تسجيل الدخول


عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم

1 من 1
عُبَيْدُ الْلَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ

(ب د ع) عُبَيْدُ اللّهِ بنُ العَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم القُرَشي الهاشمي. وهو ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أُمه لُبابة الكبرى أُم الفضل بنت الحارث، يكنى أَبا محمد.

رأَى النبي صَلَّى الله عليه وسلم وَحِفظ عنه، وكان أَصغر سنًا من أَخيه عبد اللّه؛ قيل كان بينهما في المولد سنة.

أَخبرنا أَبو ياسر بن أَبي حبة بإِسناده إِلى عبد اللّه بن أَحمد قال: حدثني أَبي، حدثنا جرير، عن يزيد بن أَبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يَصُفُّ عبدَ اللّه وعُبَيْدَ اللّه، وكَثِيرًا بَنِي العباس، ثم يقول: "من سبق إِلَيَّ فلهُ كذا". فيستبقون إِليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمهم".

وكان عظيم الكرم والجود، يضرب به المثل في السخاء. واستعمله عليُّ بن أَبي طالب على اليمن، وأَمَّرَهُ على الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين. فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه عَلِيٌّ عَلَى الموسم، وبعث معاوية "يزيد بن شَجَرة الرَّهَاوِي" ليقيم الحج، فاجتمعا فاصطلحا على أَن يصلي بالناس "شيبة بن عثمان". وقيل: كان هذا مع قُثَم بن العباس.

ولم يزل على اليمن حتى قتل علي، رضي الله عنه، لكنه فارق اليمن لما سار "بُسْر ابن أَرطاة" إِلى اليمن لقتل شِيعةِ عَلِيّ. فلما رجع بسر إِلى الشام عاد "عبيد اللّه" إِلى اليمن، وفي هذه الدَّفْعَة قتل "بسر" ولدي "عبيد اللّه". وقد ذكرناه في "بسر".

وكان ينحر كل يوم جزورًا، فنهاه أَخوه عبد اللّه، فلم ينته. ونحر كل يوم جزورين، وكان هو وأَخوه عبد اللّه، رضي الله عنهما، إِذا قدما المدينة أَوْسَعَهُم عبدُ اللّه عِلْمًا، وأَوسعَهُم عُبَيْدُ اللّه طعامًا.

أَخبرنا أَبو محمد بن أَبي القاسم، أَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو القاسم بن السمرقندي، أَخبرنا حمزة بن عليّ بن محمد ومحمد بن محمد بن أَحمد قالا: حدثنا أَبو الفرج العِضاري، حدثنا أَبو محمد جعفر بن محمد الخوّاص، حدثنا أَبو العباس أَحمد بن محمد، حدثني عبد اللّه بن مَرْوان بن معاوية الفزازي، حدثني محمد بن الوليد أَبو الحجاج الفَزَازي: أَن عبيد اللّه بن العباس خرج في سفر له، ومعه مولى له، حتى إِذا كان في بعض الطريق، رُفع لهما بيتُ أَعرابي، قال: فقال لمولاه: لو أَنَّا مضينا فنزلنا بهذا البيت وبتْنا به؟! قال: فمضَى، قال: وكان عبيد اللّه رجلًا جميلًا جَهِيرًا، فلما رآه الأَعرابي أَعظمه وقال لامرأَته: لقد نزل بنا رجل شريف! وأَنزله الأَعرابي، ثم إِن الإِعرابي أَتى امرأَته فقال: هل من عشاءٍ لضيفنا هذا؟ فقالت: لا، إِلا هذه السُّوَيمة التى حياةُ ابنتِكَ من لبنها: قال: لا بد من ذبحها! قال: أَفتقتل ابنتك؟ قال: وإِنْ! قال: ثم إِنه أَخذ الشاة والشَّفْرةِ وجعل يقول: [الرجز]

يَا جَارَتِي لاَ تُوقِظِي
الْبُنَيَّهْ إِنْ
تُوْقِظِيهَا
تَنْتَحِبْ
عَلَيَّهْ
*وَتَنْزِعِ
الشَّفْرَةَ
مِنْ
يَدَيَّهْ*

ثم ذبح الشاة، وهيأَ منها طعامًا، ثم أَتى به عبيدَ اللّهِ ومَوْلاَه، فعَشَّاهما وعبيد اللّه يسمع كلام الأَعرابي لامرأَته ومحاورتهما، فلما أَصبح عبيدُ اللّه قال لمولاه: هل معك شئٌ؟ قال: نعم، خمسمائة دينار فضلت من نفقتنا. قال: ادفعها إلى الأَعرابي. قال: سبحان الله! أَتعطيه خمسمائة دينار وإِنما ذبح لك شاة ثَمَن خَمْسَةِ دراهم؟ قال: وَيْحَك! واللّهِ لهو أَسخى منا وأَجود، إِنما أَعطيناه بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا على مهجة نفسه وولده. قال: فبلغ ذلك معاوية، فقال: لله دَرُّ عُبَيْدِ اللّه! من أَيِّ بَيْضة خرَجَ؟ ومن أَي عُشٍّ دَرَج؟.

روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، روى عنه سليمان بن يَسَار، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أَبي رباح.

أَخبرنا عبد الوهاب بن أَبي حبة بإِسناده عن عبد اللّه بن أَحمد، حدثني أَبي، حدثنا هُشَيم، حدثنا يحيى بن أَبي إِسحاق، عن سليمان بن يَسَار، عن عبيد اللّه بن العباس قال: جاءَت الغُمَيْصاء ـــ أَو: الرُّمَيْصَاء ـــ إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تَشْكُو زوجها، تزعم أَنه لا يصل إِليها، فما كان إِلا يسيرًا حتى جاءَ زوجها، فزعم أَنها كاذبة، وإِنما تريد أَن ترجع إِلى زوجها الأَول. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ليس لكِ ذَاك حتى يذوقَ عُسَيْلَتَكِ رجلٌ غيرُهُ"(*) أخرجه أحمد في المسند 1/ 214..

وتوفي عُبَيْد اللّه سنة سبع وثمانين، قاله أَبو عبيد القاسم بن سلام. وقال خليفة: إِنه توفي سنة ثمان وخمسين. وقيل توفي أَيام يزيد بن معاوية. وهو الأَكثر، وكان موته بالمدينة، وقيل: باليمن. والأَول أَصح.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 519>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال