1 من 2
زيد بن عَمْرو: بن نُفَيل العدويّ، والد سعيد بن زيد.
أحد الْعشرة، تأتي ترجمته في القسم الرابع، وابن عم عمر بن الخطاب.
ذكره البَغَوِيّ، وابْنُ مَنْدَه، وغيرهما في الصّحابة، وفيه نظر؛ لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين، ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصَّحابي؛ وهو أنه مَن رأى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم مؤمنًا به هل يشترط في كونه مؤمنًا به أن تقعَ رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك، أو يكفي كونه مؤمنًا به أنه سيبعث كما في قصَّة هذا وغيره؟
وقد روى ابْنُ إِسْحَاقَ في الكتاب الكبير، عن هشام بن عُروة أنه حدَّثه عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيْتُ زيد بن عمرو بن نُفَيل مسندًا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والذي نفسي بيده، ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيمَ غَيْري.
وأخرجه مِنْ طريق هشام البخاريّ، من طريق الليث تعليقًا، والنسائي، مِنْ طريق أبي أُسامة؛ والبغويّ، مِنْ طريق علي بن مسهر، كلّهم عن هشام. وزادوا فيه: وكان يُحْيي الموءودة؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تَقْتُلْها؛ فأنا أكفيك مؤنتها.
وزاد ابْنُ إِسْحَاقَ: وكان يقول: اللهم إني لو أعلم أحبّ الوجوهَ إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم؛ ثم يَسْجُدُ على راحته.
وأخرجه الْبَغَوِيُّ مِنْ رواية الزهريّ، عن عروة نحوه، قال مُوسى بْنُ عُقْبَةَ في المغازي سَمعْتُ مَنْ أَرْضَى يحدِّثُ أن زيد بن عمرو كان يَعيب على قريش ذبحهم لغير الله تعالى.
وأخرج الْبُخَارِيُّ مِنْ طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسألُ عن الدين، فاتفق له علماءُ اليهود والنّصارى على أنَّ الدّين دينُ إبراهيم، ولم يكنَ يهوديًا ولا نَصْرانيًا. فقال ــ ورفع يديه: اللهم إني أشهدك أنّي على دينِ إبراهيمَ.
وأخرج أبو يَعْلى، والبغويّ، والرُّوياني، والطّبراني، والحاكم، كلُّهم مِن طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أسامة بن زَيْد، عن أبيه، قال: خرجتُ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم حارّ مِنْ أيام مكّة، وهو مُرْدِفي؛ فلقينا زَيْد بن عمرو، فقال: "يا زيد، ما لي أَرَى قومَك سبقوك؟" إلى أن قال: خرجتُ أبتغي هذا الدين؛ فذكر الحديثَ المشهور باجتماعه باليهوديّ وقوله: لا تكون من ديننا حتى تأخذَ نصيبك من غَضبِ الله، وبالنصراني وقوله: حتى تأخذَ نصيبك من لَعْنَةِ الله؛ وفي آخره: إن الذين تطلبه قد ظهر ببلادك، قد بُعث نبِيٌّ طلع نَجْمُه، وجميع مَنْ رأيت في ضلال؛ قال: فرجعت فلم أحسَّ بشيء.
وأخرج الْبَغَوِيُّ بسند ضعيف، عن ابن عمر أنه سأل سَعِيد بن زيد، وعُمَرُ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن زَيْد بن عمرو، فقال له: أَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ".
وعند ابْنِ سَعْد عن الواقديّ بسند له أن سعيدَ بن زيد قال: توفي أبي وقريش تَبْنِي الكعبة.
قلت: كان ذلك قبل المَبْعَث بخمس سنين.
وذكر ابْنُ إسْحَاقَ أن وَرَقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رَثاه. قال مُصعب الزبيري، حدّثني الضّحاك بن عثمان، عن ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة؛ بلغنا أن زَيْد بن عمرو بلغه مخرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، فأقبل يريده، فقتله أَهْل مبقعة: موضع بالشام.
وأخرج الْفَاكِهِيّ بسند له إلى عامر بن ربيعة، قال: لقيت زَيْد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حِرَاء، فقال: يا عامر، إني قد فارقْتُ قومي، واتبعت مِلّةَ إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل منْ بعده: كان يصلّي إلى هذه البنية، وأنا أنتظر نبيًا من ولد إسماعيل، ثم من ولد عبد المطّلب، وما أرى أني أُدركه، وأنا أومن به وأصدّقه، وأشهد أنه نبيّ... الحديث.
وفيه سأخبركَ بنَعْتِهِ حتى لا يَخفَى عليك فوصفه بصفته.
وأخرج الْوَاقِدِيُّ في حديث نحوه، فإن طالت بك مدةٌ فرأيته فاقرأه مني السّلام.
وفيه: فلما أسلمت أقرأت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم منه السّلام، فردّ وترحّم عليه، وقال: "قَدْ رَأَيْتُهُ في الجَنّةِ يَسْحَبُ ذَيُولًا"(*).
وفي مسند الطّيالسيّ، عن سعيد بن [[زيد]] أنه قال للنبيّ صلّى الله عليه [[وآله]] وسلّم: إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك. أسْتَغْفر له؟ قال: "نَعَمْ، فَإِنَّهُ يَبْعَثُ يَوْمَ القِيَامةِ أُمَّةً وَاحِدَةً"(*).
(< جـ2/ص 507>)
2 من 2
زيد بن عمرو بن نُفيل تقدم في القسم الأوَّل.
(< جـ2/ص 541>)