تسجيل الدخول


الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية...

الأشْعَثُ بن قَيْس بن مَعْدي كَرِب الكندي؛ والأشعث لقبه؛ واسمه: معدي كرب.
أَخرجه أبو عمر، وابن منده، وأبو نعيم، وأَبو موسى، وإنما لقب بالأشعث؛ لأنه كان أبدًا أشعثَ الرأس، وكان يكنى أبا محمد، وأمه كبشة بنت يزيد بن شرحبيل، وقال ابن الكلبي: وفد أخوه سيف إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأَمره أَن يؤذِّن لهم، فلم يزل يؤذِّن لهم حتى مات، وقال ابن شاهين: وفد سيف بن قيس الكندي مع أَخيه الأَشعث، وكان الحسن بن علي تزوج ابنة الأشعث؛ فقيل: هي التي سقت الحسن السم، فمات منه، وولد الأشعثُ: النعمانَ؛ بُشِّر به وهو عند النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: والله لَجَفْنَة مِن ثَرِيدٍ أطعمها قومي أحب إليّ منه، فهلك صغيرًا؛ وأمه أمية بنت جَمْد بن مَعْدِيكَرِب ـــ ثم خَلَف عَلَى أُمَيَّة بنت جَمْد بعد الأشعث: حُجر بن عدي الأَدْبَر فَقُتِل عنها ـــ ومحمد بن الأشعث، وإسحاق، وإسماعيل، وحَبّانَة، وقريبة؛ وأمهم أم فَروة بنت أبي قُحافة أخت أبي بكر الصديق، وقيس بن الأشعث أخذ قَطِيفَةَ الحُسين بن علي يوم قُتِل، فكان يقال له: قَيْسُ قَطِيفَة؛ وأمه مُليكة بنت زُرَارةُ بن قَيْس، في بيت النَّخَع؛ تزوجها الأشعث عَلَى حكمها، فالولد لمحمد وإسحاق وإسماعيل بني الأشعث. فأما محمد بن الأشعث فَوَلَدَ أكثرَ من ثلاثين ذكرًا.
ووفد إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم سنة عشر من الهجرة في وفد كندة، وكانوا ستين راكبًا؛ وقيل: سبعين، فأسلموا، وكل اسم في كندة وفد فوفادته النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس، وقال الزُّهْرِيّ: قدم الأشعث بن قيس على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، في بضعة عشر راكبًا مِنْ كِنْدَة، فدخلوا على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مسجده، قد رجّلوا جُمَمَهم، واكتحلوا، وعليهم جباب من الحِبَرَات قد كفوها بالحرير، وعليهم الديباج ظاهِرٌ مُخَوَّصٌ بالذهب، فلما دخلوا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "ألم تُسْلِمُوا؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "فما بال هذا الحرير والديباج عليكم؟" فألقوه وجعلوا يشقون منه ما كان مكفوفًا بالحرير فألقوه، ثم قال له الأشعث: يا رسول الله، نحن بنوا آكل المُرَار. وكانوا نزلوا في دار رملة بنت الحَدَث، وكانت ضيافة النبي صَلَّى الله عليه وسلم تجري عليهم، فلما أرادوا أن يرجعوا إلى بلادهم أمر لهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم بجوائز فأجيزوا بها كما كان يجيز الوفد(*) قال محجن بن وهب: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أجازكلا منهم بعشر أواقٍ، وأعطى الأشعث اثنتي عشرة أوقية، ورجع إلى بلاده(*). وقال الأشعث لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أنت منا، فقال: "نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ لَا نَقْفُو أُمَّنا وَلَا نَنْتَفي مِنْ أَبينَا" فكان الأشعث يقول: "لَا أُوتَى بِأَحَدٍ يَنْفِي قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُّهُ"(*)أخرجه أحمد 5/211، 212 والطبراني في الكبير 2/721 وعبد الرزاق 19952 وابن ماجة 2/871 كتاب الحدود/ من نفى رجلًا من قبيلة رقم 2612 قال في الزوائد إسناده صحيح، والبيهقي في الدلائل 1/173 والبخاري في التاريخ الصغير 1/11، وقال قَيْس بن أبي حازم: شهدتُ جنازةَ فيها الأشعث، وجرير، فقدَّم الأشعث جريرًا، وقال: إنه لم يرتدَّ، وقد كنت ارتددت، ورواه ابن السكن وغيره، وكان الأشعث قد ارتد فيمن ارتدَّ من الكنديين، وأُسِر، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم.
وخرج الأشعث بن قيس مع سعد بن أَبِي وَقّاص، وشهد القادِسيّة، والمدائن، وجَلُولاء، وَنَهَاوَنْد، واخْتَطَّ بالكوفة حين اختطها المسلمون، وبنى بها دارًا في كِندة ونزلها إلى أن مات بها، وولده بها إلى اليوم. ونزل فيه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} الآية [آل عمران / 77]، لأنه خاصم رجلًا في بئر، ولم يكن له بينة، فقيل له: يحلف لك، فقال: إذن يحلف فيذهب مالي فنزلت، وقد كان في الجاهليّة رئيسًا مُطَاعًا في كِنْدَة، وكان في الإسلام وجيهًا في قومه، وقال ميمون بن مهران: أول من مشت معه الرجال وهو راكب الأشعث بن قيس؛ وكان المهاجرون إذا رأوا الدِّهقان راكبًا قالوا: قاتله الله جبارًا، وقال زُرْعَة بن عبد الله بن زياد بن لبيد: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد استعمل زِيَاد بن لَبِيد عَلَى حَضْرَمَوْت وقال له: "سِرْ مع هؤلاء القوم ــ يعني وفد كندة ــ فقد استعملتك عليهم". فسار زياد معهم عاملًا لرسول صَلَّى الله عليه وسلم على حضرموت على صدقاتها ــ الثمارِ، والخفِّ، والماشية، والكراعِ، والعشور ــ فكتب له كتابًا، فكان لا يعدوه إلى غيره ولا يقصر دونه! فلما قُبض النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، واستُخلف أبو بكر، كتب إلى زياد يقرُّه على عمله، ويأمره أن يبايعَ من قبله، ومن أَبَى وطئهُ بالسيف، ويستعين بمَنْ أَقْبَل عَلَى مَنْ أَدْبَر، وبعث بكتابه إليه مع أبي هند البياضيّ، فلما أصبح زيادٌ غَدَا فنعى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى الناس وأخذهم بالبيعة لأبي بكر وبالصَّدقة، فامتنع قوم من أن يعطوا الصدقة، وقال الأشعث بن قيس: إذا اجتمع الناس فما أنا إلا كائدهم، ونكص عن التقدم إلى البيعة، فقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي: أنشدك الله يا أشعث، ووفادتَك على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإِسلامَك أن تنقضه اليوم، ليقومن بهذا من بعده مَن يقتلُ مَن خالفه، فإياك إياك، وأَبقِ على نفسك، فإنك إن تقدَّمتَ تقدَّمَ الناسُ معك، وإن تأخرتَ افترقوا، واختلفوا، فأَبَى الأَشعث وقال: قد رجعت العربُ إلى ما كانت الآباء تعبد، ونحن أقصى العرب دارًا من أبي بكر، أيبعث إلينا أبو بكر الجيوش؟ فقال امرؤ القيس: إِي واللهِ، وأُخرى: لا يدَعك عامل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ترجع إلى الكفر. فقال الأشعث: مَنْ؟ قال: زياد بن لبيد. فتضاحك وقال: أما يرضى زيادٌ أن أُجِيره؟! فقال امرؤ القيس: سترى! ثم قام الأشعث فخرج من المسجد إلى منزله، وقد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح من غير أن ينطق بالرِّدّة ووقف يتربَّص، وقال: تقف أموالنا بأيدينا، ولا ندفعها ونكون من آخر الناس. قال: وبايع زيادٌ لأبي بكر بعد الظهر إلى أن قامت صلاة العصر، فصلّى بالناس العصرَ، ثم انصرف إلى بيته، ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك، وهو أقوى ما كان نفسًا وأشدّه لسانًا، فمنعه حارثة بن سُراقة بن مَعْدِيكَرِب الكندي أن يصدق غلامًا منهم، وقام فَحَلَّ عقال البكرة التي أخذت في الصدقة وجعل يقول:
يمنعها شيخٌ
بخدَّيه الشّيْبْ مُلَمَّعٌ كما يُلَمَّعُ الثوبْ
ماضٍ على الرَّيْبِ إذا كان الريبْ
فنهض زياد بن لبيد وصاحِ بأصحابه المسلمين، ودعاهم إلى النُّصرة لله وكتابه. فانحازت طائفةٌ من المسلمين إِلى زِياد، وجعل مَن ارتد ينحاز إلى حارثة، فكان زياد يقاتلهم النهار إلى الليل فقاتلهم أيامًا كثيرة. وضوى إلى الأشعث بن قيس بشرٌ كثير، فتحصَّن بمن معه ممن هو على مثل رأيه في النُّجَيْر، فحاصرهم زِياد بن لَبِيد وقذف الله الرعب في أفئدتهم، وجَهدَهم الحِصَار، فقال الأشعث بن قيس: إلى متى نقيم بهذا الحصن قد غَرِثنا فيه وغَرِث عيالُنا، وهذه البعوث تقدم عليكم ما لا قِبَل لنا به، والله للموتُ بالسَّيف أحسن من الموت بالجوع، ويؤخذ بِرَقَبة الرجل فما يصنع بالذُّرِّية، قالوا: وهل لنا قوة بالقوم؟ ارتأِ لنا فأنت سيدنا. قال: أنزل فآخذ لكم أمانًا تأمنون به قبل أن تدخل عليكم هذه الأمداد ما لا قِبَلَ لنا به ولا يدان، قال: فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث: افعل فخذ لنا الأمان؛ فإنه ليس أحدٌ أحرى أن يقدر على ما قِبلَ زياد منك. فأرسل الأشعث إلى زياد: أَنزل فأكلِّمك وأنا آمن؟ قال زياد: نعم. فنزل الأشعث من النُّجَيْر فخلا بزياد فقال: يابن عم قد كان هذا الأمر ولم يُبَارك لنا فيه، ولي قرابةٌ ورَحم، وإن وكَلتني إلى صاحبك قتلني ــ يعني المهاجر بن أَبِي أُمَيَّة ــ وإن أبا بكر يكرهُ قتل مثلي، وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كِندة، فأنا أحدهم، وإنما أطلب منك الأمان عَلَيَّ. فقال زياد: لا أُؤَمّنَك أبدًا على دمك، وأَنت كنت رأس الرِّدَّة، والذي نقض علينا كِندة، فقال: أيها الرجل، دع عنك ما مضى واسْتَقْبِل الأمورَ، إذا أَقْبَلَت عليك، فتؤمني على دمي وأهلي ومالي حتى أقدم على أبي بكر فيرى فِيَّ رأيه. فقال زياد: وماذا؟ قال: وأفتح لك النُّجَيْر، فأَمنه زياد على أهله ودمه وماله وعلى أن يقدم به على أَبِي بكر فيرى فيه رأيه ويفتح له النُّجَيْر(*). وروى صَدَقة بن عُتبة بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جَدّه أَبِي مُعَتِّب قال: كنت فيمن حضر أهل النُّجَير، فصالح الأشعث زياد على أن يؤمن من أهل النُّجَير سبعين رجلًا ونزل معهم الأشعث فكانوا أحدًا وسبعين، فقال له زياد: أقتلك، لم يكن لك أمان. فقال الأشعث: تؤمني على أن أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه. فأمّنه على ذلك. وقال مصعب بن عبد الله بن أبي أمية: أَمَّن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن يبعث به وبأهله وماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى، وفتح له النُّجَيْر، فأخرجوا المقاتلة وهم كثير، فَعَمَدَ زياد إلى أشْرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد، وَلَامَ القومُ الأشعثَ فقالوا لزياد: غَدَرَ بنا الأشعث فأخذ الأمان لنفسه وماله وأهله ولم يأخذه لنا جميعًا، فنزلنا ونحن آمنون فقتلنا. فقال زياد: ما آمنتكم، قالوا: قد صدقت، خدعنا الأشعث، وقال داود بن الحُصَين: بعث زياد بن لبيد بالسَّبْي مع نَهِيك بن أَوْس بن خَزَمة الأَشْهَلِي إلى أبي بكر، وبعث معه بثمانين من بني قتيرة، وبعث بالأشعث معهم في وَثَاق، وقال عبد الرحمن بن الحُويْرِث بن نُفَيد: رأيت الأشعث بن قيس يوم قُدِم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه، بعث به زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية إلى أبي بكر، وكتب إليه: إنَّا لم نُؤَمنه إلاّ على حكمك، وقد بعثنا به في وَثَاق وأهله وماله الذي خف حمله فترى في ذلك رأيك. قال: ونزل نَهِيك بن أَوْس بالسَّبْي في دار رَمْلَة بنت الحَدَث، ومعهم الأشعث بن قيس فجعل يقول: يا خليفة رسول الله، ما كفرتُ بعد إسلامي ولكني شَحَحْت على مالي. فقال أبو بكر: ألستَ الذي تقول: قد رجعت العرب إلى ما كانت تعبد الآباء، وأبو بكر يبعث إلينا الجيوش ونحن أقصى العرب دارًا، فردّ عليك مَنْ هو خيرٌ منك فقال لك: لا يدعك عامله ترجع إلى الكفر فقلتَ: مَنْ؟ فقال: زياد بن لبيد، فتضاحكتَ، فكيف وجدتَ زيادًا؛ أأذكرت به أمه؟ فقال الأشعث: نعم، كلَّ الإذكار. ثم قال الأشعث: أيها الرجل أطلق أسارى واستبقني لحربك، وزوِّجني أختَك أمَّ فَرْوة بنت أبي قحافة؛ فإني قد تبتُ مما صنعتُ، ورجعتُ إلى ما خرجتُ منه من منعي الصدقة، فزوَّجه أبو بكر أُمَّ فروة بنت أَبِي قُحافة، فكان بالمدينة مقيمًا حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب.
وروى الأشعث أحاديثَ عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل، والشّعبي، وإبراهيم النّخعيّ، وعبد الرّحمن بن عدي الكنديّ، وأخرج البُخَارِيُّ، ومُسْلِم، حديثه في الصحيح، فروى عبد الرحمن بن علي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَشْكَرُ النَّاسِ لله أَشْكُرُهُمْ لِلْنَّاسِ"(*) أخرجه أبو داود الطيالسي كما في منحة المعبود 2077 والطبراني في الكبير 1/135 وابن عدي في الكامل 5/974 والعقيلي في الضعفاء الكبير 3/111 ـــ ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/181 وقال: "رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف" .
قال أبو الصلت سُليم الحضرمي: شهدت صفين، ورأيت الأشعث بن قيس الكندى؛ وإذا هو رجل أصلع ليس في رأسه إلا شعيرات، وهو يقول: أين معاوية؟ فقيل: هو ذا هو، فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد، هَبوا أنكم قد قتلتم أهل العراق، فمن للثغور والذَّراري؟ فإن الله تعالى يقول: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى آخر الآية [سورة الحجرات: 9]، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلًا حتى كان الصلح بينهم، وانصرف معاوية بأهل الشام إلى الشام، وعليٌّ بأهل العراق إلى العراق، وشهد الأشعث بن قيس تحكيم الحَكَمَيْن، فأراد علي أن يحكم عبد الله بن عباس مع عمرو بن العاص، فَأَبىَ الأشعثُ بن قيس وقال: والله لا يحكم فيها مُضَرِيان أبدًا حتى يكون أحدهما يماني. فحكم عليّ أبا موسى الأشعري، وكان الأشعث بن قيس أحد شهود كتاب الحكومة.
وروى قيس بن محمد بن الأشعث أن الأشعث كان عاملًا على أَذْرَبيجَان، استعمله عثمان، وأنه أتاه رجل من قومه فأعطاه ألفين، فشكاه، فلما قدم الأشعث أرسل إليه فقال: إنما استودعتك المال، قال: إنما أعطيتنيه صلة، فحمى الأشعث فحلف، فكفر يمينه بخمسة عشر ألفًا.
قال خَلِيفَةُ وأَبُو نُعَيْمٍ وغير واحد: مات بعد قَتْل علي بأربعين ليلة، وصلى عليه الحسنَ بن علي، وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين، وعند الطَّبَرَانِيُّ ما يدّل على أنه تأخَّر عن ذلك؛ فإن أبا إسحاق كان صغيرًا على عهد عليّ، وقد ذُكر في هذه القصّة أنه كان له على رجل من كندة دَيْن، وأنه دخل مسجدهم فصلّى الفجر، فوضع بين يديه كيس وحُلّة ونَعْل، فسأل عن ذلك، فقالوا: قدم الأشعث الليلة من مكة. وفيه أيضًا من وَجْه آخر: استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة، وعنده الحسن بن علي وابن عباس، فذكر قصته؛ لكن هذا لا يدفع ما تقدَّم، وقال أَبُو حَسَّان الزّيَادِيُّ: مات وله ثلاث وستون سنة، وقال حَكيم بن جابر: لما مات الأشعث بن قيس، قال الحسن: إذا غسّلتموه فلا تهيجوه حتى تُؤذِنوني، فآذنوه فجاء فوضّأه بالحنوط وضوءًا‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال