تسجيل الدخول


وحشي بن حرب الحبشي

((وَحْشِيّ بن حَرْب الحَبَشي)) ((هو مولى لطعيمة بن عَدِيّ، وقيل مولى جُبَير بن مُطْعِم بن عَدِيّ بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي)) أسد الغابة.
((يكنى أبا سلمة، وقيل أبا حَرب)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أكثرهم قال: يُكْنَى أبا دَسْمة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((نزل حمص حتّى مات بها وولده بها إلى اليوم.)) الطبقات الكبير. ((قال أبو عمر:‏ رُويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وَحْشيّ بن حرب بن وحشيّ بن حرب، عن أبيه حرب بن وحشي، عن أبيه وحشي، وهو إسنادٌ ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظنَّ بعضُ أَهلِ الحديث أنّ هذا الإسناد:‏ وحشي بن حرب بن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جدّه ليس هو وحشي هذا فغلط والله أعلم‏. وزعم محمد بن الحسين الأزديّ الموصليّ أنّ وَحْشي بن حرب الذي يروي عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب غير أبي دَسمة قاتل حمزة، وأنّ ذلك كان يسكن دمشق، وهذا الّذي روى عنه ولده سكن حِمْص، وليس كما قال، والذي سكن حمص هو الذي قتل حمزة، ولا يصحُّ وحشي بن حرب غيره‏. والدّليل على ذلك ما حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، قال:‏ حدّثنا قاسم بن أصبغ‏، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران، قال‏:‏ حدّثنا محمد بن نمير، قال‏: حدّثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري، قال: خرَجْتُ أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص وبها وَحْشي، فقلنا: لو أتيناه فسألناه عن قَتْله حمزة كيف قتله؟ فأقبلنا نحوه فلقِينا رجلًا ونحن نسأل عنه، فقال: إنه رجل قد غلبت عليه الخمر، فإِنْ تجداه صاحيًا تجداه رجلًا غربيًا يحدِّثُكما ما شئتما من حديثٍ، وإن تَجداه على غير ذلك فانصرِفَا عنه. قال: فأقبلنا حتى انتهينا إليه... وذكر تمام الخبر. وفي هذا ما يدل على أنَّ وحشيًا قاتل حمزة سكن حِمْص، وهو الذي يحدِّث عنه ولده.‏ وهو إسنادٌ ضعيف لا يحتج به.‏ وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث مُنْكَرة لم تُرْوَ بغير ذلك الإسناد؛ والله أعلم‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أَخبرنا عبيد اللّه بن أَحمد بإِسناده، عن يونس عن ابن إِسحاق قال: حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جَعفر بن عمرو بن ـــ أُمية الضمري قال: خرجت أَنا وعُبيدَ اللّه بن عَدِيّ بن الخيار مُدْرِبين في زمن معاوية، فلما قفلنا مَرَرْنا بحمص، وكان وحشي ـــ مولى جبير بن مطعم قد سكنها ـــ فلما قدمناه قال لي عُبَيد اللّه بن عَدِيّ: هل لك أَن نأْتي وحشيًا فنسأَله عن قتل حمزة، كيف قتله؟ فقلت: إِن شئتَ. فخرجنا نسأَل عنه بحمص، فقال لنا رجل ونحن نسأَل عنه: إِنكما ستجدانه بفناء داره، وهو رجل قد غلبت عليه الخمر. فإِن تجداه صاحيًا تجداه رجلًا عربيًا، وتصيبا عنده ما تريدان، وإِن تجداه وبه بعض ما يكون به، فانصرفا عنه ودعاه. فخرجنا نمشي حتى جئنا، فوجدناه بفناء داره، فسلمنا عليه فرفع رأْسه إِلى عُبَيد اللّه بن عَدِيّ فقال: ابنٌ لعَدِيّ بن الخيار أَنتَ؟ قال: قلت: نعم. قال: أَما والله ما رأَيتُك مذ ناولتك السعديّة التي أَرضعتك، فإِني ناولتها إِياك بذي طُوًى، فَلمَعت لي قدماك حين رفعتُك إِليها، فوالله ما هو إِلا أَن وقفتَ عليَّ فعرفتهما. فقلنا له: جئناك لتحدّثنا عن قتلكَ حمزةَ بن عبد المطلب، كيف قتلتَه؟ فقال: أَما إِني سأَحدّثكما كما حدّثتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم حين سأَلني عن ذلك: كنت غُلامًا لجبير بن مُطعِم، وكان عَمّه طعَيمة بن عدي قد قُتِل يوم بدر، فلما سارت قريش إِلى أُحد قال لي جبير: إِن قتلتَ حمزة عم محمد بعمي فأَنت عَتِيق. فخرجت مع الناس حين خرجوا إِلى أُحد، فلما التقى الناس خرجتُ أَنظر حمزة وأَتبصَّره، حتى رأَيته مثل الجمل الأَورَقِ في عُرْضِ الناس يَهُذُّ الناس بسيفه هَذًا، ما يقوم له شيء، فوالله إِني لأَريده واستترت منه بشجرة ـــ أَو: بحَجَر ـــ ليدنو مني، وتقدّمني إِليه سباع بن عبد العُزَّى، فلما رآه حمزة قال: إِليّ يا بن مُقَطِّعة البُظُور. وكانت أُمه خَتَّانة بمكة، فوالله لكأَنَّ ما أَخطأَ رأْسه، فهَزَزتُ حَرْبتي، حتى إِذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت في ثُنَّتِه حتى خرجت من بين رجليه. وخليت بينه وبينها حتى مات، ثم أَتيته فأَخذتُ حربتي، ثم رجعت إِلى العسكر، ولم يكن لي بغيره حاجة. فلما قَدمتُ مكة عَتَقْتُ. ثم أَقمتُ حتى افتتحها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فهرَبتُ إِلى الطائف. فكنت بها. فلما خرجَ وفدُ أَهل الطائف إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليسلموا، ضاقت عليّ الأَرض وقلت: أَلحق بالشام أَو باليمن، أَو بِبعض البلاد. فإِني لفي ذلك إِذ قال لي رجل: ويحك! إِنه والله ما يقتل أَحدًا من الناس دَخَل في دينه. فلما قال لي ذلك خرجتُ حتى قدمتُ على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينةَ، فلم يَرُعه إِلا وأَنا قائم على رأْسه، أْشهد شهادةَ الحق. فلما رآني قال: "وحشي؟" قلت: نعم. قال: "اقْعُدْ فَحَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزةَ". فحدثتَه كما حدثتكما. فلما فَرَغْت من حديثي قال: "وَيْحَكَ! غَيِّبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَلَا أَرَاكَ". فكنت أَتنكَّبُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم حيث كان، فلم يرني حتى قبضه الله تعالى.)) أسد الغابة.
((كان الوليد بن مسلم يحدّث عن رجل من ولده يقال له وحشيّ بن حرب أحاديث عن أبيه عن جدّه عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: وقال الوليد بن مسلم: حدّثني وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جدّه وحشيّ بن حرب قال: لمّا عَقَدَ أبو بكر، رضي الله عنه، لخالد بن الوليد على أهل الرّدّة قال لي: يا وحشيّ اخرج مع خالد فقاتل في سبيل الله كما كنت تقاتل لتَصُدّ عن سبيل الله، فخرجت معه فلقينا بني حنيفة فهزموا المسلمين مرّتين أو ثلاثًا، ثمّ تاب الله عليهم فصبروا لوقع السيوف على رءوسهم حتّى رأيتُ شُهُب النّار تخرج من خلال السيوف حتّى سمعتُ لها أصواتًا كأصوات الأجراس فضربتُ بسيفي حتّى غَرِيَ قائمُه بيَدي من الدم، فأنزل الله، تبارك وتعالى، نصره فهزم الله بني حنيفة وقتل الله مُسيلمة. ثمّ قال: قال أبو بكر، رضي الله عنه، فسمعتُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "خالد سيف من سيوف الله صبّه الله، تبارك وتعالى، على المشركين"(*))) الطبقات الكبير. ((شهد وَحشي اليرموك))
((عاش وَحْشِي إلى خلافة عثمان.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان أَسْود من سُوَدان مكة، عبدًا لابنة الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عَبْد مَنَاف بن قُصَيّ، ويقال بل كان عبدًا لِجُبَيْر بن مُطْعِم بن عَدِيّ بن نَوْفَل بن عبد مَنَاف، ولم يبلغنا أنه شهد مع المشركين بدرًا، ولكنه خرج معهم إلى أُحُد، فقالت له ابنة الحارث بن عامر بن نوفل: إنّ أَبِي قُتِلَ يوم بدر، فإن أنت قَتلتَ أَحَدَ الثلاثة فأنت حُرّ إن قتلتَ محمدًا أو حمزةَ بن عبد المطلب أو عليَّ بن أبي طالب فإني لا أرى في القوم كُفْؤًا لأَبِي غيرهم، فقال وَحشيّ: أَمّا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فإني قد عرفت أَنِّي لا أَقدر عليه، وأَنَّ أصحابه لن يُسْلِموه، وأما حمزة فقلت: والله لو وجدتُه نائمًا ما أيقظتُه مِن هَيْبَتِه، وأما عَلِيّ فقد كنتُ ألتمسُه. قال: فبينا أنا في الناس ألتمس عليًا، إلى أن طلع عليّ، فطلع رجلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ، كثير الالتفات، قال: فقلت: ما هذا صاحبي الذي ألتمس! إذا رأيت حمزة يَفْرِي الناسَ فَرْيًا، فكمَنْتُ له إلى صخرةٍ وهو مُكَبِّس، له كَتِيتٌ، فاعترض له سِباع ابن أُمّ أَنْمار وكانت أُمُّه خَتَّانة بمكة مولاة شَرِيق بن عِلاج بن عَمْرو بن وَهب الثَّقَفِيّ، وكان سِبَاع يُكنَى أبا نِيَار فقال: وأنت أيضًا يابن مُقطِّعة البُظُور مِمّن يُكثر علينا، هلم إِلَيَّ! فاحتمله حتى إذا بَرِقَت قدماه رَمَى به، فبَرَك عليه فَشَحَطَه شَحْطَ الشاة. ثم أَقْبلَ إليّ مُكْبِسًا حين رآني، فلما بلغ المَسِيلَ وطيء عَلَى جُرُفٍ فَزَلَّت قدمه، فهززت حَرْبتي حتى رضيتُ منها، فأضرب بها في خاصِرِته حتى خرجتْ مِن مَثَانته، وكَرّ عليه طائفة من أصحابه، فأسمعهم يقولون: أبا عُمارة! فلا يُجيب، فقلت: قد والله مات الرجل! وذكرتُ وجدَ هند على أبيها وعمها وأخيها، وتكشف عنه أصحابه حين أَيقنوا بموته ولا يروني، فأَكرُّ عليه فشققتُ بَطْنَه فأخرجتُ كَبده، فجئت بها إلى هند بنت عُتْبة فقلت: ماذا لِي إن قتلتُ قَاتِلَ أبيك؟ قالت: سَلَبي! فقلت: هذه كبد حمزة، فَأَخَذَتها فمضغتْها ثم لَفَظَتها، فلا أدري لَمْ تُسِغْها أو قَذِرَتها، فنزعتْ ثيابَها وحليَّها فأَعْطَتْنيه ثم قالت: إذا جئتَ مكة فلك عشرة دنانير. ثم قالت: أَرني مصرعه! فأَريتها مصرعه. فقطعت مَذَاكيره، وجَدَعَت أَنفه، وقطعت أُذُنيه، ثم جعلت منه مَسَكَتَين ومِعْضَدَتين وَخَدَمَتين، حتى قدمت بذلك مكة وقدمتْ بكَبدِه معها. وشهد وحشي أيضًا الخندق مع المشركين، فقتل الطُّفيل بن النعمان الأنصاري ثم أحد بني سلمة، فكان يقول بعد أن أسلم: أكرم الله بحربتي حمزةَ وطفيلًا ولم يهني بأيديهما يعني يقتلاني مشركًا. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن حُسَين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن عِكْرِمَة عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة بقتل وَحْشِيٍّ مع النفر الذين أمر بقتلهم، ولم يكن المسلمون على أحد أحرص منهم عَلَى وَحْشِيّ، فهرب وحشي إلى الطائف، فلم يزل بها مُقِيمًا حتى قدم في وفد الطائف على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فدخل عليه فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله فقال: "وحشي؟!"، قال: نعم، قال: "اجلسْ، حَدِّثني كيف قتلتَ حمزة". فأخبره فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "غَيِّبْ عَنِّي وجهَك". قال وحشي: فكنت إذا رأيته تواريت عنه، ثم خرج الناس إلى مُسَيْلِمَةَ فخرجت معهم، فدفعت إليه فَزَرقته بالحَرْبَة، وضربه رجل من الأنصار، فربُّك أعلم أَيّنا قتله، إلا أني سمعتُ امرأة من فوق الدير تقول: قتله العبد الحبشي.(*) قال: وقال غير محمد بن عمر: فكانَ وَحْشِيّ يقول: قتلتُ خير الناس، وقتلتُ شر الناس يعني حمزة بن عبد المطلب ومُسَيْلِمَة الكذاب. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعتُ امرأة تقول على الدير: قتله العبد الحبشي. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث قال: ما رأيت أحدًا يشك أن عبد الله بن زيد ضربه وزرقه وحشي فقتلاه جميعًا. قال محمد بن عمر: ثم إن وحشيًا بعد ذلك خرج إلى الشام حين خرج المسلمون، فلم يزل معهم في تلك المواضع والمشاهد حتى فتحت حمص فنزلها، ودفع في الخمر يشربها، ولبس المعصفر المصقول، فكان أول مَن ضُرِبَ في الخمر بالشام، وأول من لبس المعصفرات بالشام، وليس بينهم في ذلك اختلاف))
((صحب النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وسمع منه أحاديث)) الطبقات الكبير. ((روى عنه ابنه حَرْب، وعبد الله بن عدي بن الخيار، وجعفر بن عمرو الضَّمْريّ)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب مات وَحْشي بن حَرْب في الخمر فيما زعموا‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال