تسجيل الدخول


حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي

حُجْر بن عَدِي بن معاوية الكندي:
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وقيل: حُجْر بن عَدِيّ بن جَبَلة، وقيل: حُجْر الخَير بن عدي الأدبر؛ وإنما طعن موليًا فسمي الأدبر، يُكْنَى أبا عبد الرّحمن. ابناه عبد الله، وعبد الرحمن؛ قتلا مع المختار لما غلب عليه مُصْعب، وكانا يتشيعان، وهرب ابنُ عمهما معاذ بن هانئ بن عدي إلى الشام؛ وابن عمهم هانئ بن الجَعْد بن عدي كان من أشراف الكوفة.
شهد القادسية، وافتتح مَرْج عَذْرَاء، وصَحِبَ عَليًا، فكان من شيعته، وشهد معه الجمَل، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، وكان في أمرائه يوم صِفّين، فكان على كندة، وكان على الميسرة يوم النَّهْروان.
ذكر ابْنُ سَعْدٍ ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم هو وأخوه هانئ بن عدي، وكان حجر بن عديّ جاهليًّا إسلاميًّا، وكان من فضلاء الصّحابة، وصغر سنه عن كبارهم، وروى ابْنُ السَّكَنِ وغيره: أنه شهد مَوْت أبي ذَرٍّ بالرَّبَذة، أَما البُخَارِِِِِِِِِِِِيُّ، وابْنُ أَبي حَاتِمٍ عن أبيه، وخليفة بن خياط، وابن حبان فذكروه في التابعين، وكذا ذكره ابْنُ سَعْدٍ في الطبقة الأولى مِنْ أهل الكوفة. قال أحمد ليحيى بن سليمان: أبلَغك أن حُجْرًا كان مُسْتَجابَ الدعْوَة؟ قال: نَعَم، وكان من أفاضِل أصحابِ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
كان ثقةً معروفًا ولم يرو عن غير عليّ شيئًا؛ قال غُلام لحجر بن عديّ الكنديّ: إني رأيتُ ابنك دخل الخلاء ولم يتوضّأ، قال: ناوِلْني الصحيفة من الكوَّة، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، هذا ما سمعتُ عليّ بن أبي طالب يذكر أنّ الطهور نصف الإيمان، روى ابْنُ قَانعٍ عن حُجْر بن عدي ــ رجل من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ــ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إنَّ قَوْمًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ يُسَمُّونها بِغَيْرِ اسْمِهَا"(*)أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 13263، الهيثمي في الزوائد 5/ 57.
لما ولَى معاوية زيادًا العراق وما وراءها، وأَظهر حُجر خلَعه ولم يخلع معاوية، وتابعه جماعةٌ من أصحاب عليّ وشيعتِه، قال أبو إسحاق: رأيت حُجْر بن عديّ، وهو يقول: ألا إني على بَيْعَتي لا أقيلها ولا أستقيلها، أطال زيادٌ الخطبة، فقال حُجْر: الصلاة فمضى في خطبته فحصبه حُجْر والناس، فنزل زياد، ودعا بحجر بن عديّ فقال: تعلمُ أَنِّي أَعْرِفُك، وقد كنت أنا وإيـّاك على ما قد علمتَ ـــ يعني من حب عليّ بن أبي طالب ـــ وإنّه قد جاء غير ذلك، وإني أنْشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرةً فأسْتفرغه كلّه، امْلِكْ عليكَ لسانَك، وليَسَعْك منزلُك، وهذا سريري فهو مجلسك، وحوائجك مقضيّة لديّ، فاكْفني نفسك، فإنّي أعرف عَجَلَتَك، فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك، وإيـّاك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلُّوك عن رأيك، فإنّك لو هُنْتَ عليّ، أو استخففتُ بحقّك لم أخصّك بهذا من نفسي، فقال حجر: قد فهمتُ، ثمّ انصرف إلى منزله، فأتاه إخوانه من الشّيعة فقالوا: ما قال لك الأمير؟ قال: قال لي كذا وكذا، قالوا: ما نصح لك، فأقام وفيه بعض الإعتراض، وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون: إنّك شيخنا وأحقّ الناس بإنكار هذا الأمر، وكان إذا جاء إلى المسجد مَشَوا معه، فأرسل إليه عَمْرو بن حُرَيث ـــ وهو يومئذٍ خليفة زيادٍ على الكوفة وزياد بالبصرة ـــ: أبا عبد الرحمن، ما هذه الجماعة وقد أعطيتَ الأميرَ من نفسك ما قد علمتَ؟ فقال للرسول: تُنْكِرُونَ ما أنتم فيه، إليك وراءك أوسعُ لك، فكتب عمرو بن حُريث بذلك إلى زياد، وكتب إليه: إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعَجَل، فأغَذّ زِياد السير حتى قدم الكوفة فأرسل إلى عديّ بن حاتم وجَرير بن عبد الله البَجَلي وخالد بن عُرْفُطَة العُذْري حليف بني زُهْرة وإلى عدّة من أشراف أهل الكوفة، فأرسلهم إلى حجر بن عديّ ليُعْذِر إليه وينهاه عن هذه الجماعة، وأن يكفّ لسانه عمّا يتكلّم به، فأتوه فلم يجبهم إلى شيء ولم يكلّم أحدًا منهم وجعل يقول: يا غلام! اعْلِف البكرَ، قال: وبكر في ناحية الدار، فقال له عديّ بن حاتم: أمجنون أنت؟ أكلّمك بما أكلّمك به وأنت تقول يا غلام اعلفِ البكرَ!؟ فقال عديّ لأصحابه: ما كنت أظنّ هذا البائس بلغ به الضعف كلّ ما أرى، فنهض القومُ عنه وأتوا زيادًا فأخبروه ببعض وخزنوا بعضًا، وحسّنوا أمره، وسألوا زيادًا الرفقَ به.
قتل بمرج عذراء، وقبل قتله توضّأ وصلّى ركعتين فطوّل فيهما فقيل له: طَوّلتَ، أجَزِعْتَ؟ فانصرف فقال: ما توضّأتُ قطّ إلاّ صلّيتُ، وما صلّيتُ صلاة قطّ أخفّ من هذه، ولئن جزعتُ لقد رأيتُ سيفًا مشهورًا وكفنًا منشورًا وقبرًا محفورًا، وقال: ادفنوني في ثيابي، لا تُطْلِقوا عني حديدًا، ولا تَغْسِلوا عني دمًا، فإنّي أُبْعَثُ مخاصِمًا، وكان ابنُ عمر في السّوق فنُعي إليه حُجْر، فأَطْلَق حَبْوَتَه وقام وقد غلَب عليه النَّحِيب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال