الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
مواقف أخرى
طرف من كلامه
أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري
لبيد بن ربيعة بن عامر الكلابي، العامري، الجعفري، وقيل: لَبيد بن ربيعة بن مالك. الشاعر المشهور.
يكنى أبا عقيل. وقال هشام: كان للبيد بالكوفة بنون فرجعوا كلهم إلى البادية أعرابًا، وروى خارجة بن عبد الله بن كعب قال: قدم وفد بني كلاب، وهم ثلاثَة عشرَ رجلًا، على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في سنة تسع، وفيهم لبيد بن ربيعة، فنزلوا في دار رَمْلة بنت الحَدَث، ثم جاءوا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسلّموا عليه سلام الإسلام وأسلَموا، ورجعوا إلى بلاد قومهم. وقال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: أسلم لبيد وحَسُنَ إسلامه، ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه.
قال ابن حجر العسقلاني: "عامر بن مالك جدّه، إن كان هو أبو بَراء ملاعب الأسنة فليذكر لبيد فيمن صحب هو وأبوه وجدّه، إلا أنني لم أرَ مَنْ صرح بصحبة ربيعة، لكنه أدرك العَصْرَ النبوي، وراسله حسان بن ثابت". قال المَرْزَبَانِيُّ في "معجمه": كان فارسًا شجاعًا شاعرًا سخيًا، قال الشعر في الجاهلية دهرًا، ثم أسلم، ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة: سَلْ لبيدًا والأغلب العجلي ما أحْدَثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني اللهُ بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في عطائه؛ قال: ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتًا واحدًا:
مَا عَاتَبَ المَرْءُ اللَّبِيبُ كَنَفْسِهِ وَالمَرْءُ يُصْلِحِهُ الجَلَيسُ الصالِحُ
ويقال: بل قوله:
الحَمْدُ للهِ إِذْ لَمْ يَأْتَنِي أَجَلِي حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الإِسْلامِ سِرْبَالَا
قال الْعَسْكَرِيُّ: كان عمره مائة وخمسًا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية. قال ابن حجر العسقلاني: "المدةُ التي ذكرها في الإسلام وَهْمٌ، والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين، إلا أن يكون ذلك مبنيًّا على أن سنةَ وفاته كانت سنةَ نَيف وستين، وهو أحَدُ الأقوال". وقال أبو عمر: البيت الذي أوله:
الحَمْدُ للهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي
ليس للبيد؛ بل هو لقردة بن نُفاَثة، وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ
ثبت أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةَ لَبِيدَ"
، فذكر هذا الشطر
(*)
. قال أَبُو عُمَرَ: في هذه القصيدة ما يدل على أنه قاله في الإسلام؛ وذلك قوله:
وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا سَيَعْلَمُ سَعْيَهُ إِذَا كُشِّفَتْ عِنْدَ الإِلَهِ المَحاَصِلُ
قال ابن حجر العسقلاني: "ولم يتعين ما قال؛ بل فيه دلالةٌ على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره مِنْ عقلاء الجاهلية كقُسّ بن ساعدة، وزَيد بن عمرو؛ وكيف يخفى على أبي عمر أنه قالها قبل أنْ يسلم مع القصة المشهورة في السير لعثمان بن مظعون مع لبيد لما أنشد قُريشًا هذه القصيدة بعَيْنها؛ فلما قال: أَلَا كلّ شيء... قال له عثمان: صدقتَ، فلما قال: وكلُّ نعيم لا محالة زائل، قال له عثمان: كذبت، نَعِيمُ الجنة لا يزول، فغضب لبيد، وكادت قريش تضرب سيفهم على وَجهه، إنما كان هذا قبل أن يسلم لبيد. نعم، ويحتمل أن يكون زَاد هذا البيت بخصوصه بعد أَنْ أسلم، ويكون مُرَاد من قال: إنه لم ينظم شعرًا منذ أسلم، يريد شعرًا كاملًا لا تكميلًا لقصيدةٍ سبق نَظْمُه لها". وقال أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِي في "المعمرين": قالوا: عاش لبيد مائة وعشرين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم؛ قال: وسمعت الأصمعي يقول: كتب معاوية إلى زياد أن اجعل أعطيات الناس في ألفين، وكان عطاء لبيد ألفين، وخمسمائة، فقال له زياد: أبا عقيل، هذان الخراجان، فما بال هذه العلَاوَة؟ قال: الحق الخراجين بالعِلَاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلًا حتى يصير لك الخراجان والعِلَاوة؛ قال: فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره، فما أخذ لبيد عطاءً آخر حتى مات. وحكى الرّياشِيّ، وهو في ديوان شعره، من غير رواية أبي سعيد السكري؛ قال: لما اشتد الجَدْب على مُضَر بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد عليه وَفْد قيس، وفيهم لبيد فأنشده:
أَتَيْنَاكَ
يَا خَيْرَ
البَرِيَّةِ
كُلِّهَا لِتَرْحَمَنا
مِمَّا لَقِينا مِنَ الأَزْلِ
أَتَيْنَاكَ
وَالعَذْرَاءُ تَدْمَى
لِبَانُهَا وَقَدْ ذَهِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفْلِ
فَإِنْ تَدْعُ بِالسُّقْيَا وَبِالعَفْو تُرْسِلِ الــ سَّمَاءُ وَالأَمْرُ يَبْقَى عَلَى الأَصْلِ
وَأَلْقَى تَكنِّيهِ الشُّجَاعُ اسْتِكـَانةً مِنَ الجُوعِ صُمْتًا لَا يُمِرُّ ولا يُحْلِي
وفي الصحيحين، عن أبي هريرة: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ
وقع في "معجم الشعراء" للمرزباني أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالها على المنبر. وقال المدائني، عن يزيد بن رُومان، وغيره؛ قالوا: وفد من بني كلاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة عشر رجلًا منهم لَبيد بن ربيعة. قال أَكثر أَهل الأَخبار: لم يقل شعرًا منذ أَسلم. وكان شريفًا في الجاهلية والإِسلام، وكان قد نذر أَن لا تهبّ الصَّبا إِلا نحر وأَطعم. ثم إِنه نزل الكوفة، وكان المغيرة بن شعبة إِذا هبت الصبا يقول: أَعينوا أَبا عَقِيل على مروءَته: قيل: هبت الصبا يومًا، وهو بالكوفة، ولبيدٌ مُقْتِر مُملق، فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أَبي معيط، وكان أَميرًا عليها، فخطب الناس وقال: إِنكم قد عرفتم نَذْرَ أَبي عَقِيل، وما وَكَّد على نفسه، فأَعينوا أَخاكم، ثم نزل، فبعث إِليه بمائة ناقة، وبعث الناس إِليه فقضى نذره، وكتب إِليه الوليد:
أََرى الجزَّارَ
يَشْحَذُ شَفْرَتَيْهِ إِذَا هَبَّتْ
رِيَاحُ أَبِي عَقِيلِ
أَغَرَّ
الوَجْهِ
أَبْيَضَ
عَامِرِيٍّ طَويلِ الباعِ كالسَّيفِ الصَّقِيلِ
وَفَى ابْنُ الْجَعْفَرِيِّ
بَحَلْفَتَيهِ عَلَى
الْعِلاَّتِ
وَالْمَالِ القَلِيلِ
بِنَحْرِ الكُومِ إِذ سَحَبَتْ عَلَيهِ ذُيُولَ صَبًا تَجَاوَبُ بِالْأَصِيلِ
فلما أَتاه الشعر قال لابنته: أَجيبيه، فقد رأَيتيني وما أَعيا بجواب شاعر. فقالت:
إِذا هَبَّتْ رِيَاحُ
أَبِي عَقِيْلِ دَعَونَا
عِنْدَ
هَبَّتِهَا الْوَلِيْدَا
أَشَمَّ الْأَنْفِ أَصْيدَ عَبْشَمِيًّا أَعَانَ
عَلَى مُرُوءَتِهِ
لَبِيدًا
بأَمثَالِ الْهِضَابِ
كَأَنَّ
رَكْبًا عَلَيْهَا مِنْ بَنِي حَامٍ قُعُودًا
أَبَا وَهْبٍ جَزَاكَ الْلَّهُ
خَيْرًا نَحَرْنَاهَا
وَأَطَعَمْنَا
الْثَّرِيدَا
فَعُدْ
إِنَّ الْكَرِيْمَ
لَهُ
مَعَادٌ وَظَنِّي يَا ابْنَ أَرْوَى أَنْ تَعُودَا
ثم عرضت الشعر على أَبيها، فقال: قد أَحسنت، لولا أَنك استزدتيه! فقالت: والله ما استزدته إِلا أَنه ملك، ولو كان سُوقة لم أَفعل، وكان لبيد بن ربيعة وعلقمة بن عَلاَثة العامريان من المؤلفة قلوبهم وحسن إِسلامهما. ومما يستجاد من شعره قوله من قصيدة يرثي أَخاه أَربد:
أَعَاذِلَ، مَا
يُدْرِيكَ
إِلاَّ
تَظَنِّيًا إِذَا رَحَلَ الْسُّفَّارُ: مَنْ هُوَ رَاجِعُ
أَتَجزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ لِلفَتَى وَأَيُّ كَرِيمٍ
لَمْ
تُصِبْهُ الْقَوَارِعُ
لعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الْضَّوَارِبُ بِالْحَصَى وَلاَ زَاجِرَاتُ الْطَّيْرِ مَا الله صَانِعُ
وَمَا الْمَرْءُ إِلاَّ كَالْشِّهَابِ وَضَوْئِهِ يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ مَا هُوَ سَاطِعُ
وَمَا الْبِرُّ إِلاَّ مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى وَمَا الْمَالُ إِلاَّ مُعْمَرَاتٌ وَدَائِعُ
قال عمر بن الخطاب يومًا للبيد بن ربيعة: أَنشدني شيئًا من شعرك، فقال: ما كنت لأَقول شعرًا بعد أَن علمني الله "البقرة" "وآل عمران"، فزاده عمر في عطائه خمسمائة، وكان أَلفين، فلما كان في زمن معاوية قال له معاوية: هذان الفودان، فما بال العِلاوة؟ يعني بالفَودَين الأَلفين، وبالعلاوة الخمسمائة، وأَراد أَن يحطه إِياها فقال: أَموت الآن وتبقى لك العلاوة والفَودَان! فَرَقَّ له وترك عطاءَهُ على حاله، فمات بعد ذلك بيسير، وقال هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، وغيره: عاش مائة وثلاثين سنة، وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مَرْوان أنه عاش مائة وأربعين. وقال البُخَارِيُّ: قال الأويسي، عن مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة. وأخرج ابْنُ مَنْدَه وسعدان بن نصر عن عائشة، أنها قالت: رحم الله لبيدًا حيث يقول:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ
قالت عَائِشَةُ: فكيف لو أدرك زماننا هذا، قال عُرْوَةُ: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زمانَنا هذا. قال هشام: رحم الله عُروة، كيف لو أدرك زماننا، واتصلت السلسلة هكذا إلى سَعْدان وإلى ابن منده. وقال الْمُبَرِّدُ: لما أسلم لبيد نذر ألّا تَهبَّ الصبا إلا أطعم، وكان امتنع من قول الشعر، فهبَّت الصبا وهو مُمْلِق، فقال لابنته: قولي شعرًا، وذلك في إمْرَةِ الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت:
إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُ
أَبِي عَقِيلٍ دَعَوْنَا
عِنْدَ هَبَّتِهَا
الوَليدَا
الأبيات والقصة. ومما يستجاد من شعره قوله:
وَاكْذِبِ
النَّفْسَ
إِذَا
حَدَّثْتَهَا إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِي بِالأَمَلْ
قال الْمَرْزَبَانِيَّ: سمع الفرزدق رجلًا ينشد قول لبيد:
وَجَلَا السُّيولُ عَنِ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا زُبُرٌ
تَجِدُّ
مُتُونَهَا
أَقْلَامُها
فنزل عن بغلته وسجد، فقيل له: ما هذا؛ فقال: أنا أعرف سجدةَ الشعر كما يعرفون سجدةَ القرآن، وروى يوسف بن عمرو ــ وكان من كبار أصحابِ ابن وهب ــ عن عائشة قالت: رَوَيْتُ للبيد اثني عشر ألف بيت. وقيل: إِنه لم يدرك خلافة معاوية، وإِنما مات بالكوفة في إِمارة الوليد بن عقبة عليها في خلافة عثمان، وهو أَصح. ولما مات بعث الوليد إِلى منزله عشرين جزورًا، فنحرت عنه. روى أَن الشعبي قال لعبد الملك بن مروان تعيش ما عاش لبيد بن ربيعة. وذلك أَنه لما بلغ سبعًا وسبعين سنة أَنشأَ يقول:
بَاتَتْ تَشَكَّي إلَيَّ الْنَّفْسُ مُجهشَةً وَقَدْ حَملْتُكِ سَبْعًا بَعْدَ سَبْعِيْنَا
فَإنْ
تُزَادِي
ثَلَاثًا تَبَلُغِي أَمَلًا وَفِي الْثَّلَاثِ
وَفَاءٌ
لِلْثَّمَانِينَا
عاش حتى بلغ تسعين، فقال:
كَأنِّي وَقَدْ جَاوَزْتُ تِسعِينَ حَجَّةً خَلَعْتُ بِهَا عَنْ مَنْكِبَيَّ رِدَائِيًا
ثم عاش حتى بلغ مائة وعشرًا فقال:
ألَيْسَ فِي مَائِةٍ قَدْ عَاشَهَا رجُلٌ وَفِي تَكَامُلِ عَشْرٍ بَعَْدَها عُمْرُ
ثم عاش حتى بلغ مائة وعشرين، فقال:
وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا وَسُؤَالِ هَذَا الْنَّاسِ كَيْفَ لَبِيدُ؟
قال مالك بن أنس: بلغني أن لبيد بن ربيعة عاش مائة وأربعين سنة. وقيل: مات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. وقيل: مات سنة إِحدى وأَربعين. ثم دخل معاوية الكوفة، وتسلم الأَمر ونزل بالنُّخَيْلة. وعن عبد الملك بن عمير قال: مات لَبيد بن ربيعة ليلة نزل معاوية النُّخَيْلَة لمصالحة الحَسَن بن عليّ. وقال هشام:كان لَبيد قَدْ هَاجر إلى الكوفة فنزلها، ومات بها فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب، وكان الناس يُدْفِنُون في صَحَارِيهم. وعن جعفر بن كلاب قال: جعل لَبيد بن ربيعة يَهْذِي عند موته فأَهْتَرَ بهذا يقول ألم أقل لكم أَعْلِفُوا الجَمَلَ، يُردِّد ذلك. وعن هِشام بن جعفر بن كلاب بن أشياخه قال: لما حَضَر لَبِيد الموت دَخَلَ عليه أَشْيَاخُ بني جعفر وشُبَّانهم فقال: نَوّحوا عليّ حتى أسمع فقال شابٌ منهم:
لِتَبْكِ لَبِيدًا كُلُّ قِدْرٍ وَجَفْنَةٍ وتبكي الصَّبَا مَنْ بادَ وهو حَميدُ
فقال: أحسنتَ يابن أخي فزدني، فقال: ما عندي غير هذا البيت، قال لبيد: أسرع ما أَكْدَيْت.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال