تسجيل الدخول


أبو هنيدة وائل بن حجر الحضرمي

وائل بن حُجْر بن ربيعة، ويقال: ابن حُجْر بن سعد، ويقال: ابن حُجر بن سعيد الحَضْرَمِيّ:
يُكْنَى أبا هنيدة. بَشْر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أصحابه به قبل قدومه، وقال: "يأتيكم وائل بن حُجْر من أرضٍ بعيدةٍ من حضرموت طائعًا راغبًا في الله وفي رسوله؛ وهو بقية أبناء الملوك"(*) فلما دخل عليه رحَّب به، وأدناه من نفسه، وقرَّب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عليه مع نفسه على مقعده، وقال‏:‏ "اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده"(*)، وكان له شَعَرٌ، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "ذُبابٌ"، فذهب فأخذ من شعره ثم جاءه فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "لِمَ أخذتَ من شعرك؟" فقال: سمعتك تقول ذُباب فظننتك تعنيني، فقال: "ما عنيتك، وهذا أحسن"(*)، وذباب كلمة يمانيّة‏. شهد مع عليّ صفين، وكان على راية حضرموت يومئذ. أنشد محمد بن حجر قَوْل الشاعر:
إِنَّ الأغَرَّ أَبَا هُنَيْدَةَ وَدَّني بِوَسَائِلٍ وَقَضَاءِ بَيْتٍ وَاسِعٍ
وسمعتُ أبي أو عَمّي يقول: أهلُ بيتي يقولون: وائل بن حجر كان أَبوه من ملوك حضرموت. وقال ابْنُ حِبَّانَ: كان بقية أولاد الملوك بحَضْرَموت.
استعمله النبي صَلَّى الله عليه وسلم على الأَقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كُتب؛ منها كتابٌ إلى المهاجر بن أبي أميّة، وكتاب إلى الأقيال والعباهلة، وأَقطعه أَرضًا، وأَرسل معه معاوية بن أَبي سفيان راجلًا معه، وقال: "أَعطها إِياه"، فقال له معاوية: "أردَفْني خَلْفَك" وشكى إِليه حَرَّ الرمضاء، قال: لست من أَرداف الملوك، فقال: أَعطني نعلك، فقال: انتعل ظل الناقة، قال: وما يغني ذلك عني؟! وقال للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: إِن أَهلي غَلَبُوني على الذي لي، قال: "أَنَا أَعْطِيْكَ ضِعْفَهُ"، ونَزَلَ الكوفة في الإِسلام وعَقِبه بها، وعاش إِلى أَيام معاوية وَوَفَدَ عليه فأَجلسه معه على السَّرِير، وذَكَّره الحديث، ورَحَّبَ به وأجازه لوفوده عليه، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وقال: يأخذه مَن هو أولى به مني، فأنا في غِنى عنه‏، قال وائل: فَوَددْتُ أَني كنتُ حَمَلتُه بين يديّ. قال أَبُو نُعَيْمٍ: أصعده النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على المنبر، وكتب له عهدًا، وقال: "هذا وائل سيّد الأقيال"(*). وكان وائل بن حُجْر زاجرًا حَسَنَ الزّجْر؛ وخرج يومًا من عند زياد بالكوفة وأميرها المغيرة، فرأى غُرابًا ينعق، فرجع إلى زياد؛ فقال له: يا أبا المغيرة، هذا غراب يرحّلكَ من ها هنا إلى خَيْر، فقدم رسولُ معاوية من يومه إلى زياد أنْ سِرْ إلى البصرة واليًا.‏
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أَحاديث، وروى عنه ابناه: علقمة وعبد الجبار، وقيل: إِن عبد الجبار لم يسمع من أَبيه، وروى عنه كُليب بن شِهاب الجَرْمي، وأُمّ يحيى زوجته، وغيرهما. قال وائل بن حُجْر: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قَرَأَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال: "آمين"، مَدَّ بها صوته(*)أخرجه الترمذي 2 / 27 في أبواب الصلاة (248) وقال وفي الباب عن علي وأبي هريرة وحديث وائل حسن.. مات وائل في خلافة معاوية.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال