تسجيل الدخول


الخضر صاحب موسى عليه السلام

1 من 1
روى الإمام أَحْمَدُبسنده، عن أبي هريرة ـــ رفعه ـــ: "إِنَّمَا سُمِّي الخضْرُ خضرًا لأنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضْرَاءَ"(*)، والفروة: الحشيش الأبيض، وقيل: الأرض اليابسة.
وروى عَبْدُ اللهَ بْنُ المُغِيرَةِ، عن كعب قال: الخَضِرُ على منبرٍ من نُورٍ بين البحر الأعلى والبحر الأسفل، وقد أمرتُ دوابَّ البحر أن تسمع له وتُطيع، وتعرض عليه الأرواح غدوةً وعشية(*) ذكره العقيلي، وقال: عبد الله بن المغيرة يحدّث بما لا أصل له، وقال ابْنُ يُونُسَ: إنه منكر الحديث.
وروى حَمَّاد بْنُ عُمَرَ النَّصِيبي ــ أحَد المتروكين ــ، عن علي بن الحسين أنَّ مولى لهم ركب في البحر فكسر به، فبينما هو يسير على ساحله إذ نظر إلى رجُلٍ على شاطىء البحر، ونظر إلى مائدةٍ نزلت من السّماء، فوُضعت بين يديه، فأكل منها، ثم رفعت، فقال له: بالذي وفقك لما أرى، أيّ عباد الله أنتِ؟ قال: الخَضِر الذي تسمع به، قال: بماذا جاءك هذا الطّعامُ والشّراب؟ فقال: بأسماء الله العِظَام.
روى أَبُو سَعِيدٍ في "شرف المصطفى" بسنده، عن مَيْسرة بن سعيد، عن أبيه: بينما الحسن في مجلسٍ، والناس حوْله إذا أقبل رجلٌ مخضرةٌ عيناه، فقال له الحسن: أهكذا ولدتك أمك، أم هي بلية؟ قال: أو ما تعرفني يا أبا سعيد؟ قال: من أنت؟ فانتسب له فلم يَبْقَ في المجلس أحد إلا عرفه، فقال: يا هذا، ما قِصَّتُك؟ قال: يا أبا سعيد، عمدت إلى جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد الصّين، فعصفَت علينا ريح فغرقت، فخرجت إلى بعض السّواحل على لوحٍ فأقمت أتردَّد نحوًا من أربعة أشهر آكُلُ ما أصيب من الشّجر والعشب، وأشرب من ماء العيون، ثم قلت لأمضينَّ على وجهي، إما أن أهلك، وإما أن ألحق الجواء، فسِرْتُ فرُفِع لي قصر كأنه بناء فضة، فدفعتُ مِصْراعه، فإذا داخله أَرْوِقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال مفاتِيحُها رأى العين، ففتحتُ بعضها فخرجت من جَوْفه رائحةٌ طيبةٌ، وإذا فيه رجالٌ مدرجون في ألوان الحرير، فحرَّكتُ بعضهم، فإذا هو ميت في صفة حيّ، فأطبقتُ الصّندوق وخرجت، وأغلقت بابَ القصر ومضيت، فإذا أنا بفارسين لم أرَ مِثْلَهُما جمالًا، على فرسين أَغَرَّين محجَّلَين، فسألاني عن قصتي فأخبرتهما، فقالا: تقدَّم أمامك، فإنك تصل إلى شجرة تحتها رَوْضَة، هنالك شيخٌ حسن الهيئة على دكّانٍ يصلّي فأخبِره خبرك، فإنه سَيُرْشِدك إلى الطريق، فمضيت فإذا أنا بالشّيخ، فسلّمت فردّ عليّ وسألني عن قصتي، فأخبرته بخبري كله، ففزع لما أخبرته بخبر القَصْر، ثم قال: ما صنعتَ؟ قلت: أطبقت الصناديق، وأغلقتُ الأبواب: فسكن؛ وقال: اجلس، فمرَّت به سحابة؛ فقالت: السّلام عليك يا وليّ الله، فقال: أين تريدين؟ قالت: أريد بلد كذا وكذا، فلم تَزلْ تمرُّ به سحابةٌ بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال: أين تريدين؟ قالت: البصرة، قال: انزلي، فنزلت فصارت بين يديه، فقال: احملي هذا حتى تردِّيه إلى منزله سالمًا، فلما صرت على مَتْنِ السّحابة قلت: أسألك بالذي أكرمك إلاّ أخبرتني عن القصر، وعن الفارسين، وعَنك قال: أما القصر فقد أكرم الله به شهداء البحر، ووكل بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصّناديق مُدْرَجين في أكفان الحرير، والفارسان مَلَكان يَغدُوان ويروحان عليهم بالسّلام مِنَ الله، وأما أنا فالخَضِر؛ وقد سألتُ رَبّي أنْ يحشرني مع أمّة نبيكم، قال الرّجل: فلما صرتُ على السّحابة أصابني من الفزَع هَوْلٌ حتى صرت إلى ما ترى، فقال الحسن: لقد عايَنْت عَظِيمًا.
وقال إبراهيم بن بشار ــ خادم إبراهيم بن أدهم ــ: صحبتُ إبراهيم بالشّام فقلتُ: يا أبا إسحاق، أخبرني عن بَدْءِ أمرك، قال: كنْتُ شابًّا قد حُبّب إليّ الصيد، فخرجت يومًا فأَثَرْت أرنبًا أوثعلبًا، فبينا أنا أطرده إذ هتف بي هاتف لا أراه: يا إبراهيم، ألهذا خُلقت؟ أبهذا أُمرت؟ ففزعتُ، ووقفت، ثم تعوَّذْتُ، وركضتُ الدابة، ففعل ذلك مرارًا، ثم هتف بي هاتف من قَربُوس السّرج؛ والله ما لهذا خلقتَ، ولا بهذا أُمرت، قال: فنزلت فصادفتُ راعِيًا لأبي يَرْعَى الغَنم، فأخذت جبة الصوفِ فلبستها، ودفعت إليه الفرس وما كان معي، وتوجهتُ إلى مكة، فبينا أنا في البادية إذا أنا برجلٍ يَسير ليس معه إناءٌ ولا زاد، فلما أمسى وصلّى المغرب حَرّك شفتيه بكلامٍ لم أفهمه، فإذا أنا بإناء فيه طعام، وإناء فيه شراب، فأكلتُ معه وشربت، وكنت على هذا أيامًا، وعلمني اسم الله الأعظم، ثم غاب عنّي، وبقيتُ وحدي، فبينا أنا ذات يوم مستوحش من الوحدة دعوتُ الله فإذا شخصٌ آخذٌ بحُجْزتي، فقال لي: سَلْ تعطه فراعني قوله فقال لي: "لاَ رَوْعَ عَلَيْكَ، أَنَا أَخُوكَ الخَضِرُ".
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال