تسجيل الدخول


المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي...

1 من 1
الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ

(ب د ع) المُثَنَّى بنُ حَارثة بن سَلَمَة بن ضَمْضَم بن سعد بن مرَّة بن ذُهْل بن شيبان ابن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني.

وفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم سنة تسع، مع وفد قومه. وسيره أَبو بكر الصديق رضي الله عنه في صدر خلافته إِلى العراق قبل مَسِير خالد بن الوليد. وهو الذي أَطْمَع أَبا بكر والمسلمين في الفُرْس، وهَوَّن أَمر الفرس عندهم. وكان شهمًا شجاعًا ميمون النَّقيبة حسن الرأَي، أَبلى في قتال الفرس بلاءً لم يبلغه أَحد. ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة، سيَّر أَبا عُبيد بن مسعود الثقفي والد المختار في جيش إِلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقُسِّ الناطف، واقتتلوا فاستشهد أَبو عبيد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبل القادسية.

وهو الذي تزوّج سعدُ بن أَبي وقاص امرأَته سَلْمى بنت جعفر. وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأَت من المسلمين جَولةً فقالت: وَامُثَنَّياه، ولا مُثَنىَّ للمسلمين اليوم! فلطمها سعد، فقالت: أَغَيْرَةً وجُبْنًا؟! فذهبت مثلًا.

وكان كثير الإِغارة على الفرس، فكانت الأَخبار تأَتي أَبا بكر، فقال: من هذا الذي تأَتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟ فقال قيس بن عاصم: أَما إِنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنى بن حارثة الشيباني. ثم قدم بعد ذلك على أَبي بكر فقال: ابعثني على قومي أَقاتل بهم أَهل فارس، وأَكفيَك أَهلَ ناحيتي من العدوّ. ففعل أَبو بكر، وأَقام المثنى يُغير على السواد. ثم أَرسل أَخاه مسعود ابن حارثة إِلى أَبي بكر يسأَله المَدَد، فأَمده بخالد بن الوليد. فهو الذي أَطمع في الفرس.

ولما عَرضَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، أَتى شيبان، فلقي معروف بن عمرو، والمثنى بن حارثة، فدعاهم. وسنذكر القصة في "معروق"، إِن شاء الله تعالى [[روى أَبان بن تَغْلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي بن أَبي طالب كرم الله وجهه قال: تلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام/ 151] الآية على بني شيبان، وفيهم المثنى بن حارثة، ومفروق ابن عمرو، وهاني بن قبيصة، والنعمان بن شريك، فالتفت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إِلى أَبي بكر فقال: "بأَبي أَنت! ما وراء هؤلاء عون من قومهم، هَؤُلاءِ غرر الناس". فقال مفروق بن عمرو، وقد غلبهم لسانًا وجمالًا: والله ما هذا من كلام أَهل الأَرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. وقال المثنى كلامًا نحو معناه، فتلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}... [النحل/ 90] الآية، فقال مفروق: دعوتَ واللّهِ يا قرشي إِلَى مكارم الأَخلاق، وإِلى محاسن الأَفعال، وقد أَفك قوم كَذَّبوك وظاهروا عليك. وقال المثنى: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك، وأَعجبني ما تكلمتَ به، ولكن علينا عهد، من كسرى لا نُحدِثُ حَدَثًا، ولا نُؤْوِي مُحْدِثًا ولعل هذا الأَمر الذي تدعونا إِليه مما يكرَهُه الملوك. فإِن أَردتَ أَن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا. فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا أَسَأْتُمْ إِذْ أَفْصَحْتُمْ بِالْصِّدْقِ، إِنَّهُ لاَ يَقُومُ بِدِينِ الله إِلاَّ مَنْ حَاطَهُ بِجَمِيعِ جَوَانِبِهِ". ثم نهض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على يد أَبي بكر(*).]] <<من ترجمة مَفْروقُ بن عَمْرو الأَصَمّ "أسد الغابة".>>.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ5/ص 55>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال