تسجيل الدخول


عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح

عَاصِمُ بنُ ثَابِت بن أَبي الأَقْلَح الأَنصاري الأَوسي ثم الضُّبَعي:
واسم أَبي الأَقلح قيس. يُكْنَى أبا سليمان. أمّه الشَّموس بنت أبي عامر بن صَيْفيّ، وهو جد عاصم بن عُمَر بن الخَطَّاب لأُمِّه، وكان لعاصم من الولد محمد، وأمّه هند بنت مالك بن عامر بن حذيفة، من بني جَحْجَبَا بن كُلْفة، ومن ولده الأحوص الشّاعر، واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم.
شهد عاصم بدرًا، وقَتَلَ عُقْبَةَ بن أَبي مُعَيْط الأَموي يومها، وشهد أحُدًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين ولّى الناس، وبايعه على الموت، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقَتَلَ يوم أُحُد من أصحاب اللواء من المشركين: الحارث، ومسافعًا ابني طلحة بن أبي طلحة، وأمّهما سُلافة بنت سعد بن الشُّهَيْد، من بني عمرو بن عوف، فنذرت أن تشرب في قِحْف رأسِ عاصم الخمر، وجعلتْ لمن جاء برأسه مائة ناقة، فقدم ناس، من بني لحيان، من هُذيل على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسألوه أن يوجّه معهم نفرًا يقرئونهم القرآن، ويعلّمونهم شرائع الإسلام، فوجّه معهم عاصم بن ثابت في عدّة من أصحابه، فلمّا قدموا بلادهم، قال لهم المشركون: استأسروا، فإنّا لا نريد قتلكم، وإنّما نريد أن نُدخلكم مكّة، فنصيب بكم ثمنًا، فقال عاصم: إني نذرتُ أن لا أقبل جوار مشركٍ أبدًا، وجعل يقاتلهم، ويرتجز، ورمى حتى فَنِيَتْ نبله، ثمّ طَاعَنهم حتى انكسر رُمحه، وبقي السيف، فقال: اللهّمّ إني حميتُ دينك أوّلَ النهار، فاحْمِ لي لحَمي آخره، وكانوا يجرّدون كلّ مَن قُتل من أصحابه، ثمّ قَاتل، فجرح منهم رجلين، وقَتل واحدًا وجعل يقول:‏
أنا أبو سُليمانَ وَمِثلي راما وَرِثْتُ مَجدي لله مَعْشرًا كراما
أصيبَ مَرْثدٌ وخالدٌ قِياما
ثمّ شرعوا فيه الأسِنّة حتى قتلوه، فأرادوا أن يحتزّوا رأسه، فبعث الله إليه الدَّبْر، فحمَتْه، فَسُمي حَمِيُّ الدَّبْر، ثمّ بعث الله تبارك وتعالى، في الليل سَيلًا أتِيًّا، فحمله، فذهب به، فلم يصلوا إليه، وكان عاصم قد جعل على نفسه ألا يمسّ مُشركًا، ولا يمسّه، وكان قَتْله، وقَتْل أصحابه يوم الرّجيع في صفر على رأس ستّةٍ وثلاثين شهرًا من الهجرة‏. قال الحسين بن السّائب: لما كانت ليلة العقَبة، أو ليلة بَدْر، قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم لَمن معه: كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فأخذ القوس، والنبل، وقال: إذا كان القوم قريبًا من مائتي ذراع كان الرَّمْي، وإذا دنوا حتى تنالهم الرّماح كانت المداعسة حتى تقصف، فإذا تقصَّفَت وضعناها، وأخذنا بالسيوف، وكان المجالَدة، فقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "هكذا نزلت الحرب، أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11393مَنْ قاتل، فليقاتل كما يقاتل عاصم"(*).
من السّابقين الأولين من الأنصار، وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين عاصم بن ثابت، وعبد الله بن جحش. روى أَنس، أن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قنت شهرًا يلعن رِعْلا، وذَكْوَان، وبني لحيان(*). وقال حسّان بن ثابت الأنصاري‏ّ: لَعَمْرِي لَقَدْ شَانَتْ هُذَيْلَ بْنَ مُدَرَكٍ أَحَادِيثُ كَانَتْ فِي خُبِيبٍ وَعَاصِمِ
أَحَادِيثُ
لِحْيَانٍ
ضَلُّوا بِقُبْحِهَا وَلَحِيْانُ
رَكَّابُونَ
شَرَّ
الجَرَائِمِ
في أبيات كثيرة مذكورة في "المغازي" لابن إِسحاق‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال