تسجيل الدخول


زيد بن عمرو بن نفيل العدوي

1 من 1
زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

(د ع) زَيْدُ بن عَمْرو بن نُفَيْل بن عَبْد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك القرشي العدوي، والد سعيد بن زيد أحد العشرة، وابن عم عمر بن الخطاب، يجتمع هو وعُمَر في نفيل.

سئل عنه النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ".(*) وكان يتعبد في الجاهلية، ويطلب دين إبراهيم الخليل صَلَّى الله عليه وسلم، ويُوحَّد اللّه تعالى، ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم. وكان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها اللّه، وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم اللّه تعالى، إنكارًا لذلك وإعظامًا له، وكان لا يأكل مما ذُبح على النُّصُب، واجتَمَع به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأسفل بَلْدَح قبل أن يوحى إليه، وكان يحيي الموءودة أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 438 أخرجه أحمد في المسند 1/ 190..

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أخبرنا نصر بن محمد بن أحمد ابن صفوان، أخبرنا أبو البركات سعد بن محمد بن إدريس، والخطيب أبو الفضائل الحسن ابن هبة الله قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس، قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، أملاه علينا، أخبرنا محمد بن عمرو.

(ح) قال أبو زكريا: وأخبرنا عبد اللّه بن المغيرة، مولى بني هاشم، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا أبو أسامة، أخبرنا محمد بن عمرو بن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب بن أبي بلتعة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، زيد بن حارثة قال:

خرجت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومًا حارًا من أيام مكة، وهو مُرْدِفِي، فلقينا زيد بن عَمْرو بن نفيل، فحيَا كُلُّ واحدٍ منهما صاحبه، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا زَيْدُ مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ"؟ قال: واللّه، يا محمد، إن ذلك لغير نائلة تِرَةٍ لي فيهم، ولكن خَرَجْتُ أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار خيبر، فوجدتهم يعبدون الله، ويشركون به، فقلت: ما هذا الدين الذي [[أبتغي]]. فخرجت، فقال لي شيخ منهم: إنك لتسال عن دين ما نعلم أحدًا يعبد اللّه به إلا شيخًا بالحِيرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل بيت اللَّه من أهل الشَّوْك والقَرَظ. قال: إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بُعِثَ نَبيّ قد طلع نجْمُه، وجميع من رأيتهم في ضلال، قال: فلم أحس بشيء.(*)

قال زيد: ومات زيد بن عَمْرو. وأنزل على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال النبي لزيد: "إِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً" (*) ذكره ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4057 والهيثمي في الزوائد 9/ 420..

وأخبرنا أبو جعفر بن السمين البَغْدادي بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مُسْنِدًا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. وكان يقول: اللهم لو أني أعلم أحبَّ الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه. ثم يسجد على راحته.

قال: وحدثنا ابن إسحاق قال: حدثني بعض آل زيد: كان إذ دخل الكعبة قال: لبَيَّك حقًا حقًا، تعبدًا ورِقًّا، عذت بما عاذ به إبراهيم.

ويقول هو قائم: [الرجز]

أَنْفِي لَكَ اللَّهُمَّ عَانٍ رَاغِمْ مَهْمَا تُجشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمْ

البِرُّ أبْغِي لا الخال، وهل مُهَجِّر كمن قال:

قال ابن إسحاق: وكان الخطاب بن نفيل قد آذى زيد بن عمرو بن نفيل حتى خرج إلى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل مكة، ووكل به الخطاب شبابًا من شباب قريش، وسفهاء من سفهائهم، فلا يتركونه يدخل مكة، وكان لا يدخلها إلا سرًا منهم، فإذا علموا به آذنوا به الخطاب، فأخرجوه، وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم، وأن يتابعه أحد منهم على فراقهم.

وكان الخطاب عَمَّ زيد وأخاه لأمه؛ كان عمرو بن نفيل قد خلف على أم الخطاب بعد أبيه نفيل فولدت له زَيْدَ بن عمرو، وتوفي زيد قبل مبعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فرثاه ورقة بن نوفل: [الطويل]

رَشِدْتَ وَأَنْعَمْتَ ابْنَ عَمْرٍو وَإِنَّمَا تَجنَّبْتَ تَنُّورًا مِنَ النَّارِ حَامِيًا

بِدِينِكَ رَبًّا
لَيْسَ ربٌّ
كَمِثْلِهِ وَتَرْكُكَ أَوْثَانَ الطَّوَاغِي كَمَا هِيَا

وَقَدْ يُدْرِكُ الإِنْسَانَ رَحْمةُ رَبهِّ وَلَوْ كَانَ تحْتَ الأَرْضِ سِتِّينَ وَادِيا

وكان يقول: يا معشر قريش، إياكم والربا فإنه يورث الفقر.

أخرجه أبو عمر.
(< جـ2/ص 368>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال