1 من 2
الأشعث بن قيس
ابن مَعْدِ يكَرب الكِنْديّ أحد بني الحارث بن معاوية، ويكنى أبا محمّد. وفد إلى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ثمّ رجع إلى اليمن، فلمّا قُبض النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ارتدّ فحاصره زياد بن لبيد البَياضيّ بالنُّجير حتى نزل إليه فأخذه وبعث به إلى أبي بكر الصّدّيق، فمنّ عليه وزوّجه أخته. فلمّا خرج الناس إلى العراق خرج معهم ونزل الكوفة وابتنى بها دارًا في كِنْدة ومات بها، والحسن بن عليّ بن أبي طالب يومئذٍ بالكوفة حين صالح معاوية، وهو صلّى عليه.
قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حَكيم بن جابر قال: لما مات الأشعث بن قيس وكانت ابنته تحت الحسن بن عليّ قال الحسن: إذا غسّلتموه فلا تهيجوه حتى تُؤذِنوني. فآذنوه فجاء فوضّأه بالحنوط وضوءًا.
(< جـ8/ص 145>)
2 من 2
الأشعث بن قيس
وهو الأَشَجّ بن مَعْدِ يكَرِب بن معاوية بن جَبَلَة بن عَدِيّ بن رَبِيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثَوْر بن مُرْتِع بن كِندة وهو ثور بن عُفَير، وأمه كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس ابن عمرو المقصور بن حجر - آكل المرار - ابن عَمْرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثَوْر بن مُرْتِع بن معاوية بن كِنْدة، وإنما سمي كندة لأنه كَنَد أباه النعمة، أي كفره وكان اسم الأشعث مَعْدِ يكَرِب وكان أبدًا أشعث الرأس فسمي الأشعث.
فولد الأشعثُ: النعمانَ، بُشِّر به وهو عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: والله لَجَفْنَة مِن ثَرِيدٍ أطعمها قومي أحب إليّ منه، فهلك صغيرًا وأمه أمية بنت جَمْد بن مَعْدِيكَرِب بن وَليعَة بن شُرَحْبيل بن معاوية بن حُجْر القَرِد بن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر، ثم خَلَف عَلَى أُمَيَّة بنت جَمْد بعد الأشعث: حُجر بن عدي الأَدْبَر فَقُتِل عنها، ومحمد بن الأشعث وإسحاق وإسماعيل وحَبّانَة وقريبة وأمهم أم فَروة بنت أبي قُحافة أخت أبي بكر الصديق. وقيس بن الأشعث أخذ قَطِيفَةَ الحُسين بن علي يوم قُتِل، فكان يقال قَيْسُ قَطِيفَة، وأمه مُليكة بنت زُرَارةُ بن قَيْس بن الحارث بن عَدَّاء ابن النَّخَع في بيت النَّخَع تزوجها الأشعث عَلَى حكمها، فالولد لمحمد وإسحاق وإسماعيل بني الأشعث.
فأما محمد بن الأشعث فَوَلَدَ أكثرَ من ثلاثين ذكرًا. وَوفَد الأشعثُ بن قيس على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، في سبعين رجلًا من كِنْدة، وكل اسم في كندة وفد فوفادته النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، مع الأشعث بن قيس، وقد كتبنا كل من قدرنا عليه منهم. هذا كله في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ قال: قدم الأشعث بن قيس على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، في بضعة عشر راكبًا مِنْ كِنْدَة، فدخلوا على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، مسجده، قد رجّلوا جُمَمَهم، واكتحلوا، وعليهم جباب من الحِبَرَات قد كفوها بالحرير، وعليهم الديباج ظاهِرٌ مُخَوَّصٌ بالذهب، فلما دخلوا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "ألم تُسْلِمُوا؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فما بال هذا الحرير والديباج عليكم؟" فألقوه وجعلوا يشقون منه ما كان مكفوفًا بالحرير فألقوه، ثم قال له الأشعث: يا رسول الله، نحن بنوا آكل المُرَار. وكانوا نزلوا في دار رملة بنت الحَدَث، وكانت ضيافة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، تجري عليهم، فلما أرادوا أن يرجعوا إلى بلادهم أمر لهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، بجوائز فأجيزوا بها كما كان يجيز الوفد.(*)
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن عمرو بن زهير عن محجن بن وهب: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أجازهم بعشر أواقٍ، عشر أواقٍ، وأعطى الأشعث اثنتي عشرة أوقية، ورجع إلى بلاده.(*)
قال: أخبرنا محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسيّ قال: حدّثنا الأَعْمَش عن عُمَارَة بن عُمير عن عبد الرحمن بن يزيد في حدث رواه أن الأشعث بن قيس كان يكنى أبا محمد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم عن زُرْعَة بن عبد الله بن زياد بن لبيد قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قد استعمل زِيَاد بن لَبِيد عَلَى حَضْرَمَوْت وقال له: "سِرْ مع هؤلاء القوم - يعني وفد كندة - فقد استعملتك عليهم". فسار زياد معهم عاملًا لرسول صَلَّى الله عليه وسلم، على حضرموت على صدقاتها - الثمارِ والخفِّ والماشية والكراعِ والعشور - فكتب له كتابًا فكان لا يعدوه إلى غيره ولا يقصر دونه! فلما قُبض النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، واستُخلف أبو بكر، كتب إلى زياد يقرُّه على عمله، ويأمره أن يبايعَ من قبله، ومن أَبَى وطئهُ بالسيف، ويستعين بمَنْ أَقْبَل عَلَى مَنْ أَدْبَر. وبعث بكتابه إليه مع أبي هند البياضيّ. فلما أصبح زيادٌ غَدَا فنعى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى الناس وأخذهم بالبيعة لأبي بكر وبالصَّدقة، فامتنع قوم من أن يعطوا الصدقة، وقال الأشعث بن قيس: إذا اجتمع الناس فما أنا إلا كائدهم، ونكص عن التقدم إلى البيعة. فقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي: أنشدك الله يا أشعث، ووفادتَك على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإِسلامَك أن تنقضه اليوم، ليقومن بهذا من بعده مَن يقتلُ مَن خالفه، فإياك إياك، وأَبقِ على نفسك، فإنك إن تقدَّمتَ تقدَّمَ الناسُ معك، وإن تأخرتَ افترقوا، واختلفوا. فأَبَى الأَشعث وقال: قد رجعت العربُ إلى ما كانت الآباء تعبد، ونحن أقصى العرب دارًا من أبي بكر، أيبعث إلينا أبو بكر الجيوش؟ فقال امرؤ القيس: إِي واللهِ، وأُخرى: لا يدَعك عامل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ترجع إلى الكفر. فقال الأشعث: مَنْ؟ قال: زياد بن لبيد. فتضاحك وقال: أما يرضى زيادٌ أن أُجِيره؟! فقال امرؤ القيس: سترى!
ثم قام الأشعث فخرج من المسجد إلى منزله، وقد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح من غير أن ينطق بالرِّدّة ووقف يتربَّص، وقال: تقف أموالنا بأيدينا ولا ندفعها ونكون من آخر الناس.
قال: وبايع زيادٌ لأبي بكر بعد الظهر إلى أن قامت صلاة العصر، فصلّى بالناس العصرَ، ثم انصرف إلى بيته، ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك، وهو أقوى ما كان نفسًا وأشدّه لسانًا، فمنعه حارثة بن سُراقة بن مَعْدِيكَرِب الكندي أن يصدق غلامًا منهم، وقام فَحَلَّ عقال البكرة التي أخذت في الصدقة وجعل يقول:
يمنعها شيخٌ بخدَّيه الشّيْبْ مُلَمَّعٌ كما يُلَمَّعُ الثوبْ
ماضٍ على الرَّيْبِ إذا كان الريبْ
فنهض زياد بن لبيد وصاحِ بأصحابه المسلمين، ودعاهم إلى النُّصرة لله وكتابه. فانحازت طائفةٌ من المسلمين إِلى زِياد، وجعل مَن ارتد ينحاز إلى حارثة، فكان زياد يقاتلهم النهار إلى الليل فقاتلهم أيامًا كثيرة.
وضوى إلى الأشعث بن قيس بشرٌ كثير، فتحصَّن بمن معه ممن هو على مثل رأيه في النُّجَيْر، فحاصرهم زِياد بن لَبِيد وقذف الله الرعب في أفئدتهم، وجَهدَهم الحِصَار، فقال الأشعث بن قيس: إلى متى نقيم بهذا الحصن قد غَرِثنا فيه وغَرِث عيالُنا، وهذه البعوث تقدم عليكم مالا قِبَل لنا به، والله للموتُ بالسَّيف أحسن من الموت بالجوع، ويؤخذ بِرَقَبة الرجل فما يصنع بالذُّرِّية، قالوا: وهل لنا قوة بالقوم؟ ارتأي لنا فأنت سيدنا. قال: أنزل فآخذ لكم أمانًا تأمنون به قبل أن تدخل عليكم هذه الأمداد ما لا قِبَلَ لنا به ولا يدان.
قال: فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث: أفعل فخذ لنا الأمان، فإنه ليس أحدٌ أحرى أن يقدر على ما قِبلَ زياد منك. فأرسل الأشعث إلى زياد: أَنزل فأكلِّمك وأنا آمن؟ قال زياد: نعم. فنزل الأشعث من النُّجَيْر فخلا بزياد فقال: يابن عم قد كان هذا الأمر ولم يُبَارك لنا فيه، ولي قرابةٌ ورَحم، وإن وكَلتني إلى صاحبك قتلني - يعني المهاجر بن أَبِي أُمَيَّة - إن أبا بكر يكرهُ قتل مثلي، وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كِندة، فأنا أحدهم، وإنما أطلب منك الأمان عَلَيَّ.
فقال زياد: لا أُوَمّنَك أبدًا على دمك، وأَنت كنت رأس الرِّدَّة، والذي نقض علينا كِندة: فقال: أيها الرجل، دع عنك ما مضى واسْتَقْبِل الأمورَ، إذا أَقْبَلَت عليك، فتؤمني على دمي وأهلي ومالي حتى أقدم على أبي بكر فيرى فِيَّ رأيه. فقال زياد: وماذا؟ قال: وأفتح لك النُّجَيْر، فأَمنه زياد على أهله ودمه وماله وعلى أن يقدم به على أَبِي بكر فيرى فيه رأيه ويفتح له النُّجَيْر.(*) قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عند أصحابنا من غيره.
وقد حدّثني صَدَقة بن عُتبة بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جَدّه أَبِي مُعَتِّب قال: كنت فيمن حضر أهل النُّجَير، فصالح الأشعث زياد على أن يؤمن من أهل النُّجَير سبعين رجلًا ونزل معهم الأشعث فكانوا أحدًا وسبعين، فقال له زياد: أقتلك، لم يكن لك أمان. فقال الأشعث: تؤمني على أن أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه. فأمّنه على ذلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني الزبير بن موسى بن عبد الله بن أبي أمية عن عمه مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال: أَمَّن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن يبعث به وبأهله وماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى، وفتح له النُّجَيْر فأخرجوا المقاتلة وهم كثير، فَعَمَدَ زياد إلى أشْرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد، وَلَامَ القومُ الأشعثَ فقالوا لزياد: غَدَرَ بنا الأشعث فأخذ الأمان لنفسه وماله وأهله ولم يأخذه لنا جميعًا، فنزلنا ونحن آمنون فقتلنا. فقال زياد: ما آمنتكم، قالوا: قد صدقت، خدعنا الأشعث.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبَة عن داود ابن الحُصَين قال: بعث زياد بن لبيد بالسَّبْي مع نَهِيك بن أَوْس بن خَزَمة الأَشْهَلِي إلى أبي بكر، وبعث معه بثمانين من بني قتيرة، وبعث بالأشعث معهم في وَثَاق.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن بن الحُويْرِث بن نُفَيد قال: رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه، بعث به زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية إلى أبي بكر، وكتب إليه إنَّا لم نُؤَمنه إلاّ على حكمك، وقد بعثنا به في وَثَاق وأهله وماله الذي خف حمله فترى في ذلك رأيك.
قال: ونزل نَهِيك بن أَوْس بالسَّبْي في دار رَمْلَة بنت الحَدَث، ومعهم الأشعث بن قيس فجعل يقول: يا خليفة رسول الله، ما كفرتُ بعد إسلامي ولكني شَحَحْت على مالي. فقال أبو بكر: ألستَ الذي تقول قد رجعت العرب إلى ما كات تعبد الآباء، وأبو بكر يبعث إلينا الجيوش ونحن أقصى العرب دارًا، فردّ عليه مَنْ هو خيرٌ منك فقال لك: لا يدعك عامله ترجع إلى الكفر فقلتَ: مَنْ؟ فقال: زياد بن لبيد، فتضاحكتَ، فكيف وجدتَ زيادًا أأذكرت به أمه؟ فقال الأشعث: نعم، كلَّ الإذكار.
ثم قال الأشعث: أيها الرجل أطلق أسارى واستبقني لحربك، وزوِّجني أختَك أمَّ فَرْوة بنت أبي قحافة، فإني قد تبتُ مما صنعتُ، ورجعتُ إلى ما خرجتُ منه من منعي الصدقة، فزوَّجه أبو بكر أُمَّ فروة بنت أَبِي قُحافة، فكان بالمدينة مقيمًا حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب وندبَ الناسَ إلى فتح العراق، فخرج الأشعث بن قيس مع سعد بن أَبِي وَقّاص وشهد القادِسيّة والمدائن وجَلُولاء وَنَهَاوَنْد، واخْتَطَّ بالكوفة حين اختطها المسلمون، وبنى بها دارًا في كِندة ونزلها إلى أن مات بها، وولده بها إلى اليوم. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: تلك السنة التي قدم الأشعث فيها على أبي بكر اشتراني عمر بن الخطاب، وهي سنة اثنتي عشرة، فأنا أنظر إلى الأشعث بن قيس في الحديد يكلم أبا بكر، وأبو بكر يقول: فعلتَ وفعلتَ حتى كان آخر ذلك أسمعُ الأشعث بن قيس يقول: استبقني لحربك وزوِّجْني أختك، ففعل أبو بكر رضي الله عنه وزوَّجه أخته أم فروة.
قال محمد بن سعد: أخبرت عن أَبِي اليمان الحمصي عن صفوان بن عمرو عن أبي الصلت سُليم الحضرمي قال: شهدت صفين ورأيت الأشعث بن قيس الكندى وإذا هو رجل أصلع ليس في رأسه إلا شعيرات وهو يقول: أين معاوية؟ فقيل هو ذا هو فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد، هَبوا أنكم قد قتلتم أهل العراق، فمن للثغور والذَّراري؟ فإن الله تعالى يقول: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى آخر الآية [سورة الحجرات: 9]، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلًا حتى كان الصلح بينهم، وانصرف معاوية بأهل الشام إلى الشام، وعليٌّ بأهل العراق إلى العراق.
قال: وقال غير أبي اليمان: وشهد الأشعث بن قيس تحكيم الحَكَمَيْن فأراد علي أن يحكم عبد الله بن عباس مع عمرو بن العاص، فَأَبىَ الأشعثُ بن قيس وقال: والله لا يحكم فيها مُضَرِيان أبدًا حتى يكون أحدهما يماني. فحكم عليّ أبا موسى الأشعري، وكان الأشعث بن قيس أحد شهود كتاب الحكومة.
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَين قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل عن أبي إسحاق الشيباني يذكر عن قيس بن محمد بن الأشعث: أن الأشعث كان عاملًا على أَذْرَبيجَان، استعمله عثمان، وأنه أتاه رجل من قومه فأعطاه ألفين، فشكاه، فلما قدم الأشعث أرسل إليه فقال: إنما استودعتك المال قال: إنما أعطيتنيه صلة، فحمى الأشعث فحلف، فكفر يمينه بخمسة عشر ألفًا.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدّثنا فرات بن سليمان قال: حدّثنا ميمون بن مهران، قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس، وكان المهاجرون إذا رأوا الدِّهقان راكبًا قالوا: قاتله الله جبارًا.
قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرّاح عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: لما مات الأشعث بن قيس وكانت ابنته تحت الحسن بن علي، قال الحسن: إذا غسلتموه فلا تهيجوه حتى تُؤذنوني، فآذنوه، فجاء فوضَّأَه بالحَنوط وضُوءًا.
(< جـ6/ص 230>)