تسجيل الدخول


عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط...

((عَاتِكَةُ بنتُ زَيْد بن عَمْرو بن نُفيْل القُرَشية العَدَويّة. تقدّم نسبها عند أخيها سعيد بن زيد [[سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي القرشي العدوي]] <<من ترجمة سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل "أسد الغابة".>>.)) أسد الغابة.
((أمّها أمّ كُرْز بنت الحَضْرَمِيّ بن عمّار بن مالك بن ربيعة بن لُكَيْز بن مالك ابن عوف.)) الطبقات الكبير. ((وهي ابنة عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نُفَيل.)) أسد الغابة.
((أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عَمرو، عن يحيَى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: كانت عَاتِكة بنت زيد بن عمرو بن نُفَيل تحت عبد الله بن أبي بكر الصّديق، فجعل لها طائفة من ماله على أن لا تتزوّج بعده، ومات فأرسل عُمر إلى عاتكة: إنّك قد حَرَّمْتِ عليك ما أحلّ الله لكِ فردي إلى أهله المال الذي أخذته وتزوّجي ففعلت فَخَطَبها عمر فنكحها. أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عليّ بن زيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها أن لا تزوّج بعده، فتبتّلت وجعلت لا تزوّج، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبَى، فقال عمر لوليّها: اذكرني لها. فذكره لها فأبت عمر أيضًا فقال عمر: زوّجنيها فزوّجه إيّاها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غَلَبها على نفسها فنكحها، فلمّا فرغ قال: أفّ أفّ أفّ، أَفَّفَ بها. ثمّ خرج من عندها وتركها لا يأتيها فأرسلت إليه مولاة لها أن تعالَ فإني سأتهيّأ لك. أخبرنا عَارم بن الفضل، حدّثنا حَمّاد بن سَلَمَة، عن خالد بن سلمة أنّ عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر وكان يحبّها فجعل لها بعض أرضيه على أن لا تزوّج بعده، فتزوجها عمر بن الخطاب فأرسلت إليها عائشة أن رُدّي علينا أرضنا. وكانت عاتكة قد قالت حين مات عبد الله بن أبي بكر:

آليت لا تنفكّ نفسي حَزينةً عليك ولا ينفكّ جلديّ أغْبَرا

قال: فتزوّجها عمر بن الخطّاب، فقالت عائشة:

آليتُ لا تنفكَ عيني قريرةَ
عليك ولا ينفكّ جلديّ أصْفَرا

رُدّي علينا أرضنا. أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو، عن يحيَى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: جاء ربيعة بن أميّة إلى عمر بن الخطّاب فقال: رأيتُ في المنام كأن أبا بكر هَلَك فكنتَ بعده فبعثت إلى هذه المرأة المتبتّلة فنكحتها فدخلتْ عليك عروسًا بها على بابك جلّة قُرْط. وهي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل وكانت تحت عبد الله بن أبي بكر فأصيب يوم الطائف فجعل لها طائفة من ماله على أن لا تنكح بعده. فقال عمر: بفيكَ الحَجَرُ، بل يبقيه الله ويمتعنا به ولا سبيل إلى هذه المرأة. فتوفّي أبو بكر وكان عمر مكانه فأرسل إلى عاتكة: إنّك قد حرّمت على نفسك ما أحلّ الله لك فردّي المال إلى أهله وانكحي. ففعلت فخطبها عمر فنكحها، فجاء ربيعة بن أميّة يستأذن على عمر وهو عروس بها فقال: اللهم لا تنعم به عينًا. فأذن له فدخل فجعل ينظر إلى جلّة القرط على بابه. أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرني يحيَى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عبد الله بن عمر أنّ عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل امرأة عمر بن الخطّاب، وأنّها قبّلته وهو صائم فلم ينهها. أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا مالك عن يحيَى بن سعيد، أنّ عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفَيْل امرأة عمر بن الخطّاب كانت تقبّل رأس عمر وهو صائم فلم ينهها. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنّ عاتكة بنت زيد امرأة عمر كانت تستأذنه إلى المسجد فكان عمر يقول لها إذا استأذنته إلى المسجد: قد عرفت هواي في الجلوس. فتقول: لا أدع استئذانك. وكان عمر لا يحبسها إذا استأذنته، فلقد طُعِن عمر و[[هي]] في المسجد.)) الطبقات الكبير.
((تزوَّجها عبدُ الله ابن أبي بكر الصّديق، وكانت حسناء جميلة ذات خلقٍ بارع، فأولع بها وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال: [الطويل]

يَقُولُونَ
طَلِّقْهَا وَخَيِّمْ مَكَانَهَا مُقِيمًا تُمَنّي النَّفْسَ أَحْلامَ نَائِمِ

وإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ جَمِيعَهِم عَلَى كَثْرَةٍ مِنِّي لإِحْدَى العَظَائِمِ

أَرَانِي وَأَهْلِي كَالعَجُولِ تَرَوَّحَتْ إِلَى بَوِّهَا قَبْلَ العِشَارِ الرَّوَائِمِ

فعزم عليه أبوه حتى طلقها، ثم تبعتها نَفْسه، فهجم عليه أبو بكر، وهو يقول:‏ [الطويل]

أَعَاتِكُ لَا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ وَمَا نَاحَ قَمَرِيُّ الحَمَامِ المُطَـوَّقُ

أَعَاتِكُ قَلْبِي كُلَّ
يَوْمٍ ولَيْلَةٍ إِلَيكِ بِمَا تُخْفِي النُّفُوسُ مُعَلَّقُ

وَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ اليَوْمَ مِثْلَهَا وَلَا مِثْلُهَا فِي غَيْرِ جُرْمٍ تُطَلَّقُ

لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ وَرَأْيٌ ومَنْصبٌ وَخَلْقٌ سَوِيٌّ فِي الحَيَاءِ مُصَدّقُ

فرق له أبوه، فأمره فارتجعها. فقال حين ارتجعها: [الطويل]

أَعَاتِكُ قَدْ طُلِّقْتِ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَرُوجِعْتِ لِلأَمْرِ الَّذِي هُوَ كَائِنُ

كَذَلِكَ أَمْرُ
اللَّهِ غَادٍ وَرَائِحُ عَلَى النَّاسِ فِيهِ أُلْفَةٌ وَتَبَايُنُ

وَمَا زَالَ قَلْبي
لِلَّتفَرُّقِ طَائِرًا وَقَلْبِي لِمَا قَدْ قَرَّبَ اللَّهُ سَاكِنُ

لِيَهْنَكِ أَنِّي لَا أَرَى فِيهِ سُخْطَةً وَأَنَّكِ قَدْ تَمَّتْ عَلَيكِ المحَاسِـنُ

وَأَنَّكِ مِمَّنْ زَيَّنَ
اللَّهُ
وَجْهَهُ وَلَيْسَ لِوَجْهٍ زَانَهُ اللَّهُ شَائِنُ

ثم شهد عبد الله الطّائف مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فرمي بسهم فمات منه بعد بالمدينة، فقالت عاتكة ترثيه: [الطويل]

رُزِئْتُ بِخَيرِ النَّاسِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ وَمَا كَانَ قَصَّرَا

فَآليتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزِينَةً عَلَيكَ
وَلا يَنَفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرا

فَلِلَّهِِ عَيْنًا مَنْ رَأَى مِثْلَهُ فَتًى أَكَرَّ وَاحْمَى فِي الهَيَاجِ وَأَصْبَرَا

إِذَا شُرِعَتْ فِيهِ الأَسِنَّةُ خَاضَهَا إِلَى المَوْتِ حَتَّى يُتْرَكُ الرُّمْحُ أَحْمَرَا

فتزوَّجها زيد بن الخطّاب على اختلاف في ذلك، فقُتِل عنها يوم اليمامة شهيدًا، ثم تزوَّجها عمر بن الخطّاب في سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأَوْلَمْ عليها، ودعا أصحابَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وفيهم عليّ بن أبي طالب، فقال له: يا أمير المؤمنين، دَعْني أكلم عاتكة. قال: نعم. أخذ عليّ بجانب الخدر، ثم قال: يا عديّة نفسها أين قولك: [الطويل]

فَآلَيتُ لَا تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزِينَةً عَلَيكَ وَلَا يَنْفَكُّ جِلْدِي أَغْبَرَا

فبكت. فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كلّ النّساء يفعلن هَذا. ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه: [الخفيف]

عَيْنُ جُودِي بِعَبْرةٍ
وَنَحِيبِ لََا تَمُلِّي عَلَى الإِمَامِ النَّجِيبِ

فَجَعَتْنِي المَنُونُ بِالفَارِسِ المُعْـ ـلِمِ
يَوَمَ
الهَيَاجِ
وَالتَثْوِيبِ

قُلْ لأَهْلِ الضَّرَّاءِ وَالبُؤْسِ مُوتُوا قَدْ سَقَتْهُ المَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ

ومما رثت به عمر رضي الله عنه قولها: [الكامل]

مُنِعَ الرَّقَادُ فَعَادَ عَيْنِيَ عَائِدُ مِمَّا تَضَمَّنَ قَلْبِيَ المَعْمُودُ

قَدْ كَانَ يسْهرني حذارك مرة فَاليَوْمَ حُقَّ لِعَيْنِيَ التَّسْهِيدُ

أَبْكِي أَمِيرَ المُؤْمِنينَ
وَدُونَهُ لِلزَّائِرينَ صَفَائِحُ وَصَعِيدُ

ثم تزوَّجها الزّبير بن العوّام، وقد ذكرنا قصّتها في الخروج إلى المسجد معه ومع عمر قَبْله في ‏"‏كتاب التّمهيد‏"‏ في باب يحيى بن سعيد عن عمرة. فلما قُتل الزّبير بن العوّام عنها قالت أيضًا ترثيه: [الكامل]

غَدَرَ ابْنُ جرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهمَةِ يَوْمَ اللِّقَاءِ
وَكَانَ
غَيْرَ مُعَرّدِ

يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ
لوَجَدْتَهُ لَا طَائِشًا رَعْشَ الجَنَانِ وَلَا الْيَدِ

كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ عَنْهَا طرَادُكَ يَا بْنَ فَقْعِ القِرْدَدِ

ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ مِمَّنَ مَضَى مِمَّنْ يَرُوحُ وَيَغْتَدي

وَاللَّهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِما حَلَّتْ عَلَيكَ
عُقُوبَةُ
المُتَعَمِّدِ

وكان الزّبير شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليقَةً، فكانت إذا تهيأت إلى الخروج للصّلاة قال لها: والله إنك لتخرجين وإني لكارهٌ؛ فتقول: فامنعني فأجلس. فيقول: كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لها على الطّريق في الغلس، فلَما مرت وضع يده على كفلها؛ فاسترجعت، ثم انصرفت إلى منزلها، فلما حان الوقت الذي كانت تخرج فيه إلى المسجد لم تخرج، فقال لها الزّبير: مالك لا تخرجين إلى الصّلاة؟ قالت:‏ فسد النّاس. والله لا أخرج من منزلي. فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا رَوْع يابْنَةَ عمر. وأخبرها الخبر؛ فقُتل عنها يوم الجمل. ثم خطبها عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بعد انقضاء عِدّتها من الزّبير، فأرسلت إليه إني لأضِنُّ بك يابْنَ عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عن القتل ـــ وكان عبدُ الله بن الزّبير إذْ قتل أبوه قد أرسل إلى عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: يرحمك الله، أنتِ امرأةٌ من بني عديّ، ونحن قوم من بني أسد، وإن دخلت في أموالنا أفسدتها علينا، وأضررت بنا. فقالت‏: رأيك يا أبا بكر؛ [[ما]] كنْتَ لتبعثَ إليّ بشيء إلا قبلتُه، فبعث إليها بثمانين ألف درهم، فقبلتها، وصالحت عليها. وتزوّجها الحسن بن علي فتُوفِّي عنها، وهو آخر مَنْ ذكر من أزواجها، والله أعلم‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((كانت من المهاجرات إلى المدينة)) أسد الغابة.
((كانت تكثر الاختلاف إلى المسجد النبويّ)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال