1 من 4
عمرو بن مُرة بن عبس بن مالك بن المحرَّث بن مازن بن سَعْد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جُهينة.
نسبه ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ البَرْقِيِّ، وقال خليفة مثله، لكن سقط منه عبس، وزاد فيه بين نصر وغطفان مالكًا. ونسبه ابن يونس كالأول، لكن قال سعد بدل نصر.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: كان في عَهْدِ النبي صَلَّى الله عليه وسلم شيخًا كبيرًا، وشهد معه المشاهدَ، يكنى أبا طلحة، وأبا مريم، ويقال: إن أبا مريم الأزدي آخر أسلم قديمًا، وشَهِد كثيرًا من المشاهد، وكان أول مَنْ أَلْحق قضاعة باليمن، وهو القائل:
[الرجز]:
نَحْنُ بَنُو الشَّيْخِ الهِجَانِ الأزْهَرِ قُضَاعَة بْن مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ
في قصةٍ جرَتْ له مع معاوية لما أمره أن ينسب في مصر؛ ذكرها الزبير بن بكار.
قال البَغَوِيُّ: سكن مصر، وقدم دمشق.
وقال ابْنُ سُمَيْعٍ: مات في خلافة عبد الملك بن مروان، وهكذا نقله أبو زُرْعة الدمشقي في "تاريخه"، عن أبي ميسرة.
وقال ابْنُ حِبَّانَ، وأَبُو عُمَرَ: مات في خلافة معاوية، وله في جامع الترمذي حديثٌ واحد في كتاب الأحكام، وهو عند أحمد أيضًا مِنْ رواية علي بن الحكم، أخبرني أبو الحسن، قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعْتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ والخلَّةِ وَالمَسْكَنَةِ إِلَّا أَغْلَقَ اللهُ تَعَالَى أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَمَسْأَلَتِهِ وَمَسْكَنتِهِ" أخرجه الترمذي في السنن 3/619 كتاب الأحكام (13) باب (6) حديث رقم 1332، وأورده المنذري في الترغيب 3/177.، قال: فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس.(*)
وله في مسند أَحْمَد حديثان آخران: أحدهما في ذمّ العقوق، والآخر: سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ سَعْدٍ فَلْيَقُمْ". فقمت، فقال: "اقْعُدْ"، فصنع ذلك ثلاثًا... الحديث(*).
وله عند الطَّبَرَانِيِّ عِدَّةُ أحاديث، منها حديثٌ طويل في قصةِ إسلامه ورجوعِه إلى قومه، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ووفَدُوا.
أخرجه ابْنُ سَعْدٍ، ومنها ما أخرجه ابن منده، مِن طريق عيسى بن طلحة، عن عَمْرو بن مرة الجهني، قال: جاء رجلٌ من قُضاعة إلى رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم... فذكر قصةَ إسلامه.
وأخرجه الطَّبَرَانِيُّ مِنْ هذا الوجه عن عمرو بن مرة أنه أتَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "مِمَّنْ أنْتَ"؟ قال: مِنْ قضاعة،(*) ومنها مِن طريق ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة، قال: قلتُ: يا رسول الله، ممن نحن؟ قال: "أَنْتُمْ مِنْ الْيَدِ الطَّلِيقَةِ، واللُقمَةِ الهَنِيئَةِ، مِنْ حِمْيَرَ".(*)
وروى عنه أيضًا حجر بن مالك، وعبد الرحمن بن الغار بن ربيعة، وآخرون.
(< جـ4/ص 563>)
2 من 4
أبو مريم الجهني: عمرو بن مرة. تقدم في الأسماء.
(< جـ7/ص 307>)
3 من 4
أبو مَرْيم الجهني، آخر. ويحتمل أن يكون الأول [[يعني: أبا مريم الجهني: عمرو بن مرة]].
ذكره الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ في أخبار المدينة، من طريق خارجة بن رافع الجُهَني؛ قال: جاء رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يعود رجلًا من أصحابه من جُهينة من بني الربعة، يقال له أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الذي فيه الأرَاكة، وبين منزلهم الآخر الذي في دُور الأنصار، فصلى في ذلك المنزل؛ فقال نفر من جُهَينة لأبي مريم: لو لحقْتَ برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فسألته أن يخطَّ لنا مسجدًا، فلحقه، فقال: "مَا لَكَ يَا أبَا مَرْيَمَ"؟ قال: لو خططْتَ لقومي مسجدًا. قال: فجاء فخطَّ لهم مسجدهم في بني جُهينة(*).
(< جـ7/ص 307>)
4 من 4
أبو مريم الفلسطيني الأزدي.
ذكره الطَّبَرِيُّ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم ابن مخرمة، عن أبي مريم الفلسطيني؛ وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
وقال البَغَوِيُّ: أبو مريم، سكن فلسطين، ووفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يقال له عمرو بن مرة الجهني.
وأخرج أبُو دَاوُدَ في كتاب "الخَرَاجِ" من "السُّنَنِ"، و"التِّرْمِِذِيُّ"، من طريق يحيى بن حمزة، عن يزيد بهذا الإسناد؛ فقالا: عن أبي مريم الأزدي؛ قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ وَلِيَ مِنْ أمُور النَّاسِ شَيْئًا فاحْتَجَبَ عَنْ خَلَّتِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ احْتَجَبَ الله عنْ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَفَاقَتِهِ"أخرجه أبو داود 3/357(2948) والحاكم في المستدرك 4/93 وصحح إسناده وأقره الذهبي والبيهقي في السنن10/101 والطبراني في الكبير 22/331(832) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/35(14739).، قال: فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس(*).
وأخرجه البَغَوِيُّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد. وأخرجه ابن أبي عاصم، وسمويه، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق صدقة بن خالد، عن يزيد، عن رجل من أهل فلسطين، يكنى أبا مريم.
وفي رواية الطَّبَرَانِيُّ: عن رجل من بني الأزد. وترجم له ابنُ أبي عاصم: أبو مريم السكوني؛ وأظن قوله السكوني وهمًا.
وذكر التِّرْمِذِيُّ ــ عن البُخَارِيِّ ــ أن صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهني.
وأورد التِّرْمِذِيُّ، من طريق علي بن الحكم، عن الحسن؛ قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أغْلَقَ بَابَهُ... " ذكره المتقي الهندي في الكنز (14746) وعزاه للحاكم عن عمرو بن مرة الجهني وفي الحاكم 4 / 94 وقال الذهبي: صحيح. فذكر الحديث بنحوه. وقال: غريب، ويروى من غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنه عمرو بن مرة الجهني، وكأنه سلف البغوي في ذلك؛ وفيه نظر؛ فإن سنَدَ الحديثين مختلف، وكذا سياق المتن.
وقد جزم غير واحد بأنه غيره.
وقال ابْنُ عَسَاكِرَ: أبو مريم الأزدي من الصحابة قدم دمشق على معاوية، وروى حديثًا واحدًا، وساقه من طريق محمد بن شعيب بن سابور، عن أبي المعطل مولى بني كلاب، وكان قد أدرك معاوية؛ قال: قدم رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيًا... فذكر قصته مع معاوية؛ وزاد، فقال معاوية: ادعوا لي سعدًا ــ يعني حاجبه، فقال: اللهم إني أخلع هذا من عُنقي، وأجعله في عنق سعد؛ من جاء يستأذن علي فائذن له، يقضي الله على لساني ما شاء.
وأخرجه في ترجمة أبي المعطّل، من طريق الطبراني في الأوسط، عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن محمد بن شعيب؛ وقال في آخره: كان أبو المعطل من الثقات.
قال ابْنُ عَسَاكِرِ: فَرّق بن سُميع بين أبي مريم هذا وبين عمرو بن مرة. وأما قولُ ابن أبي عاصم: إنه سكوني فلا يثبت. وأبو مريم السكوني، آخر، تابعي معروف، يروي عن ثوبان، وعنه عبادة بن نُسَيّ، ذكره البخاري وغيره؛ وهذا قد صرح بسماعه من النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
(< جـ7/ص 308>)