تسجيل الدخول


عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط...

1 من 1
عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدٍ

(ب د ع) عَاتِكَةُ بنتُ زَيْد بن عَمْرو بن نُفيْل القُرَشية العَدَويّة. تقدّم نسبها عند أخيها سعيد بن زيد [[سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي القرشي العدوي]] <<من ترجمة سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل "أسد الغابة".>>. وهي ابنة عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نُفَيل.

كانت من المهاجرات إلى المدينة، وكانت امرأة عبد الله بن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة، فأحبها حبًا شديدًا حتى غلبت عليه وشغلته عن مغازيه وغيرها، فأمره أبوه بطلاقها، فقال: [الطويل]

يَقُولُونَ:
طَلِّقْهَا وَخَيِّـمْ
مَكَانَهَـا مُقِيمًا، تُمَنِّي الْنَّفْسَ أَحْلَامَ نَائِمِ

وَإِنَّ فِرَاقِي أَهْلَ بَيْتٍ جَمَعْتُهُـمْ عَلَى كِبَرٍ مِنِّي لِإِحْدَى الْعَظَائِمِ

أَرَانِي وَأَهْلِي كَالْعَجُولِ تَرَوَّحَتْ إِلَى بَوِّهَا قَبْلِ الْعِشَارِ
الْرَّوَائِـمِ

فعزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبو بكر يومًا وهو يقول: [الطويل]

أَعَاتِكُ لاَ أَنْسَاكَ مَـا ذَرَّ شَارِقٌ وَمَانَاحَ
قُمْرِيُّ
الْحَمَـامِ الْمُطَوَّقُ

أَعَاتِكُ، قَلْبِي كُلَّ يـَوْمٍ
وَلَيْلَـةٍ إِلَيْكَ بِمَا تُخْفِي
الْنُّفُـوسُ
مُعَلَّـقُ


وَلَمْ أَرَ مِثْلِي طَلَّقَ الْيَوْمَ مِثْلَهـا وَلاَ مِثْلَهَا فِي
غَيْرِ
جُرْمٍ
تُطَلَّـقُ

لَهَا خُلُقٌ جَزْلٌ، ورَأَي وَمَنْصِبٌ وَخَلْقٌ سَويٍّ فِي الْحَيَاءِ
وَمَصْدَقُ

فرقَّ له أبوه وأمره فارتجعها، ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرُمي بسهم فمات منه بالمدينة، فقالت عاتكة ترثيه: [الطويل]

رُزِئْتُ بِخَيْرِ الْنَّاسِ
بَعْدَ
نَبِيَّهِـمْ وَبَعْدَ
أَبِي بَكْرٍ، وَمَا كَانَ
قَصَّرا

فَآليتُ لاَ تَنْفَكُّ
عَيْنِـي
حَزينَـةً عَلَيْكَ، وَلاَ يَنْفَكُّ
جِلْدِيَ
أَغْبَـرَا

فَلِلَّهِ عَيْنًـا مَنْ
رَأَى
مِثْلَهُ
فَتًـى أَكَرَّ وَأَحْمَى فِي الْهَيَاجِ
وَأَصْبَـرَا

إِذَا شُرِعَتْ فِيْهِ الْأَسِنَّةُ خَاضَـهَا إِلَى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُكَ الْرُّمْحَ أَحْمَرَا

فتزوجها زيد بن الخطاب. وقيل: لم يتزوجها، وقتل عنها يوم اليمامة شهيدًا، فتزوجها عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة، فأولم عليها، فدعا جمعًا فيهم علي بن أبي طالب، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة. قال: افعل. فأخذ بجانبي الباب وقال: يا عُدَيَّة نفسها، أين قولك: [الطويل]

فَآلَيْتُ لاَ تَنْفَكُّ عَيْنِي حَزِيْنَةً عَلَيْكَ، وَلاَ يَنْفَكُّ جِلْدِيَ أَغْبَرَا

فبكت، فقال عمر: ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن؟ كل النساء يفعلن هذا. فقال: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} فقتل عنها عمر، فقالت ترثيه: [الخفيف]

عَيْـنُ، جُودِي
بِعَبْـرَةٍ وَنَحِيْـبِ لاَ
تَمَلِّي عَلَى الْإِمَامِ الْنَّحِيْبِ

قُلْ لِأَهْلِ الْضَّرَّاءِ وَالْبُؤْسِ: مُوتُوا قَدْ سَقَتْهُ الْمَنُونُ كَأْسَ شَعُوبِ

ثم تزوجها الزبير بن العوّام، فقتل عنها، فقالت ترثيه: [الكامل]

غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ
بُهْمَةٍ يَـومَ الْلِّقَاءِ وَكَانَ
غَيْـرَ
مُعَـرِّدِ

يَا عَمْرُو، لَوْ
نَبَّهْتَهُ
لَوَجَـدْتَـهُ لاَ طَائِشًا رَعْشَ الْجِنَانِ وَلاَ الْيَـدِ

كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِـهِ عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَـرْدَدِ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْـلِهِ مِمَّنْ مَضَى، مِمَّنْ يَرُوحُ
وَيَغْتَدِي

وَالله رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًـا حَلَّتْ عَلَيْـكَ
عُقُوبَـةُ
الْمُتَعَمِّـدِ

ثم خطبها علي بن أبي طالب، فقالت: يا أمير المؤمنين، أنت بقية الناس وسيد المسلمين، وإني أنفس بك عن الموت. فلم يتزوجها، وكانت تحضر صلاة الجماعة في المسجد، فلما خطبها عمر شَرَطت عليه أنه لا يمنعها عن المسجد ولا يضربها، فأجابها على كره منه، فلما خطبها الزبير ذكرت له ذلك، فأجابها إليه أيضًا. فلما أرادت الخروج إلى المسجد للعشاء الآخرة شق ذلك عليه ولم يمنعها، فلما عِيَل صبرُه خرج ليلة إلى العشاء وسبقها، وقعد لها على الطريق بحيث لا تراه، فلما مَرَّت ضرب بيده على عَجُزها، فنفرت من ذلك ولم تخرج بعد.

أخرجها الثلاثة.
(< جـ7/ص 181>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال