تسجيل الدخول


عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي

1 من 1
عُمَير بن وَهْب بن خَلَف

ابن وهب بن حُذافة بن جُمح ويُكنى أبا أميّة، وأمّه أمّ سُخيلة بنت هاشم بن سُعيد ابن سهم. وكان لعُمير من الولد وهب بن عمير وكان سيّد بني جُمَح، وأميّة وأُبَيّ وأمّهم رُقيقة، ويقال خالدة، بنت كَلَدَةَ بن خَلَف بن وهب بن حُذافة بن جمح. وكان عمير بن وهب قد شهد بدرًا مع المشركين وبعثوه طليعةً ليُحْزُرَ أصحابَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ويأتيَهم بعَدَدهم وعدتهم ففعل، وقد كان حريصًا على ردّ قريش عن لُقِيّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ببدر. فلمّا التقوا كان ابنه وهب بن عمير فيمن أُسِرَ يوم بدر، أسره رِفاعة بن رافع بن مالك الزّرَقيّ فرجع، عُمير إلى مكّة فقال له صَفْوان بن أميّة وهو معه في الحِجْرِ: دَيْنُك عليّ وعيالُك عليّ أمُونُهم ما عِشْتُ وأجعل لك كذا وكذا إن أنت خرجت إلى محمد حتى تقتله، فوافقه على ذلك قال: إنّ لي عنده عذرًا في قدومي عليه، أقول جئتُ في فِدى ابني فقدم المدينة ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، في المسجد فدخل وعليه السيف فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لما رآه: "إنّه ليُريد غَدْرًا والله حائل بينه وبين ذلك". ثمّ ذهب ليَحْني على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له: "ما لك والسلاح؟" فقال: أُنسْيتُه عليّ لما دخلتُ، قال: "ولِمَ قدمتَ؟" قال: قدمتُ في فدى ابني، قال: "فما جعلتَ لصفوان بن أميّة في الحجر؟" فقال وما جعلتُ له؟ قال: "جعلتَ له أن تَقْتُلَني على أن يُعْطيَك كذ وكذا وعلى أن يَقْضيَ دَيْنَك ويَكفيك مَئونةَ عيالك". فقال عُمير: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله، فوالله يا رسول الله ما اطّلع على هذا أحد غيري وغير صَفْوان وإني أعلم أنّ الله أخبرك به. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَسّروا أخاكم وأطلِقوا له أسيره". فأُطْلِقَ له ابنُه وهب بن عُمير بغير فِدًى، فرجع عُمير إلى مكّة ولم يَقْرَبْ صَفْوانَ بن أميّة. فعلم صفوان أنّه قد أسلم. وكان قد حسن إسلامه ثمّ هاجر إلى المدينة فشهد أُحُدًا مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وما بعد ذلك من المشاهد(*).

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن عكرمة أنّ عمير بن وهب خرج يوم بدر فوقع في القَتْلى فأخذ الذي جرحه السيف فوضعه في بطنه حتى سمع صَريف السيف في الحَصَى حتى ظنّ أنّه قد قتله. فلمّا وجد عُمير بَرْدَ الليل أفاقَ إفاقةً فجعل يحبو حتى خرج من بين القَتْلى فرجع إلى مكّة فبرأ منه.

قال: فبينا هو يومًا في الحجر هو وصفوان بن أميّة فقال: والله إني لشديد الساعد جيّد الحديدة جواد السّعْي ولولا عيالي وَدَيْنٌ عليّ لأتيتُ محمدًا حتى أفْتُكَ به. فقال صفوان: فعليّ عيالك وعليّ دَيْنُك. فذهب عمير فأخذ سيفه حتى إذا دخل رآه عمر ابن الخطّاب فقام إليه فأخذ بحمائل سيفه فجاء به إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فنادى فقال: هكذا تصنعون بمن جاءكم يدخل في دينكم؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "دَعْه يا عمر"، قال: انْعَمْ صباحًا، قال: "إنّ الله قد أبدلنا بها ما هو خير منها، السلام". فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:"شأنك وشأن صفوان ما قلتما"، فأخبره بما قالا: " قُلتَ لولا عيالي وَدَيْنٌ عليّ لأتيتُ محمّدًا حتى أفتك به، فقال صفوان: عليّ عيالُك ودَيْنُك". قال: مَن أخبرك هذا؟ فوالله ما كان معنا ثالث. قال: "أخبرني جبرائيل". قال: كنتَ تُخْبرُنا عن أهل السماء فلا نُصَدّقُ وتخبرنا عن أهل الأرض، أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله(*).

قال محمد بن عمر: وبقي عُمير بن وهب بعد عمر بن الخطّاب‏.
(< جـ4/ص 186>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال