عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس العبشمي
يقال: كان اسمه عبد كلال، وقيل: عبد كلول، وقيل: عبد الكعبة، فسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ حين أسلم ــ عبد الرّحمن، يكنى أبا سعيد، كان إسلامُه يوم الفتح، وشهد غَزْوَة تَبُوك مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ ثم شهد فتوحَ العراق. هو الذي افتتح كابل.
كان متواضعًا، فإِذا كان اليوم المطير لبس بُرْنُسًا وأَخذ المِسْحَاة يكنس الطريق.
رَوى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أحاديث، وعن معاذ بن جَبَل، وروى عنه عبد الله بن عباس، وقتاب بن عمير، وهصّان بن كاهل، وسعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن البصري، وأبو لبيد، وغيرهم. عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدَ الْرَّحْمَنِ بَنْ سَمُرَةَ، لاَ تَسْأَلُ الْإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيْتُهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَها عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةِ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى أَمْرٍ وَرَأَيْتَ غَيْرَه خَيْرًا مِنْهُ فَكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِكَ وَائتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ".
استعمله عبد اللّه بن عامر لما كان أَميرًا على البصرة على جيش فافتتح سِجسْتَان، سنة ثلاث وثلاثين، وصالح صاحب الرُّخَّجِ، وأَقام بها، ثم لما استعمل معاوية عبدَ اللّه بن عامر على البصرة، سَيَّر عبد الرحمن بن سَمُرة إِلى سِجسْتَان أَيضًا، سنة اثنتين وأَربعين، ومعه في تلك الغزوة الحسن البَصْرِي والمُهَلَّبِ بن أَبي صُفْرة وقَطَريّ بن الفُجَاءَة، ففتح زَرَنْج، وفي سنة ثلاث وأَربعين فتح الرَّخَّج وزَابَلِسْتَان.
غزا خراسان ففتح بها فُتوحًا، ثم رجع إلى البصرة؛ وإليه تُنسب سكة بن سمرة بالبصرة، فمات بها سنة خمسين. وقيل: مات سنةَ إحدى وخمسين. صلَّى عليه زياد بن أبي سفيان.