علي بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه ابن عبد المطلب هاشم بن عبد مناف...
وروى أبو الطُّفيل قال: شهدْتُ عليًّا يخطب، وهو يقول: سَلَوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إِلّا أخبرتكم، وسَلُوني عن كتاب الله، فوالله ما مِنْ آية إلا وأنا أعلم أبليْلٍ نزلت أم بنهار، أم في سَهْل أم في جبل. وروى عبد الرّحمن بن أذنية الغنويّ، عن أبيه أذينة بن مسلمة، قال: أتيت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فسألته: من أين أعتمر؟ فقال: إيت عليًّا فسله، فذكر الحديث... وفيه قال عمر: ما أجد لك إلا ما قال عليّ. وسأل شريح بن هانئ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن المسح على الخفيّن، فقالت: إيت عليًّا فسَلْه.
وقال سعيد بن المسيّب: كان عمر يتعوَّذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن، وقال في المجنونة التي أمر برَجْمها، وفي التي وضعت لستّة أشهر، فأراد عمر رَجْمها، فقال له عليّ: إِنّ الله تعالى يقول: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا...} [الأحقاف: 15] الحديث، وقال له: إن الله رفع القلم عن المجنون... الحديث، فكان عمر يقول: لولا عَليّ لهلك عُمَر.
وقال زِر بن حبيش: جلس رجلان يتغدّيان، مع أحدهما خمسة أرغفة، ومع الآخر ثلاثة أرغفة، فلما وضعا الغداء بين أيديهما مرَّ بهما رجلٌ فسلّم، فقالا: اجلس للغداء، فجلس، وأكل معهما، واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية، فقام الرّجل وطرح إليهما ثمانية دراهم، وقال: خذا هذا عوضًا ممّا أكلت لكما، ونِلْتُه من طعامكما، فتنازعا، وقال صاحب الخمسة الأرغفة: لي خمسة دراهم، ولك ثلاث، فقال صاحب الثّلاثة الأرغفة: لا أَرْضَى إِلا أن تكون الدّراهم بيننا نصفين، وارتفعا إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقصَّا عليه قصَّتهما، فقال لصاحب الثّلاثة الأرغفة: قد عرض عليك صاحبُك ما عرض، وخبزُه أكثر من خُبْزِك، فارْضَ بثلاثة، فقال: لا والله، لا رضيت منه إلا بمرِّ الحقّ، فقال عليّ رضي الله عنه: ليسَ لك في مُر الحق إلا درهم واحد وله سبعة، فقال الرّجل: سبحان الله يا أمير المؤمنين! وهو يعرض عليَّ ثلاثة فلم أرض، وأشرْتَ عليَّ بأخذها فلم أرْضَ، وتقول لي الآن: إنه لا يجب في مُرّ الحقّ إلا درهم واحد، فقال له عليّ: عرض عليك صاحبُك أن تأخذ الثلاثة صُلْحًا فقلتَ: لم أرض إلا بمُرّ الحقّ، ولا يجب لك بمرّ الحقّ إلا واحد. فقال له الرّجل: فعرّفني بالوجه في مُرّ الحقّ حتى أقبله، فقال علي رضي الله عنه: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثًا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس، ولا يعلم الأكثر منكم أكلًا، ولا الأقل، فتُحمِلون في أكلكم على السّواء! قال: بلى، قال: فأكلت أَنْتَ ثمانية أثلاث، وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاثٍ، وله خمسة عشر ثلثًا، أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة، وأكل لك واحدًا من تسعة، فلك واحد بواحدك، وله سبعة بسبعته، فقال له الرّجل: رضيت الآن.