تسجيل الدخول


أبان بن سعيد بن العاص بن أمية

1 من 1
أبان بن سعيد الأموي:

أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ الأمويّ. قال الزّبير: تأخّر إسلامُه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو، فقال لهما‏: ‏[من الطويل]

أَلاَ لَيْتَ مَيْتًا بِالصُّرَيـْمَةِ شَاهِدًا لِمَا يَفْتَرِي فِي الدِّينِ عَمْرٌو وَخَالِدُ

أَطَاعَا بِهَا أمْرُ النِّسَاءِ فَأَصْبَحَا يُعِينَانِ مِنْ أَعْدَائِنَا مَنْ يُكَايِدُ

ثم أسلم أبان وحَسُن إسلامه، وهو الذي أجار عثمان بن عفّان رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى قريش عام الحديبية، وحمله على فرسٍ حتى دخل مكة وقال له‏:‏ [من المنسرح]

أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ وَلاَ تَخَفْ أَحَدًا بَنُو سَعِيدٍ أَعِزَّةُ الحـَرَمِ

وكان إِسلامُ أبان بن سعيد بين الحديبية وخَيْبَر، وأَمَّره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على بعض سراياه، منها سرية إلى نجد، واستعمَل رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبان بْن سَعيد بن العاص على البحرين برّها وبَحْرها إذْ عزَل العلاء بن الحضرميّ عنها، فلم يزَلْ عليها أبان إلى أنْ تُوفّي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان لأبيه سعيد بن العاص ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكُفْر: أحيحة، وبه كان يُكْنى سَعيد بن العاص بن أمية، قتل أُحيحة بن سعيد يوم الفجار، والعاص وعبيدة ابنا سعيد بن العاص قُتِلا جميعًا ببدر كافرَيـْنِ، قتلَ العاص عليُّ كرم الله وجهه، وقتل عُبيدة الزّبير، وخمسة أدركوا الإسلام، وصَحِبُوا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وهم: خالد وعَمْرو وسعيد وأبان والحكم بنو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، إلا أنَّ الحكَم منهم غيَّر رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اسمَه فسمَّاه عبد الله، ولا عَقِبَ لواحدٍ منهم إلا العاص بن سعيد فإنّ عقب سعيد بن العاص أبي أحيحة. كلهم منه. ومن ولده سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، والد عمر بن سَعيد الأشدق، وسيأتي ذِكْرُ كلِّ واحد من هؤلاء الخمسة الذين أدركوا الإسلامَ من ولد أَبي أحيحة سعيد بن العاص في بابه من هذا الكتاب إنْ شاء اللهُ تعالى.

حدّثنا خلف بن قاسم، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا الدولابي محمّد بن أَحمد بن حمّاد أبو بشر، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدّثنا أَبو أُسامة، قال: حدّثنا هشام بن عُرْوة عن أبيه عن الزّبير بن العوَّام، قال: لقيتُ يوم بَدْر عُبيدة بن سعيد بن العاص وهو مُدَجج في الحديد لا يُرَى منه إلّا عيناه، وكان يُكْنَى أَبا ذات الكَرِش، فطَعَنْتُه بالعَنزَة في عينه فمات فلقد وضعت رِجْلي عليه ثم تمطّيْت فكان الجهد أَنْ نزعْتُها، ولقد انْثَنَى طَرْفُها‏.

واختلف في وقْتِ وفاةِ أَبان بن سعيد، فقالَ ابنُ إسحاق: قُتِلَ أَبان وعمرو ابنا سعيد بن العاص يوم اليَرْمُوك، ولم يتابع عليه ابن إسحاق، وكانت اليرْمُوك يوم الاثنين لخمسٍ مضين من رَجَب سنة خمسة عشرة في خلافة عُمَر رضي الله عنه‏.

وقال موسى بن عُقبة: قُتل أَبان بن سعيد يوم إجنادِين، وهو قول مصعب والزّبير، وأَكثر أَهل العلم بالنّسب وقد قيل: إنه قتل يوم مَرْج الصُّفَّرِ، وكانت وقعة إجنادِين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه قبل وفاةِ أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر‏. ووقْعَة مَرْج الصُّفْر في صَدْرِ خلافة عُمَر سنة أربع عشرة. وكان الأمير يوم مَرْج الصُّفَّر خالدَ بن الوليد، وكان بإجنادِين أُمراء أَربعة: أَبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أَبي سفيان، وشُرحبيل ابن حسنة، كلٌّ على جُنْده‏.

وقيل: إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ، وكان أَبان بن سعيد هو الذي تولَّى إملاءَ مصحف عثمان رضي الله عنه على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان رضي الله عنهم، ذكر ذلك ابنُ شهاب الزّهري عن خارجة بن ثابت عن أبيه‏.

روى أَبان بن سعيد بن العاص عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال‏: ‏"وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلّ كُلَّ دمٍ فِي الْجَاهِلِيّةِ‏"‏‏.‏ أو قال: "كُلُّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيّةِ، فهو موضوع"، قال أبان: فمن أحْدَث في الإسلام شيئًا أخذْنـَـاهُ به‏.(*)
(< جـ1/ص 159>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال