تسجيل الدخول


عبد الرحمن بن أم الحكم

عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل، وقيل: ابِنَ عُثمان، وقيل: عبد الرحمن بن أُم الحَكَم الثقفي المالكي:
أَخرجه ابنُ منده وأَبو نعيم وأَبو موسى، كنيته أبو مطرف، وقيل: أبو سليمان، وهو الذي يقال له ابن أم الحكم؛ فنُسب لأمه وهي بنت أبي سفيان، أُخت معاوية، وهو مشهور بها، ولده اليوم يسكنون دمشق‏، جدّه عثمان بن عبد الله يحمل لواء المشركين يوم حُنين فقتله عليّ بن أبي طالب، فقال رسول اللهصَلَّى الله عليه وسلم: "أبعده الله إنـّه كان يُبْغِض قريشًا"(*)، وَأَخْرَجَ الشَّافِعِيّ وَالْبُخَارِيّ في "التاريخ" مِنْ طريق سعيد بن المسيّب أنّ عبد الملك قضى في نساء عبد الرحمن وذلك أنه تزوَّج ثلاثًا في مرض موته على امرأته، فأجاز ذلك عبد الملك، قَالَ الْبَغَوِيُّ: يقال ولد في عَهْد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وله ذكر في قصة معاوية ووائل بن حُجَر، وقيل: إِنه له صحبة، وَذَكَرَهُ البُخَارِيّ، وابن سعد، وخليفة، وابن حبان وغيرهم في التابعين، ويعد في الكوفيين، وقال ابن حجر العسقلاني: الصحيح أَن عبد الرحمن بن أُم الحَكَم لا صحبة له وهو غير ابن أَبي عَقِيل، وهو من التابعين، قال محمد بن سعد: هو من الطبقة الأُولى من أَهل الطائف، وقال أَبو زُرْعة الدمشقي: إِنه من التابعين، ولم يكن كوفيًا، إِنما كان أَميرًا عليها، ولم تطل أَيامه حتى ينسب إِليها، فلعله غيره، والله أَعلم.
وروى عبد الرحمن بن أم الحكم أنه صلى خَلْفَ عثمان الصلاةَ، فذكر ما كان يقرأ به إذا جهر، وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالْنسَائِي مِنْ طريق أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، عن كعب بن عُجرة أنه دخل المسجد ــ يعني بالكوفة ــ وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدًا، قال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدًا وقال الله عز وجل: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [سورة الجمعة: آيه11] الحديث.
وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم مرسلًا، وسمع عبد الرحمن بن عبد الله من عثمان بن عفّان، وروى عنه إِسماعيل بن عبيد الله، والعَيْزار بن حُرَيْث، ويعقوب بن عثمان، وَأَخْرَجَ لَهُ الْبَغَوِيّ حديثًا في سُؤَال اليهود عن الروح، فَقَالَ الْبُخَارِيّ وأبُو حاتِمٍ: هو مرسل، وحديثه عند عبد الرحمن بن علقمة الثَّقَفِي، عن عبد الرحمن بن أَبي عَقِيل قال: "انطلقت في وفد إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأَنَخْنَا في الباب، وما في الأَرض أَبغضَ إِلَيْنَا من رجل نَلِجُ عليه ــ يعني النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم ــ فما خرجنا حتى ما كان في الناس أَحدٌ أَحبَّ إِلينا من رَجُلٍ دخلنا عليه".
ذَكَرَ خَلِيفَةٌ: أنّ خالَه معاوية ولاّه الكوفة بعد موت زياد في سنة سبع وخمسين، وكان عبد الرحمن قد غزا الروم سنة ثلاث وخمسين، فشتا في أَرْضِهِم، ثم استولى على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس بعد أنْ غلب عليها ليقاتل مروان بن الحكم بمَرْجِ رَاهط، وبايع له الناسُ، فأساء السيرةَ بالكوفة، فأخرجوه فلحق بخاله، فعزله واستعمل النعمان بن بَشِير، فقال: أولِّّّيك خيرًا منها: مصر، فولاه بعد أخيه عتبة بن أبي سفيان، وبلغ معاويةَ بن خَدِيج السَّكُونِي الخبرُ فخرج فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إِلى خالك، فَلَعَمْرِي لا تسير فينا سيرتَكَ في إِخواننا من أَهل الكوفة، فرجع ووَلاّه معاوية بعد ذلك الجزيرة، فكان بها إلى أن مات معاوية.
وقيل: كان سببُ عزله عن الكوفة مع قُبْح سيرته أَن عبد اللّه بن هَمَّام السَّلُولي قال شعرًا، وكتبه في رِقَاع، وأَلقاها في المسجد الجامع، وهي:
أَلاَ أبْلِغْ
مُعَاوِيَةَ
بْنَ
صَخْرٍ فَقَدْ خَرِب السَّوَادُ فَلَا سَوَادَا
أَرَى الْعُمَّالَ
أَقْسَاءَ
عَلَيْنَا بِعَاجِلِ
نَفْعِهِمْ ظَلَمُوا العِبَادَا
فَهَلْ لَكَ
أَنْ تُدَارِكَ مَا لَدَيْنَا وَتَدْفَعَ عَنْ رَعِيَّتَكَ الفَسَادَا
وَتَعْزِلَ
تَابِعًا
أَبَدًا
هَوَاهُ يُخَرِّبُ مِنْ بَلاَدَتِهِ
البِلاَدَا
إِذَا مَا قُلْتَ: أَقْصَرَ عَنْ هَوَاهُ تَمَادَى
فِي ضَلَالَتِهِ
وَزَادَا
فبلغ الشعر مُعاويةَ فعزله، وتوفي أَيام عبد الملك بن مروان.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال