تسجيل الدخول


أبو سهل بريدة بن الحصيب الأسلمي

يكنى: أبا عبد اللّه، وقيل: أبا سهل، وقيل: أبا الحصيب، وقيل: أبا ساسان، والمشهور: أبو عبد اللّه. أسلم حين مَرّ به النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مهاجرًا بالغميم، وأقام في موضعه حتى مضت بَدْر وأحد، ثم قدم بعد ذلك. وقيل: أسلم بعد منصرف النبيّ ــ صَلَّى الله عليه وسلم ــ من بَدْر. ويقال: أسلم حين مرّ به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى الهجرة وأقرأه صَدْرًا من سورة مريم، ثمّ قدم عليه المدينة مهاجرًا بعد أُحُد فتعلّم بقيّة سورة مريم. في الصّحِيحَيْن عنه أَنه غزَا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ستّ عشرة غزوة. ويقال: أسلم قبل بَدْر، ولم يشهدها وشهد الحُدَيْبية، فكان ممن بايع بَيْعة الرّضوان تحت الشّجرة، وذلك أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا هاجر من مكّة إلى المدينة وانتهى إلى الغميم أتاه بُرَيْدَة بن الحُصَيْب، فأسلم هو ومَنْ معه، وكانوا زُهاء ثمانين بيتًا فصلَّى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم العشاء فصلوا خَلْفه ثم رجع بُرَيْدَة إلى بلاد قومه، وقد تعلُّم شيئًا من القرآن ليلتئذ، ثم قدم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أُحد، فشهد مَعهُ مشاهدَه، وشهد الحُدَيْبية. وقال أبو بكر بن عبد الله بن أبي جَهْم: أمر رسول الله بأسارى المُرَيْسيع فكُتفوا وجُعلوا ناحيةً، واستعمل بُريدةَ بن الحُصيب عليهم. وعقد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في غَزْوَة فتح مكّة لواءين فحمل أحدَهما بُريدة بن الحُصيب وحمل الأخر ناجية بن الأعجم، وبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بُريدة بن الحُصيب على أسلم وغفار يصدّقهم، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين أراد غَزْوَةَ تَبوكَ إلى أسلم يستنفرهم إلى عدوّهم. ولم يزل بعد وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مقيمًا بالمدينة حتى فُتحت البصرة ومُصّرَت فتحوّل إليها واختطّ بها ثمّ خرج منها غازيًا إلى خراسان في زمن عثمان ثم تحوّل إلى مَرْو فسكنها. روى عبد اللّه بن بُرَيْدة، عن أبيه قال: قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلَّا كَانَ قَائِدًا وَنُورًا لَهُمْ يَومَ القِيَامَةِ". وروى عبد اللّه بن بريدة عن أبيه أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال له وللحكم بن عمرو الغفاري: "أَنْتُمَا عَيْنَانِ لِأهْلِ المَشْرِقِ" فَقَدمَا مَرْوَ، وماتا بها. وقال عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان يتفاءل ولا يتطير، فركب بريدة في سبعين راكبًا من أهل بيته من بني سهم، فلقي النبي صَلَّى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: "مِمَّنْ أَنْتَ؟": قَالَ: مِنْ أَسْلَمَ، فقال لأبي بكر: "سَلِمْنَا"، ثم قال: "مِنْ بَنِي مَنْ؟" قال: من بني سهم، قال: "خرج سهمك". ولما حضرته الوفاة رضي الله عنه أوصى بُريدة الأسْلَمي أن توضع في قبره جريدتان. وكان مات بأدنى خُراسان فلم توجد إلاّ في جوالق حمّار. وتوفّي بريدة بن الحُصَيْب بخراسان سنة ثلاث وستّين في خلافة يزيد بن معاوية‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال