسناده صحيح، وبَينَه وبين الذي قبله مغايرة ظاهرة، وإسناد الآخر صحيح. فالله أعلم.
وقال العِجْلِيُّ: هو من كبار التّابعين. وقال الآجريّ عن أبي داود: ذهب عِلْمُ أبي العالية لم يكن له رُواة. انتهى.
وقد روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، ومحمد وحفصة ابنا سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البُنَانيّ، وقتادة، ومنصور بن زاذان وآخرون؛ فكأن أَبا دَاوُدَ أرادَ مَنْ نقل عنه الفِقْهَ أو التّفسير.
وقد وثَقه العِجْلِيّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وغيرهما. وأما ما نقل عن الشافعيّ أنه قال حديث الرياحي رياح، فإنما أراد حديثًا خاصًّا وهو حديث القهقهة، كما نبه عليه ابن عديّ؛ ثم قال: وسائر أحاديثه مستقيمة. قالوا: مات سنة تسعين، وقيل بعدها بثلاث وقيل سنة ست ومائة. والأولُ أقوى.
(< جـ2/ص 427>)
2 من 2
أبو العالية الرِّياحي: بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة، مولاهم. اسمه رفيع، بفاء ثم مهملة مصغرًا ابن مهران.
أدرك الجاهلية، ويقال: إنه قدم في خلافة أبي بكر، ودخل عليه؛ فذكر البخاري في تاريخه، مِن طريق مسلم بن قتيبة، عن أبي خلدة؛ قال: سألت أبا العالية: هل رأيتَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: أسلمت في عامين من بعد موته(*).
وأخرج الحَاكِمُ من طريق علي بن نصر الجهني، عن أبي خَلدة؛ قال: سألت أبا العالية: أدركْتَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: لا، جئتُ بعده بسنتين أو ثلاثة. ورأيت في كتاب أوهام أبي نعيم في كتابه في الصحابة للحافظ عبد الغني المقدسي ـــ أن أبا نعيم ذكر أبا العالية الرِّياحي في الصحابة، وخلط في ترجمته شيئًا من ترجمة أبي العالية البراء.(*)
وقد أرسل أَبُو العَالِيَةِ عن كثير من الصحابة؛ منهم ابن مسعود، وأبو ذَر، وحذيفة، وعلي.
وروى عن أَبِي مُوسَى، وأبي أيوب، وثَوْبان، ورافع بن خَدِيج، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم.
روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وابن سِيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد الله المزني، وقتادة، وثابت، وحُميد بن هلال، ومنصور بن زاذان، وآخرون.
ويقال: إنه دخل على أبي بكر وصَلّى خلف عمر. قال ابن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن مِنْ أبي العالية، وبعده سعيد بن جُبير. وقال النضر بن شُمَيل، عن شعبة، عن عاصم: قلت لأبي العالية: مَنْ أكبر مَنْ رأيت؟ قال: أبو أيوب. وقال العجلي: تابعي ثقة من كبار التابعين.
قال أَبُو خَلْدَةَ: مات سنة تسعين. وقيل سنة ثلاث وتسعين. وقال المدائني: سنة ست وتسعين. وقال أبو عمر الضرير: مات سنة ثمان وتسعين، وبه جزم ابن حبان.
(< جـ7/ص 247>)