تسجيل الدخول


رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمّها خَديجة بنت خُوَيْلِد بن أَسَد، وقيل أَنَّ زينب أَكْبَرُ بناته صَلَّى الله عليه وسلم، واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب، وكانت رُقَيَّة تحت عُتْبَة بن أبي لَهَب، وكانت أُختها أمّ كلثوم تحت عُتَيْبَة بن أبي لهب، فلما نزلت: ‏}تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ {قال لهما أبوهما أبو لهب، وأُمهما حَمّالة الحطب: فارقَا ابنتي محمد، وقال أبو لهب: رأسي مِنْ رأسيكما حرام إنْ لم تفارِقَا ابنتي محمد، ففارَقاهُما، قال ابن شهاب: فتزوّجَ عثمان بن عفان رُقَيَّة بمكّة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا، وكانت في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطًا، ثمّ ولدت له بعد ذلك ابنًا فسمّاه عبد الله، فكان يُكْنَى به، وكان عثمان يُكْنَى في الجاهليّة أبا عبد الله، فلما كان الإسلام ووُلد له من رُقَيَّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم غلامٌ سَمَّاه عبد الله، واكتنى به، فبلغ الغلام ستّ سنين، وقيل: سنتين، فنقر عينه ديك فتوَرَّم وَجْهُه، ومرض ومات، وقال غيره: تُوفّي عبد الله بن عثمان من رُقَية بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وهو ابْنُ ستّ سنين، وصلَّى عليه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونزل في حُفْرَته أبوه عثمان رضي الله عنهما، ولم تلد له شيئًا بعد ذلك، وهاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يختلفوا أَنَّ عثمان إنما تزوّج أم كلثوم بعد رقيّة، وهذا يشهد لصحَّةِ قول مَنْ قال: إنّ رقيّة أكبرُ من أم كلثوم، وفي الحديث الصّحيح، وتأيَّم عثمان من رُقَية بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وتأيَّمَتْ حفصةُ من زوجها، فمَّر عمر بعثمان فقال له: هل لك في حَفْصة، وكان عثمانُ قد سمع رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يَذْكُرُها، فلم يجبه؛ فذكر ذلك عمر للنّبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلكَ؟ أتزوَّجُ أَنَّا حَفْصَة، وأُزَوّج عُثْمَانَ خَيْرًا مِنْهَا أُمُّ كُلْثُومٍ"! هذا .
وأسلمت رقية حين أسلمت أمّها خديجة بنت خُوَيلد، وبايعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هي وأخواتها حين بايعه النساء. وخرج عثمان مهاجرًا إلى أرض الحبشة، ومعه زوجه رُقَيَّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فاحتبس خَبَرُهم عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فكان يخرج فيسأل عن أخبارهما، فجاءته امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "صَحِبَهُمَا الله، إِنَّ عُثْمَانَ أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ".
وفي وفاة رقية فالصَّحيحُ في ذلك أنَّ عثمان تخلَّفَ عليها بأَمْر رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم وهي مريضةٌ في حين خروج رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى بدْر، فتوفّيت ورسول الله ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله، وقدم زيد بن حارثة من بدر بشيرًا فدخل المدينة حين سوّي التراب على رقيّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولما ماتت رقيّة بنت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "الحقي بسَلَفِنا عثمان بن مَظْعُون". فبكَت النساء على رقيّة فجاء عمر بن الخطّاب فجعل يضربهنّ بسوطه، فأخذ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بيده ثمّ قال:"دعهنّ يا عمر يُبْكِينَ". ثمّ قال: "إبكين وإيّاكُنّ ونَعِيقَ الشيطان، فإنّه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"، فقعدت فاطمةُ على شَفِير القبر إلى جنب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فجعلت تبكي، فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يَمْسَحُ الدَّمْعَ عن عَينها بطرف ثوبه.
وقيل أنّ رُقَيّة تُوُفِّيتْ ورسول الله ببدر ولم يشهد دفنها، ولعلّ هذا الحديث في غيرها من بنات النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، اللاتي شهد دفنهنّ، فإن كان في رقيّة وكان ثبتًا فلعلّه أتى قبرها بعد قدومه المدينة، وبكاء النساء عليها بعد ذلك، وإنما تخلف عثمان بن عفان عن بَدْرٍ على امرأته رُقيةَ بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأمْرِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه ضربَ له بسهمه وأجرِه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال