تسجيل الدخول


ذو يزن الرهاوي

مالك بن مُرَارة، ويقال: ابن فزارة، ويقال: ابن مرة، ويقال: ابن مزرد الرَّهَاوي، وقيل: الرُهاوي، وقيل: الهمداني.
منسوب إلى رَهَاء بن مُنبه، أو ابن يزيد بن حَرْب، من بني سَهْم، أو سُهيم بن عبد الله بن رُهَا، وولد عبد اللّه بن رَهَاء طابخة وواهبًا وسهمًا، رهط مالك بن مرارة. وقال عبد الغني وابن ماكولا: هم قبيلة من مذحج.
قَالَ الْبَغَوِيُّ: سكن الشام. قال عبد الغني بن سعيد: له صحبة. وفد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في وفد همدان مع مالك بن عبادة، وعقبة بن عمر، وأسلموا. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب في معرفة الأصحاب": ليس مالك بن مرارة هذا مشهور في الصّحابة. بعث زُرْعَةُ ذا يَزَن ــ وهو مالك بن مرارة هذا ــ إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقدم بكتاب ملوك حمير على النبي صَلَّى الله عليه وسلم مَقْدَمَه من تبوك بإسلام الحارث بن عبد كُلال، ونعيم بن عبد كُلال، والنعمان قيل ذي رعيس وهمدان ومعافر ومفارقهم الشرك وأهله، فكتب النبي صَلَّى الله عليه وسلم مع ذي يزن: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، فَلَقِيْنَا بِالمَدِينَةِ، فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ، وَخَبَّرَ مَا قِبَلِكُمْ وَانْبَأنَا بِإِسْلَامِكُمْ وَقَتْلِكُمُ المُشْرِكِينَ، وَأَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ قَدْ هَدَاكُمْ بِهِدَايَتِهِ إِنْ أَصْلَحْتُمْ وَأَطَعْتُمُ الله وَرَسُولَهُ، وَأَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَعْطَيُتُمْ مِنَ المَغَانِمِ خُمُسَ الله تَعَالَى، وَسَهْمَ نَبِيِّهِ وَصَفِيَّهِ"،(*)، وفيه: "فإذا جاءكم رسلي فآمرُكم بهم خيرًا: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبدة، وعقبة بن مر، ومالك بن مزرد، وأصحابهم"، وأمرهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم أن يجمعوا الصدقة والجزية فيدفعوها إلى معاذ بن جبل ومالك بن مُرارة، وأخرج الطَّبَرَانِي من طريق خالد بن سعيد، عن أبيه، عن جده عمير؛ قال: جاءنا كتابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من محمد رسول الله إلى عمير ذي مرّان؛ ومَنْ أَسْلم من همدان سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإنه بلغنا إسلامُكم مقدمنا من الروم..." فذكر بقية الكتاب، وفيه: "وإن مالك بن مُزرد الرّهاوي قد حدّثني أنكَ قد أسلمت مِن أول حمير، وأنك قاتلتَ المشركين، فأبشر بخير، وآمرك بحمير خيرًا فلا تحزنوا ولا تجادلوا؛ وإن مالكًا قد بلَّغ الخبر، وحفظ الغيب؛ فآمرك به خيرًا، وسلام عليكم"(*)، وأخرج البَغَوِيُّ من طريق مجالد بن سعيد؛ قال: لما انصرف مالك بنُ مرارة الرهاوي إلى قومه كتب معه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أوصيكم به خيرًا، فإنه منظور إليه"(*)، فجَمَعتْ له هَمْدانُ ثلاثَ عشرة ناقة وستة وسبعين بَعِيرًا.
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: وليس بالكوفة والبصرة رهاوي ولا عنسي، وهم باليمن والشام كثير. روى حميد بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود قال: أَتيتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم وعنده مالك بن مرارة الرّهاوي(*). وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده، والبغوي عن مالك بن مُرَارة الرهاوي أنه قال: سمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِثْقَال حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مِثْقَال حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمانٍ"، فقلت: يا رسول الله، إني لأحبُّ أن ينقى ثوبي، ويطيب طعامي، وتحسن زَوْجتي، ويجمل مركبي؛ أفَمِن الكبر ذاك؟ قال: "لَيْسَ ذَاكَ بِالكبرِ؛ إِنِّي أَعُوذُ باللهِ مِنَ البُؤسِ وَالتَّبَاؤُسِ؛ الْكِبْرُ مَنْ بَطرَ الحَقَّ، وَغَمصَ النَّاسَ"(*)، بمعنى يزدريهم. أخرج أبو يعلى عن عبد الله بن مسعود، قال: فأتيته ـــ يعني النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ــ وعنده مالك الرهاوي، فأدركتُ من آخر حديثهم، وهو يقول: يا أيها الرسول، إني امرؤ قسم لي من الجمال ما قد تَرَى، فما أحبُّ أنّ أحدًا فضّلني بِشراكين فما فوقهما؛ أفمن البغي هو؟ قال: "لَا، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وغَمصَ النَّاسَ"(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال