1 من 2
عَبْدُ الْرَّحْمنِ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ
(د ع س) عَبْدُ الرَّحْمنِ ابنُ أُمِّ الحَكَم. له ذكر في قصة معاوية ووائل بن حُجَر، وأُمه أُم الحَكَم التي ينسب إِليها هي بنت أَبي سفيان بن حَرْب، أُخت معاوية. وهو عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللّهِ بِنَ عُثمان بِنَ عَبْدِ اللّهِ بنِ رَبِيعَةَ بن الحارث بن حُبَيِّبِ بن الحارث بن مَالِكِ بن حُطَيط بن جُشَم بن قَسِيّ وهو ثَقِيف.
وقيل: عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أَبي عَقِيل أَبو سليمان، وقيل: أَبو مُطَرِّف. وهو مشهور بأُمه أُمِّ الحَكَم، فلهذا أَوردناه هاهنا.
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مرسلًا. وقيل: إِنه له صحبة. وصلى خلف عثمان، رضي الله عنه.
روى عنه إِسماعيل بن عبيد الله، والعَيْزار بن حُرَيْث، ويعقوب بن عثمان.
واستعمله خاله معاوية على الكوفة سنة سبع وخمسين، ثم عزله واستعمل النعمان بن بَشِير، وكان قبيحَ السيرة في إِمارته.
أَخبرنا القاسم بن علي بن الحسن الحافظ إِجازة، أَخبرنا والدي قال: قرأْت على أَبي الوفاءِ حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أَحمد، أَخبرنا عبد الوهاب الميداني، أَخبرنا أَبو سليمان بن زَبْر، أَخبرنا عبد اللّه بن أَحمد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حُدِّثت عن هشام بن محمد قال: استعمل معاوية عبدَ الرحمن بنَ أُمِّ الحكم على الكوفة، فأَساءَ السيرة فيهم، فطردوه فلحق بمعاوية، وهو خاله، فقال: أُوَلِّيك خيرًا منها مصر ـــ قال: فولاه، قال: فتوجه إِليها، وبلغ معاويةَ بن خَدِيج السَّكُونِي الخبرُ فخرج فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إِلى خالك، فَلَعَمْرِي لا تسير فينا سيرتَكَ في إِخواننا من أَهل الكوفة. فرجع إِلى خاله.
وقيل: كان سببُ عزله عن الكوفة مع قُبْح سيرته أَن عبد اللّه بن هَمَّام السَّلُولي قال شعرًا، وكتبه في رِقَاع، وأَلقاها في المسجد الجامع، وهي: [الوافر]
أَلاَ أبْلِغْ
مُعَاوِيَةَ
بْنَ
صَخْرٍ فَقَدْ خَرِب السَّوَادُ فَلَا سَوَادَا
أَرَى الْعُمَّالَ
أَقْسَاءَ
عَلَيْنَا بِعَاجِلِ
نَفْعِهِمْ ظَلَمُوا العِبَادَا
فَهَلْ لَكَ
أَنْ تُدَارِكَ مَا لَدَيْنَا وَتَدْفَعَ عَنْ رَعِيَّتَكَ الفَسَادَا
وَتَعْزِلَ
تَابِعًا
أَبَدًا
هَوَاهُ يُخَرِّبُ مِنْ بَلاَدَتِهِ
البِلاَدَا
إِذَا مَا قُلْتَ: أَقْصَرَ عَنْ هَوَاهُ تَمَادَى
فِي ضَلَالَتِهِ
وَزَادَا
فبلغ الشعر مُعاويةَ، فعزله.
واستعمله معاوية أَيضًا على الجزيرة، وغَزَا الرومَ سنة ثلاث وخمسين فشتا في أَرْضِهِم، وغلب على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس إِلى مَرْج رَاهِط، ودعا إِلى البيعة لمروان بن الحكم.
وتوفي أَيام عبد الملك بن مروان.
أَخرجه ابنُ منده وأَبو نعيم وأَبو موسى، فأَما أَبو موسى، فاختصره، وأَما ابن منده وأَبو نُعَيْم فقالا: عبد الرحمن بن أَبي عَقِيل الثقفي. وفد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يعد في الكوفيين، حديثه عند عبد الرحمن بن علقمة، ويقال: إِنه عبد الرحمن بن أُم الحَكَم بنت أَبي سفيان. ورويا بإِسنادهما عن عون بن أَبي جُحَيْفة، عن عبد الرحمن بن عَلْقَمَة الثَّقَفِي، عن عبد الرحمن بن أَبي عَقِيل قال: "انطلقت في وفد إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأَنَخْنَا في الباب، وما في الأَرض أَبغضَ إِلَيْنَا من رجل نَلِجُ عليه ـــ يعني النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم ـــ فما خرجنا حتى ما كان في الناس أَحدٌ أَحبَّ إِلينا من رَجُلٍ دخلنا عليه".
قلت: هذا كلام ابن منده وأَبي نُعَيم. والصحيح أَن عبد الرحمن بن أُم الحَكَم لا صحبة له وهو غير ابن أَبي عَقِيل، وهو من التابعين. قال محمد بن سعد: هو من الطبقة الأُولى من أَهل الطائف، وقال أَبو زُرْعة: إِنه من التابعين، ولم يكن كوفيًا؛ إِنما كان أَميرًا عليها، ولم تطل أَيامه حتى ينسب إِليها، فلعله غيره، والله أَعلم.
وهو الذي خطب يوم الجمعة قاعِدًا، فرآه كعبُ بن عُجْرَة فقال: انظروا إِلى هذا الخبيث يخطب قاعدًا، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة /10].
(< جـ3/ص 433>)
2 من 2
عَبْدُ الْرَّحْمنِ بْنُ عَبْدِ الْلّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْثَّقَفِيُّ
عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِي. وهو ابن أُم الحَكَم.
تقدم في ترجمة: عبد الرحمن ابن أُم الحَكَم.
(< جـ3/ص 264>)