تسجيل الدخول


ذو الخويصرة التميمي

ذو الخُوَيْصِرَة التميمي، وقيل: حُرْقُوص بن زُهير السَّعدي، وقيل: عبد الله بن ذِي الخُوَيْصرة.
ورد له ذكر في فتوح العراق، وزعم أبو عمر أنه رأس الخوارج المقتول بالنهروان، وذكر الطَبريّ أن عُتْبة بن غَزْوَان كتب إلى عمر يستمدّه فأمده بحرْقُوص بن زُهير ــ وكانت له صحبة ــ وأمرهُ على القتال على ما غلب عليه، ففتح سوقَ الأهواز، وذكر الهيثم بن عدي أن الخوارجَ تزعمُ أن حُرْقُوص بن زُهير كان من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأنه قتل معهم يوم النَّهْرَوان قال: فسألت عن ذلك، فلم أجد أحدًا يعرفه. وذكر بعضُ من جمع المعجزات أنّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ الحُدَيْبِيةَ إِلاَّ وَاحِدٌ" فكان هو حرقوص بن زُهَير(*) فالله أعلم، وروى البخاري، عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسمًا، فقال ذو الخويصرة ــ رَجُلٌ من بني تميم: يا رسول الله اعدل، فقال: "وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِِلُ؟" فقال عمر ــ رضي الله عنه: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال: "لَا. إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يُحَقِّرُ أَحَدكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كمُرُوقِ السَّهِمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى نَضِيَّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينَ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى ثَدْيَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ"، قال أبو سعيد: أشهد لسمعته من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأشهد أني كنت مع علي ــ رضي الله عنه ــ حين قاتلهم، فالتمس في القتلى، فأتي به على النعت الذي نعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم(*) أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 243 ومسلم في الصحيح 2/ 740 كتاب الزكاة (12) باب ذكر الخوارج وصفاتهم (47) حديث رقم (142/ 1063) وأحمد في المسند 3/ 56. رِصَافه: جمع الرَّصَفَة، وهي عَقَبٌ يُلْوَى على مَدْخَل النصل في السهم، ونَضيه، قيل: النضي نصل السهم، وقيل: هو ما بين الريش والنصل، وسُمِّي نضيًا كأنه جعل نِضْوا لكثرة البري والنحت، وهذا أولى، والقُذَذ: جمع القذة، وهي ريش السهم، وتَدَرْدَرُ: تتحرك، تجيء وتذهب، وهذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم وغيره، وروى عن أنس، قال: كان في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رجل يعجبنا تعبُّده واجتهاده، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم باسمه فلم يعرفه، فوصفناه بصفته فلم يعرفه، فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجلُ قلنا: هو هذا، قال: "إنكم لتخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسفعة مِنَ الشيطان"، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "فَأُنْشِدُكَ اللهَ، هَلْ قُلْتَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى الْمَجْلِسِ: مَا فِي القَوْمِ أحَدٌ أَفْضَلُ مِنِّي ــ أَوْ خَيْرٌ مِنِّي"، قال: اللهم نعم، ثم دخل يصلي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ"؟ فقال أَبُو بَكْرٍ؛ أنا، فدخل عليه فوجده يصلّي، فقال: سبحان الله أقتل رجلًا يصلي، وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قَتْل المصلّين، فخرج، فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "مَا فَعَلْتَ"؟ قال: كرهت أن أقتلَه وهو يصلّي، وأنت قد نهيْتَ عن قتل المصلين، قال: "مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ"؟ قال عمر: أنا، فدخل فوجده واضعًا جبهته، فقال عمر: أبو بكر أفضل مِنِّي، فخرج فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: "مَهْ"، قال: وجدته واضعًا وَجْهه لله، فكرهت أن أقتله فقال: "مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ"؟ فقال علي: أنا، فقال: "أَنْتَ إِنْ أدْرَكْتَهُ"، فدخل عليه فوجده قد خرج، فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له: "مَهْ" قال: وجدته قد خرج، قال: "لَوْ قتِلَ مَا اخْتَلَفَ مِنْ أُمَّتِي رَجُلَانِ كَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ"(*) أخرجه الدارقطني في السنن 2 / 54، وأورده الهيثمي في الزوائد 6 / 299 ، وقال الطبري: إن الهرمزان الفارسي صاحب خوزستان، كفر ومنع ما قبله، واستعان بالأكراد، فكثف جمعه، فكتب سُلْمَى ومن معه بذلك إلى عتبة بن غزوان، فكتب عتبة إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر يأمره بقصده، وأمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي، وكانت له صحبة من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأمَّره على القتال وعلى ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون والهرمزان، فانهزم الهرمزان، وفتح حرقوص سوق الأهواز ونزل بها، وله أثر كبير في قتال الهرمزان، وبقي حرقوص إلى أيام علي، وشهد معه صفين، ثم صار من الخوارج، ومن أشدهم على علي بن أبي طالب، وكان مع الخوارج لما قاتلهم علي، فقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال