تسجيل الدخول


المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي...

1 من 1
المثنى بن حارثة الشيباني:

المَثَنَّى بن حارثةٌ الشّيبانيّ كان إسلامُه وقدومُه في وَفْدِ قومه على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم سنة تسع.‏ وقد قيل:‏ سنة عشر، وبعثه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ سنة إحدى عشرة في صَدْر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد إليها، وكان المثنَّي شْجاعًا شَهْمًا بطلًا، مَيْمونَ النقيبة، حسن الرّأي والإمارة، أَبْلى في حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد، وكتب عمر بن الخطّاب في سنة ثلاث عشرة حين ولى الخلافة، وبعث أبا عبيد بن مسعود في ألف من المسلمين إلى العراق، وكتب إلى المثنى بن حارثة أنْ يتلقّى أبا عبيد بن مسعود، فاستقبله المثنى في ثلاثمائة من بكر بن وائل ومائتين من طيئ وأربعمائة من بني ذُبيان وبني أسد، وذلك في سنة ثلاث من ملك يزدجرد، فالتقوا مع الفرس، واستشهد أبو عبيد؛ برك عليه الفيل، وسَلِم المثنّى بن حارثة. قال ابن السّراج‏:‏ سمعْتُ عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن عديّ الهاشميّ يقول:‏ قُتل المثنى بن حارثة الشيباني سنة أربع عشرة قبل القادسيّة، فلما حلّت زوجه سلمى بنت جعفر بن ثقيف تزوَّجها سعد بن أبي وقّاص ومن حديث الأصمعي ـ عن سلمة بن بلال، عن أبي رجاء العطارديّ، قال‏:‏ كتب أبو بكر الصّديق رضي الله عنه، إلى المثنّى بن حارثة: إني قد وليت خالد بن الوليد فكُنْ معه، وكان المثنّى بسواد الكوفة، فخرج إلى خالد فتلقاه بالنِّبَاج، وقدم معه البصرة، وذكر قصَّة طويلة.

وذكر عمر بن شبة ـ عن شيوخه من أهل الأخبار ـ أَنّ المثنى بن حارثة كان يُغير على أهلِ فارس بالسّواد، فبلغ أبا بكر والمسلمين خبره، فقال عمر‏: مَنْ هذا الذي تأتينا وقائِعهُ قبل معرفة نسبه؟ فقال له قيس بن عاصم:‏ أما إنه غَيْرُ خامل الذّكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنّى بن حارثة الشّيبانيّ. ثم إن المثنى قدم على أبي بكر فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابعثني على قومي؛ فإن فيهم إسلامًا؛ أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهْلَ ناحيتي من العدوّ، ففعل ذلك أبو بكر، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار على أهل فارس ونواحي السّواد حَوْلًا مُجَرَّمًا، ثم بعث أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، ويقول له:‏‏ إن أمدَدْتني وسمعَتْ بذلك العرب أسرعوا إليّ؛ وأذلَّ الله المشركين، مع أني أخبرك يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن الأعاجمَ تخافنا وتتّقينا. فقال له عمر‏: يا خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ابعث خالد بن الوليد مدَدًا للمثنى بن حارثة يكون قريبًا من أهلِ الشّام؛ فإن استغنى عنه أهل الشّام ألحّ على أهل العراق حتى يفتح الله عليه؛ فهذا الذي هاج أبا بكر على أن يبعث خالد بن الوليد إلى العراق.
(< جـ4/ص 19>)‏
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال